سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أنصار الرئيس الأميركي جورج . دبليو . بوش يلقِّـبونه " الحازم" ، أمّا خصومُـه ، فيلقبونه " الـحَرون " ، والحقُّ أن هذا اللقب الأخير اللائق بحمارٍ ، ينطبق انطباقاً عجيباً على الرجل المتمترسِ بالبيت الأبيض ، ليطلق النار ، جزافاً ، وبكل اتجاه ، علىكل مــن يتحرك ... كأن منعاً للتجول ، عامّاً وشاملاً ، قد أُعلِن في كل مكانٍ من الكرة الأرضية .
وإلاّ ، فما معنى خطة النقاط الأربع التي يجري الحديثُ عنها مؤخراً في دوائر البيت الأبيض الضيّقة ؟
أيّ معنىً لهذه الخطة المشؤومة ، بعد أن حصل ما حصل ، وبعد زلزال الانتخابات الأخيرة ؟
أيّ معنىً لهذه الخطة بعد أن صار الفشل التام النـتيجَ المحتوم للحلّ العسكري في العراق ؟
ما تسرّبَ من معلومات يفيد أن الخطة تشتمل على أربع نقاط معلنة ، وعلى خامسةٍ غير معلنة .
النقاط الأربع المعلنة هي :
1- إضافة عشرين ألفاً إلى عديد القوات الأميركية ، لغرض تأمين بغداد ، والسماحِ بتموضعٍ للقوات الأميركية في أماكن أخرى من العراق .
2-التركيز على التعاون الإقليمي ، مع عقد مؤتمرٍ دوليّ ، وإسهام الكويت والسعودية في هذه المساعي ، وكذلك ، بصورة خاصّـة ، في إعادة إعمار العراق .
3-إحياء المصالحة بين الأطراف العراقية ( حسب القراءة الأميركية : سنّة – شيعة – إلخ ) .
4- إقناع الكونغرس بزيادة المخصصات المالية ، لأغراض تدريب قوات الأمن العراقية وتسليحها .
أمّـا النقطة الخامسة غير المعلنة فهي :
تأجيل الحديث عن تطبيق الديمقراطية إلى حين استتباب الأمور .
*
أوساطٌ معيّنةٌ ، مقرّبة من البيت الأبيض ، تسمّي هذه الخطةَ ، الإندفاعَ الأخير .
The last push
أي أن جورج بوش ، الـحَرون ، كحمارٍ ، مصِـرٌّ على تكبيد الأميركيين والعراقيين مزيداً من القتلى ، قبل أن يشــرع ، راغباً أو كارهاً ( مكرَهاً ) ، في الانسحاب .
*
التنفيذ الفعليّ لخطة " الإندفاع الأخير " سيكون ذا تفاصيل كثيرة ، متشعبة ، تُلحِق مزيداً من الجراح بالجسم العراقي الذي لم يبقَ به موضعٌ خالٍ من الجراح .
هذا الإندفاع الأخير هو مؤشــر اليأس ، المبشرُ بالخلاص .
لندن 16.11.2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟