عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 07:20
المحور:
القضية الفلسطينية
يشن الصهاينة في أوربا حاليا هجمة مضادة على بوادر التحول في وعي الرأي العام الأوربي تجاه القضية الفلسطينية، واكتشاف أوساط أوسع وأوسع من الأوربيين حقيقة أن إسرائيل دولة قامت على إغتصاب أرض شعب أخر، وأخضعته لنظام فصل عنصري سلبه سيادته وكل حقوقه وأمتهن كرامته.
وكالعادة ترتكز الهجمة الصهيونية المضادة على التباكي، وإظهار اليهودي في أوربا بمظهر الخائف مما يوصف بانتعاش ((معاداة السامية)). ويقصد الصهاينة من ذلك تزايد السخط بين الأوربيين على جرائم التطهير العرقي عبر الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقد هال الصهاينة نزول أكثر من مليون متضامن مع الشعب الفلسطيني في تظاهرة السبت الماضي في لندن.
وسرعان ما تلقفت النخب الأوربية الحاكمة المتواطئة مع إسرائيل في جرائمها عملية التباكي هذه لتنسج عليها، وتحول الأهتمام عن مجازر الأطفال في غزة وتدمير المستشفيات والمنازل والمدارس والكنائس والجوامع، إلى الأهتمام باليهودي المسكين المهدد والمرعوب في أوربا. وكان أول المستفيدين من هذه الهجمة الصهيونية المضادة على وعي الشعوب الأوربية هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تخلى، أو دفع إلى الخلف، دعوته الى وقف إطلاق النار، وعاد بتغريدة يعلن فيها: (( إن فرنسا التي يخاف فيها مواطنونا اليهود ليست فرنسا. فرنسا التي يخاف فيها الفرنسيون بسبب دينهم أو أصلهم ليست فرنسا)). ليصل الى الهتاف (( لا تسامح مع ما لا يطاق)). دون أن يتأكد من وحود أساس حقيقي لمزاعم الخوف، أو أن يورد حادثا واحدا على الأقل قد حدث في فرنسا وتعرض فيه يهودي واحد إلى إعتداء. ناهيك عن أنه تجاوز على حقيقة أن أعدادا كبيرة من الفرنسيين اليهود قد شاركو مواطنيهم الفرنسيين الآخرين، في مظاهرات السخط على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل صد الفلسطينيين والأنسانية، بدعم من ماكرون وباقي النخب الحاكمة في أوربا.
وبتنسيق أوركسترالي أنتشرت نغمة الخوف اليهودي المزعوم لتعزف على ألسن أفراد باقي النخب المتنفذة والحاكمة في أوربا، وجميع وسائلها الدعائية للتأثير في وعي الرأي العام الأوربي، بهدف إعادته الى حالة العمى التي أبقوه فيها عقودا مديدة، وتسهيل حجب أنباء المفرمة البشرية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من خمسة أسابيع.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟