عمر غصاب راشد
شاعر
(Omar Ghassa Rashed)
الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 14:09
المحور:
الادب والفن
" أعمى ويُبصرُ من جديد "
باتَ الظلامُ على الأهدابْ
وقد شربت مدينتنا منهُ السرابْ
غابت عن مُبصرٍ يحكي
جلست تُداعبها أيدي الذئاب
غابت عن الأبصار
فالنّورُ أخفاهُ الضبابْ
قَست القلوبْ
وتصاعدت
أصواتُ نهشٍ للذئاب
حجرٌ له صوتٌ شبيهٌ بالرماد
من أي أرضٍ
من أي صخرٍ
قد أتت هذي الذئابْ
نامَ الظلامْ
تَعتَّمت طُرُقٌ تَزُفُّ النورْ
نامت قلوبٌ دونَ دارْ
باتت تُطالعُ في المدينةْ
وعتمةُ الليلِ مُقيمةْ
يا أيها الأعمى أتبصرُ من جديدْ
قَدماكَ قد ساقاك من بحرٍ عميقْ
وعُيونكَ اكتحلت بعتمات المنازلْ
أعمى ويبصر من جديدْ !!!
قدماي ترتجفانْ
دمٌ يسيل وليس يسعفهُ القريبُ ولا البعيدْ
هاتوا الخمورْ....
نَسَوا الثغورْ....
هل تهربون من الثغور إلى الخمورْ ؟؟
زاد الظلامْ
وانسلَّ خيطُ النورْ
وعاد في ليلٍ مخيفْ
بركانُ نارٍ
عاد يُضيءُ ويختفي
هاتوا الخمورْ
دُقُّوا الطبولْ
سكبوا الدماءْ
وترتجف الحناجرْ
ومدينتي ثكلى
ويهزُّها صوتٌ كئيبْ
عاد الظلام يَضُمُها
أرضي يمازجها دمٌ ولحمْ
ضَحِكاتها عادت بثوبٍ من حديدْ
شربت دماءْ
وأُشبعت بارودَ أمزجةٍ تطايرْ
تعثّرت خطواتها
جلبوا السيوفَ ليعدموها
شَدّوا الوثاقْ
دمعُ العناقْ
وحجارةُ الوادي
خَفَّاشُ يَزحفُ في الظلامْ
نَعَقَ الغُرابْ
الأَرضُ ضَمَّت أَحبتها
العطرُ لن يُشرى ولا يُباعْ
لَحنُ الأَغاني زاد بها العناءْ
تَتَفَتَّحُ الأَزهارْ
رُغم الدمارْ
ورغم صُنّاع القرارْ
#عمر_غصاب_راشد (هاشتاغ)
Omar_Ghassa_Rashed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟