نبيلة الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 02:49
المحور:
الادب والفن
لَستُ شَاعرَةً
أنَا مُجرّدُ سَائِحةٍ
فِي كَونِ الكَلِماتِ
أَغرِفُ
مِنْ مَجرّةِ المَعنَى الحُروفَ
ومِنِ مِحبَرتِي
أُفاوِضُ أَبْراجَ الحَظِّ
علَى اخْتراعِ بُرجٍ جَديدٍ
أُسَمِّيهِ بُرجَ الشِّعرِ
يُلقّحُ قَلبِي
مَناعةَ
ضِدّ اللّاشِعْرْ
بُرجٌ يُتوِّجُني لِمَرّةٍ وَاحِدِةٍ
شَاعرَةً ..
أَيُّها الشِّعرُ ؛
لا أَتَسلّقُ حِبالَ المِيتافِيزيقا
لِأَلْبسَ قَمِيصَ الفَلْسفَةِ ،
أنَا أُقايِضُ المَعنَى
لِأُدَوِّنَ شَيئاً مِنْ
بُكاءِ الأَرضِ
وتَعبِ البَحرِ
وشَرهِ الغابةِ ..
إلَى متَى تَلبِسُ الجِدارَ
وَقدْ رَسَمتُكَ نَافِذةَ
اللَّا زُجاجْ ؟...
أَيُّها الشِّعرُ ؛
كَبيرٌ أَنتَ
صَغيرةٌ أنا
أُحاوِلُ أنْ أَعْكسَكَ في مِرآةِ الحِبرِ
لِأَراكَ وتَكتُبُني
لا أَمْلِكُ عَصا مُوسَى
لِيَعتَدِلَ مِزاجُ المَعنَى ؛
لا أَمْلكُ شَجرةَ اللُّغةِ
لِأَقْضُمَ تُفّاحةَ المَجازِ
بِجاذِبيَّةِ الْإسْتعارَةِ ..
أَيُّها الشِّعرُ ؛
أنَا اللَّاسْتُها
لَستُ فَاطِمةَ شَاوْتي*
أَكتُبُ بِالماءِ
فَيَتحوَّلُ إلى غَيْمةٍ تَنْهَمِرُ بِكَ ..
أنَا ابْنةُ الحِيرةِ
فِي عَالمٍ يَسْبحُ
فِي مَتاهَةِ العَوْلمةِ
جِئتُكَ
عَاريَةً
كَهذِهِ الأَرضِ مِنْ أُوزُونِها
ثقيلةً
كَوجعٍ
صَاخبةً
كَإعْصارٍ
مُمْتلئةً بِكَ حدَّ الطّيرانِ
فَقطْ ..
دَعْنِي لِمَرّةٍ واحدَةٍ
أَكُنْ شَاعرَة ..
مِن مَجمُوعَتي الشّعرية ( ضَجِجٌ كَثِيف )
..............
*فاطمة شاوتي : شاعرة وناقدة مغربية معاصرة وحقوقية جمعوية
#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟