وهم التخلص من المقاومة المسلحة في غزة

علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .
(Alaa Adnan Ashour)

الحوار المتمدن-العدد: 7790 - 2023 / 11 / 9 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن من يظن أنه بإمكانه القضاء على الفصائل المسلحة في غزة ، وبالذات من حركة حماس ، إنما هو يعيش ويحلم بأوهام وسراب ، فالمقاومة فكرة والفكرة لا تموت وهذه المقولة من أبسط الأدبيات السياسية القائمة في العالم ،
وإن الإدارة الأمريكية تدرك ذلك وسأحاول الإضاءة على الموقف الأمريكي في هذه النقطة أو الفكرة :
يخرج علينا وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بتصريحات جوفاء لا معنى لها ، عن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب ، ومن سيدير القطاع بعدها ، وكأن المعركة إنتهت وقد حُسمت لصالح إسرائيل ، على الرغم من المقاومة الشرسة والمنهكة لجيش الإحتلال الإسرائيلي على جميع الأصعدة ، والذي تؤكد أنه لا يستطيع السيطرة على قطاع غزة ، وبالتناوب فإن هذا يفضي إلى إستحالة القضاء على حماس نهائياً .

الحل السياسي طويل الأمد للنزاع :
إن التصريحات الأمريكية على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ، تظهر أن هناك فكرة بدأت تنضج عن فترة إنتقالية في غزة تؤدي إلى دولة فلسطينية في القطاع وفي الضفة الغربية ، لكن هذه الفكرة مرتبطة بموقف الشعب الفلسطيني منها ، وهل ستعيد له حقوقه المسلوبة وقيام دولته المستقلة ، كل هذا مرتبط بوجود أفق سياسي جدي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، يلبي طموحات الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة ، وهذا بإعتقادي ممكن بأن يكون هناك تفاهمات وآليات مع قوى إقليمية حليفة للشعب الفلسطيني على غرار تركيا التي أبدت رغبة في المشاركة بأي جهد دولي يفضي إلى حل النزاع ، وكذلك مصر التي قد تلعب دوراً لكونها من تمتلك حدوداً مع قطاع غزة ، بأن تمارسا دوراً في الناحية الأمنية والإدارية لحين تولي السلطة الفلسطينية إدارة الشؤون المدنية وربما الأمنية في القطاع ويكون ذلك بالعمل على وحدة الصف الفسطيني وبمقابل ولادة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، وبتعهدات دولية جدية في التخلص من الإحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية ، ولكن هذه الفكرة تطرح سؤالاً عن موقف حركات المقاومة وبالذات حماس التي ستخرج من هذه المعركة منتصرة بصموده وبقوة مقاوميها ، فبإعتقادي أن حماس وغيرها من حركات المقاومة ستتنحى جانباً عن تولي إدارة قطاع غزة مستقبلاً تاركة للحل السياسي أن يأخذ دوره ، ولن تكون في الواجهة السياسية وربما تلعب دور وتستنسخ نموذج حزب الله في لبنان بأن لا تمارس السلطة بشكل مباشر وتتركه لغيرها على أن تظل ذات تأثير سياسي وعسكري على الساحة الفلسطينية والإقليمية .

#علاء_عدنان_عاشور (هاشتاغ)       Alaa_Adnan_Ashour#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات