غزة بين الرياض وواشنطن

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عقدت "القمة" للدول "العربية والإسلامية" في الرياض، وكالعادة فأن بهرجة القاعة والسيارات الفارهة وملابس القادة والزعماء والملوك كانت هي الشيء الذي ركزت عليه كاميرات النقل المباشر، وكالعادة فأن خطبهم وكلماتهم هي ذاتها بعد كل جريمة إسرائيلية، فإذا ما استرجعت شريط الذاكرة لأي "قمة" لهؤلاء فلن تجد فيهن اختلافا كبيرا، سوى فقط بجغرافية المكان.

اما في واشنطن، فان الاحمق الخرف بايدن وفريقه الفاشي يرسلون السفن محملة بالأسلحة، وفريق من الخبراء والمستشارين في تل ابيب يشرفون على عمليات القتل والتدمير لقطاع غزة، ومسيراتهم واقمارهم الصناعية تتابع وتراقب أوضاع الموت في غزة، ويحرصون على تنفيذ مخطط الموت والخراب بكل حذافيره.

هذان جانبان من الصورة، اما الجانب المأساوي والكارثي فأنه يقبع هناك في غزة، موت فموت فموت، خراب في خراب في خراب، لا ملجأ او مأوى، لا دواء او غذاء او ماء، لا مهرب او مفر، محاصرون من كل الاتجاهات، يموتون في منازلهم في الشوارع وفي المدارس والمستشفيات، الة قتل وحشية، لا تفرق بين طفل ومسن، هدمت البيوت على رؤوس ساكنيها، عصابة مستوطنين فاشيين، يساندهم الغرب الديموقراطي الليبرالي بكل شيء، يبيح ويشرع لهم القتل والتدمير؛ أيام عصيبة على سكان هذا القطاع، كل العالم يتفرج على هذه المذبحة، فهي تنقل بشكل مباشر وعلى جميع القنوات، فالإدارة الامريكية الفاشية والقذرة حرصت على نقل وقائعها، وكأنها فيلم هوليودي.

القوميون العرب والاسلاميين المجتمعين في الرياض بدأوا يزايدون في معرض الاتجار بهذه القضية، فكل واحد منهم يلقي خطابا ناريا يزايد به على الاخر، فكان بازار خطب لا أكثر او اقل، ففي ساعات القاء الخطب الرنانة كانت الدبابات والمسيرات والطائرات والمدفعية الثقيلة تقصف غزة بعنف، وتوقع المزيد من الضحايا، وفي الأخير اجتمعوا ليأخذوا صورة جميلة لهم، يذكرون بها العالم مدى قبحهم وقذارتهم.

"ان الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه" شكسبير.

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات