أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - حرب غزة : هنتغتون والامبريالية Huntington and imperialism














المزيد.....

حرب غزة : هنتغتون والامبريالية Huntington and imperialism


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 16:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم يكن كتاب صمويل هنتغتون في : صراع الحضارات 1996 نتاجاً فلسفيا خارج بطون صدام الجغرافية السياسية حول العالم دون محركات ايديولوجية مختلقة او موروثة تتلازم مع حركة النظام الراسمالي المركزي العالمي  نفسه ، فالعولمة الثقافية لنهاية التاريخ بسيادة اقتصاد السوق الحر لم  تنفىِ هي الاخرى الارث المتراكم للنهب الاستعماري كرماد فوق جمرات العقائد والموروثات المتجذرة  في ثقافات الامم ،لاسيما عندما تستدعي المصالح الامبريالية موروثاتها لاستدامة هيمنتها لتدوير الفائض الاقتصادي ونهبه ذلك عبر اشعال نيران المصالح حيث تستخدم  الراسمالية سلاحها الثقافي ( الايديولوجي التفكيكي ) لضمان الفوز بثروة الامم .
فالنظام الاستعماري بشكله الاول الذي رافق الماركنتالية الراسمالية او مدارسها الراسمالية التجارية القديمة Merchatalism ( كمفتاح للعهد الاستعماري المبكر ) لم يبتعد عما يُسيير  المدرسة الليبرالية الجديدة  حالياً في مسألة ترابط التجارة بالقوة والحرب و التي ظل ديدنها شعارا واحدا لاغير وهو  :(اينما تصل الرايات تصل التجارة وان الراية والتجارة يتحركان  معاً flag and trade move together ).
وعلى الرغم  مما تقدم ، فان الهيمنة الراسمالية المركزية تواجه اليوم في مقدمات صراعاتها سلاحاً تصادمياً ثقافيا و اديولوجياً في ميدان معركة نهب الثروات والارض والاستيلاء على الفوائض واستدامة التراكم الراسمالي من محيط العالم واطرافه في معركة النفوذ على الدوام .
فالعولمة الموازية parallel globalization وتجارب حروبها الحالية الموازية قامت على ساحات اختبار التعصب الاديولوجي وصدام الحضارات الفرعية للحصول على موديل تجزيئي  جاهز للاستعمال عند توافر فرص الصدام والنهب المباشر ، اذ يقوم ذلك الموديل على  اظهار  درجات معمقة من التوحش وحروب الابادة البشرية بغية تفسير العقائد الايديولوجية الاخرى وتشويه محتوياتها وموروثاتها الانسانية في نطاق صراع الحضارات الجزئي او الكلي. فوحشية المجموعات التي صنعتها الامبريالية في العالم الموازي وداخل الحضارات القديمة الاصيلة ، قد  ابتدات سواء في دارفور ورواندا في أفريقيا وانتهاءً بداعش الأرهابي عبر الشرق الاوسط ومرتكزه الاسلامي ، أذ جرى أطلاق مبدأ التوحش والابادة تحت تنظيم اصطناعي ديني امبريالي عنوانه داعش ، لتشكل مقدمات مختبر صراع الحضارات في العالم الموازي أو الظلي ليسوغ اليوم التوحش الاسرائيلي نفسه .  
فبعد ان  رأى هنتغتون ان هناك عدة حضارات كبرى في العالم تشمل الحضارة الغربية والإسلامية والصينية والهندية والأفريقية واللاتينية، وأن هذه الحضارات يمكن أن تتصادم في مجملها أو في أجزائها . وأن عوامل مثل الدين والتاريخ واللغة تؤدي أدوارًا حاسمة في تشكيل هذه الصراعات ،نجد بلا ريب ان مايريده  الغرب الامبريالي في صراعات العولمة الموازية conflicting of  parallel globalization  ان يضع  القضية الفلسطينية وحق  الدفاع الشرعي عن ارض فلسطين في اطار جزئيات تصادم الحضارات بل تصغيرها ليؤدي الى تطبيقات تماثل (نمذجة التوحش ) التي جرت في مختبرات معسكر العولمة الموازية، كي يجسد مايجري في غزة ( ومشروعية الدفاع عن الارض ) على انه احد ادوار قوى التوحش في الصراع الجزئي للحضارات  الموازي ( وعده كلعبة داعش  الارهابي التي صنعها الغرب في مختبرات راس المال) .أذ يأتي ذلك لتسريع الاستيلاء على الجغرافيا السياسية الفلسطينية وغيرها ، وتسويغ القتل الوحشي غير الرحيم لشعب غزة الحر باسم ازالة ثقافة الدين الموازي ونزع مضمون التوحش . وان سيناريو الحرب على غزة بات يجير  على نحو يتيح للاجرام الاسرائيلي باساطيره البالية و المسنودة امبرياليا بذبح الشعب الفلسطيني وبدم بارد دون ان يثير غضب حضارات الارض الاخرى على الأقل ، بل هي محاولة لقلب صراع الحضارات من التصادم الشامل المضاد للامبربالية الى تصادم( منمذج ) يجري في المعسكرات الخلفية للعولمة الموازية أو الظلية . ولكن في هذه المرة يتم عبر رايات وتجارة موازية  parellel flag and trade together اي في عالم موازي غامض ( رمادي اللون ) قائم على النهب وأستعباد الشعوب .
ختاماً ، إن حرب غزة تبرهن خفايا اديولوجيا هنتغتون عن ادوار مختبرات العولمة في توليد أنموذج التوحش في ثقافات الشعوب لتسويغ النفوذ الامبريالي والتغلغل في المصالح العالمية لمعسكر راس المال بشكله الصريح هذه المرة عبر صراع الحضارات . انها بلا ريب العودة الطوعية لصدام الحضارات بشكل رسمي يسوغ الحروب الامبريالية الشاملة ونهب الفائض العالمي  والتذرع  بفرضية هنتغون بأن الصراعات في العالم ستنشأ بشكل رئيس من التفاعلات بين مجموعات ثقافية وحضارات مختلفة بدلاً من الصراعات الاقتصادية أو الصراعات السياسية التقليدية لتبرير رغبات نهب الأمم وثرواته رسمياً .
وهكذا فان حرب غزة هي تجسيد للحروب الامبريالية المستمرة الخالية الحضارة.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والمسالة الفلسطينية: اغتراب التطبيع و حفر الدم
- عنف اللادولة:غزة و الميكافيلية الجديدة.
- المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .
- الرأسمالية المركزية الموازية :بين الوجود والانصهار
- ‏‎المعادلة السياسية المشرقية في القرن العشرين : الحزب- الدكت ...
- الاحزاب المشرقية من داخل وخارج مصفوفة نضالاتها السرية .
- الاقطاع السياسي الموازي : تراجع الدولة- الامة.
- انشطار الوعي على جدران العقد الاجتماعي.
- الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.
- الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
- التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - حرب غزة : هنتغتون والامبريالية Huntington and imperialism