أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير















المزيد.....


هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم اليوم لا توجد قضايا شعوب عادلة مثل قضية الشعبين الكردي والفلسطيني، فكلا الشعبين تعرضا لظلم تاريخي كبير، ولا يزال هذا الظلم مستمرا. وإذا كان استمرار وجود الشعب الكردي في وطنه يخفف بعض الشيء من الظلم الذي تعرض له ولا يزال رغم فداحته، فإن الظلم المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يبدو مضاعفا، من جهة بسبب تهجير قسم كبير منه إلى خارج وطنه، ومن جهة ثانية بسبب نكران حق من بقي في العيش بسلام في إطار دولة معترف بها على جزء منه. كثيرا ما يتم تشبيه الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني بالظلم الذي تعرضت له الشعوب الأصلية في بلدان ما يسمى بالعالم الجديد. وبغض النظر عن صوابية هذه الموازنة، إلا ان السياق التاريخي لهذا الظلم يبدو متشابها إلى حد كبير.
كثيرون اليوم عندما، يجري الحديث عن القضية الفلسطينية، لا يريدون التفكير بها بعقل تاريخي الذي من بديهياته تسليط الضوء على سياقها التاريخي بما يتضمنه من مراحل ووقائع ونتائج، من أجل فهمها وتصديق الأحكام التي تصدر بصددها، ويطالبون بضرورة التفكير فقط بعقل سياسي يشتغل على وقائع الراهن، وحسابات المصالح، وموازين القوة التي تخلقها وتحميها.
من منظار هذا العقل السياسي المزعوم لا جدوى اليوم من طرح الأسئلة حول كيفية انشاء إسرائيل ومساره التاريخي، بدءا من مؤتمر بال في سويسرا في عام 1897 مرورا بوعد بلفور، ومن ثم اقتسام التركة العثمانية وتوزيعها حصاصا على الدول الاستعمارية الأوربية، والتي في سياقها، وكأحد نتائجها المأساوية فقدان الكرد لوحدة وطنهم، وتشريد قسم كبير من الفلسطينيين من أرضهم التاريخية، ومنحها للمستوطنين الجدد الذين تم جمعهم من مختلف دول العالم. ويتطرف هذا العقل ليقول من غير المجدي أيضا التركيز على القرارات الدولية التي صدرت بخصوص القضية الفلسطينية، بل على تفهم ما تريده اسرائيل. واللافت ان طرح مثل هذه الأسئلة يعد هرطقة لا معنى لها عندما يتم طرحها بخصوص القضية الفلسطينية، لكنها تعد جوهرية إذا طرحت بخصوص المسألة اليهودية للتأسيس التاريخي لحق الإسرائيليين المزعوم في أرض فلسطين. إن الفصل بين التفكير بعقل تاريخي والتفكير بعقل سياسي هو فصل مصطنع لا يستقيم علميا ولا منهجيا. إذ لا يمكن إنتاج معرفة صحيحة بأي قضية سياسية راهنة دون البحث في جذورها واسبابها والقوى الفاعلة فيها ومصالحها، وهي جميعا لها أبعاد في الزمان أي في التاريخ.
لنساير أصحاب التفكير بعقل سياسي ونقول كما يقولون: إن إسرائيل صارت حقيقة واقعة من وقائع الشرق الأوسط، وهي دولة معترف بها من أغلب دول العالم، وعضو في الأمم المتحدة، وفوق ذلك فهي دولة قوية ولديها سلاح نووي، ومدعومة من الدول الغربية. هذه وقائع سياسية لا جدال فيها بحسب أصحاب هذا التفكير السياسي، وينبغي بالتالي على الفلسطينيين والعرب عموما الإقرار بها. وبالمناسبة فإن جميع هذه الوقائع يتم تعزيزها باستمرار من قبل الدول الغربية. ونساير أكثر فنقول ان هذه الوقائع ما كان لها ان تحصل بالشكل الذي حصلت به لولا الدور الذي اداه الحكام العرب، وبعض القادة الفلسطينيين.
من جهة أخرى ورغم احتلال إسرائيل لفلسطين كلها فإن الشعب الفلسطيني لم يتوقف يوما عن النضال في سبيل تحقيق مطالبه الوطنية المشروعة التي اعترف له بها المجتمع الدولي، والتي تتمثل اليوم في إنشاء دولة له على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. بالطبع لم يكن سهلا على القادة الفلسطينيين، كما يقولون، القبول بالتخلي عن اغلب مساحة فلسطين التاريخية، والاكتفاء بمساحة الضفة والقطاع استجابة لما سمى في حينه بالعقلانية السياسية. ورغم ذلك فإن إسرائيل بدعم من أغلب الدول الغربية الفاعلة لم تقبل بذلك، بل اجتهدت للاستفادة منها لتهويد كامل الضفة الغربية، ومنع قيام أي دولة فلسطينية. الفارق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتمثل في أن الإسرائيليين امتلكوا كل وسائل تحقيق أهدافهم ذاتيا وموضوعيا، بدعم من قبل الدول الغربية، رغم ان هذه الأهداف، في حقيقتها، لا تعدو كونها ذات طابع استعماري استيطاني. أما الفلسطينيون فلم يستطيعوا تحقيق أي هدف من اهدافهم الوطنية رغم مشروعيتها، لأسباب ذاتية وموضوعية أيضا. يفسر البعض نجاح اليهود في حل المسألة اليهودية وتحقيق أهدافها بتحميلها على عوامل التقدم الحضاري الراهنة (الديمقراطية والحرية والعلم والتكنولوجيا)، في حين يفسرون فشل مسار القضية الفلسطينية بتحميلها على عوامل التخلف الحضاري (الاستبداد والتخلف العلمي والتكنولوجية والثقافة الدينية). بغض النظر عن مدى الصواب في هذه الموازنة، يبقى الدور الحاسم في كل ذلك هو الذي أدته الدول الاستعمارية السابقة في حل المسألة اليهودية التي هي من حيث الأساس مسألة اوربية، على حساب مصالح الفلسطينيين والعرب بصورة عامة، وهذا ما يعترف به ويقره كثير من المفكرين والسياسيين في هذه الدول ذاتها، وتثبت صحة اليوم أيضا الفزعة الغربية غير المسبوقة لنصرة إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
ويبقى السؤال: هل قدر النضال الفلسطيني في سبيل تقري المصير هو الفشل دائما؟ واشتقاقا منه: هل إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس مطلب مصيره الفشل أيضا؟ للجواب عن السؤال الثاني، فإن التفكير السياسي العقلاني الموضوعي يقول نعم، ببساطة لأن العوامل الحاملة للمشروع الإسرائيلي لا تزال فاعلة وتتعزز، والعوامل الحاملة للقضية الفلسطينية لا تزال تزداد ضعفا وتخلفا.
أما الجواب عن السؤال الأول فهو استشرافي إلى حد كبير، لكنه الاستشراف الذي يستند إلى منطق التاريخ، الذي يقول بأن إسرائيل تعيش ازمة بنيوية، فهي غزوة من الغزوات التي تعرضت لها المنطقة عبر التاريخ، سوف يستمر وجودها زمنا سياسيا قد يطول او يقصر، لكن مصيرها في النهاية الزوال كدولة عنصرية استيطانية ويبقى اليهود.
اما الفلسطينيون فهم في بيئتهم الحيوية الطبيعية يعيشون في ازمة تطورية في الوقت الراهن، وإن أفضل تعبير عن قضيتهم اليوم هو القبول في العيش مع اليهود في دولة ديمقراطية علمانية موحدة كما كانت تطالب منظمة التحرير في بداياتها، فهل من خيار آخر لدى إسرائيل؟



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر
- القضية الكردية بين الحق وممكناته
- الحوار السوري - السوري كذبة كبرى
- تحولات السياسة التركية
- العلويون والرهانات الخاطئة


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير