سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:35
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
ذلك الحلم الفلسطيني الذي ضحى من اجل بلوغه شعب المرابطين بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى ومازال يضحي رغم مسمى الدولة والاستقلال!!وذاق من اجل بلوغه مرارة وعذابات الهجرة والتهجير, والغربية والاغتراب, والاحتواء والإقصاء, ذلك الحلم الفلسطيني الذي من اجله تحمل ما يزيد على عشرة مليون فلسطيني, صوت الجلاد العربي قبل الصهيوني.
فهل أصبح الحلم واقعا ثمرة كل تلك التضحيات الجسام واقعا, حتى نحتفل بدولة واستقلال, أم أراد البعض المنهزم عربيا أن يشبه لنا بسحر ولائهم للصهيونية العالمية, أشباه وأنصاف الدولة والاستقلال؟؟!!لنطلق عليه العديد من المسميات, ذكرى, عيد, نصر, فلم يعد واقع لنعيش في كنف دولة مستقلة ونحتفل بشعار, ورغم كل تلك المسميات التي باتت كنبتة تروى بدماء شبابنا وشيبتنا, أطفالنا ونسائنا, رجالنا وشيوخنا, وحتى الحيوان والطير الفلسطيني آبى إلا أن يشارك في ضريبة الدم والتحرر, من اجل إخراج الحلم (رهبن المحبسين) الصهيوني والعربي, حيث أرادوا لنا دولة واستقلال على ورق الخديعة وبمداد المؤامرة, وتفاصيل الوهم, وللأسف تلك النبتة العظيمة تعرضت ومازالت تتعرض إلى قضم جذورها بواسطة((خلو ندات)) بواطن الأرض من متخاذلين وخونة وطابور خامس وأولياء الدجال, وفي نفس الوقت لانعدم الصديق والشقيق من الشعوب الحرة الأبية من شتى أنحاء المعمورة, ولكن إلى متى؟ لك الله...لك الله ... لك الله يا شعبي الحبيب فما زال الطريق شاق وطويل لا تصدقوا منظري الوهم.
وبعد مؤامرة الخروج القسري الدموي الذي يندى له جبين البشرية ويهتز له تاريخ الأمجاد العربي الإسلامي من مستقر عربي إلى مستقر أخر, زحفا صوب هواء الوطن المقدس, وكان المستقر في لبنان الشموخ, لبنان التماس مع قلب الوطن الأم, ثم جاء أو جيء بالاجتياح النازي اللعين, وبغطاء صمت عربي إسلامي العن, وتعرض شعبنا هناك في وطنه الثاني لمؤامرة هي الأكثر بشاعة ودموية, بدء بتجريد قواتنا حماة العرين العربي من أسلحتها وحرمانها من نعمة استنشاق هواء الوطن الحبيب, وذلك لقتل روح التحرر والمقاومة التي تسبب اللوم والعتب والانزعاج لأصحاب ثقافة مسلمات الهزيمة, وتسابق الأعراب لإخراج الفدائيين رموز الشرف العربي والإسلامي من لبنان الكرامة إلى بلاد المجهول والشتات, وما كان ذلك إلا خدمة رخيصة للكيان الصهيوني المتغطرس, وتجهيزا لمذبحة عرقية ومجزرة دموية, وكانت المجزرة (صبرا وشاتيلا) وصمة عار معلقة على أسقف الممالك والقصور والتاريخ يسجل, مجزرة وحشية بغطاء عربي وإسلامي مهين عنوانه الصمت وتمني الابادة بسرعة البرق كي لا يتسبب لهم الإحراج أمام شعوبهم المغلوب على أمرها, وبوركت المذبحة الصهيو-صليبية على يد أخوة الشيطان, ثم استمرت رحلة الإقصاء والغربة والشتات, وكان المستقر في تونس الحبيبة والسودان الشقيق, وتناثر في كل مكان المهم أن يكون بعيدة آلاف من الأميال عن قبلة الثوار فلسطين وقدس أقداس المسلمين, ومن ثم تجهيز اشرف الرموز الفلسطينية للذبح والاغتيال هنا وهناك, إنها المؤامرة من مستقر وغربة إلى غربة ومستقر أخر وذلك تجهيزا لاغتيال القضية والوطن وإعداد العدة من اجل المؤامرة الكبرى.
المؤامرة الكبرى:
بعد مسلسل المجزرة والمؤامرة العربية المعلنة اشتعل لهيب الانتفاضة الشعبية المباركة 1987, فكانت انتفاضة على الظلم والطغيان والقهر, وتمردا على مسلسل المؤامرة العربية الصهيونية, فانتفض الزرع والضرع, الحجر والطير, السماء والبحر, الأرض والبشر, فتحولت الأرض الفلسطينية في كل شبر من ربوع الوطن الذبيح إلى جهنم من تحت أقدام الجلاد, وارتكبوا أبشع المجازر الآدمية ولم تسلم حتى الأجنة من طوفان الوحشية النازية الحديثة, ومازال غطائهم عربيا إسلاميا, صمت, وموت, ودنس, وعار ما بعده عار, وكانت أصنام قريش اطهر من ممالكهم وقصورهم إلا ما ندر من الأشقاء والأصدقاء الذين لاحول ولا قوة لهم بالمواجهة المباشرة, وعندما أدرك الجلاد الصهيوني أن لا فائدة من محاولات تركيع شعب لا تنحني هاماته إلا لخالقه, تقطع له يد فتنبت له آلاف الأذرع الضاربة, لك الله... لك الله... لك الله يا شعبي الحبيب.
شعب آمن بنصر الله ورآه على مرمى حجر وقيادات عربية آمنت بأسطورة الدجال الصهيوني وهرولت لإنقاذ الكيان الإسرائيلي, التي عجزت كل آلات الموت والمجزرة عن إيقاف زخم انتفاضته المباركة, فجهزوا المقصلة السياسية, وهيئوا الفرصة لتسويات سياسية عقيمة, من مدريد إلى اوسلو والتف جميع المتآمرين على انتفاضة فلسطين المباركة كما التفوا سابقا والتاريخ يعيد نفسه 1929 وثورة البراق و1936 والثورة الكبرى, ولم يعتبروا ورثة أكذوبة الدولة العربية الكبرى بالتحالف مع الدجال ضد الدولة العثمانية, وحصدوا الغدر والتقسيم والاستعمار من جديد بابشع صوره, وبيعت فلسطين في قصور القادة والسلاطين بابخس الأثمان!!! ثم التحالف من جديد مع ورثة الشياطين على أمل توسل استعادة الحقوق واهمين بمصداقية لا جذور ولا عهد ولا تاريخ لها.
وفي فضاء أزون المؤامرة حاولت م.ت.ف التي تركلها أقدام رواد المؤامرة وتتقاذفها إلى مصير الهيمنة والاستحواذ, حاولت الإفلات من هول ضغط التيار الجارف بالسير بحذر في اتجاه تلك الرياح العاتية ومحاولة استثمار الانتفاضة المباركة 87 التي تتعرض لتخطيط المؤامرة والإجهاز عليها, فكان الاستثمار بعملية سياسية برمتها لا تترجم من الدولة والاستقلال إلا حروف المصطلح لفضا وكتابة!!!!
وعليه أعلن في المنفى 1988 الدولة والاستقلال..فأي دولة وأي استقلال؟؟؟
فكانت المؤامرة والمجزرة السياسية مخطط لها صهيونيا ولها من العرابين أشباه القادة وأنصاف الرجال, وثبتت معطيات الصمت والخيانة والتخاذل العربي, فكان الاستقلال مجرد شعار!!وكانت الدولة مجرد شعار!!وكانت العودة مجرد شعار!!وكانت السلطة مجرد شعار!!ووقعنا في شرك ليحال بواسطة المرابطين والعائدين إلى معركة حقيقية في الخندق الحقيقي فلسطين بعيدا عن سلخانات الغربة, وارتكبت جحافل الموت الصهيونية أبشع المجازر في أوساط المدنيين ولم تتورع عن اغتيال أهم واشرف القادة المرابطين والعائدين قتل بشع بدم بارد. وصمت عربي رسمي مخزي ومهين, لابل هي مشاركة حقيقية في المجزرة باستثناء الصريخ والعويل الرسمي للاستهلاك الشعبي المحلي, لك الله...لك الله... لك الله يا شعبي الحبيب.
الدولة معلنة منذ 1947 بموجب القرار الظالم 181 بعد الجراحة بالوصاية والزراعة لعضو المجزرة الصهيوني, ولا حاجة لإعلان ثاني وبمرجعيات جديدة 242, 338, اللهم إلا إذا كان هناك إعلان وهم ثالث ورابع, وحتى الدولة في حدود الرابع من حزيران 67 هي أكذوبة عربية صهيونية, لتصبح بعدها دولة الرباعية, ودولة خارطة الطريق, ودولة آل بوش ودولة أفلاطون!!ولا دولة في المحصلة, لان كل قرار جديد في عالم السياسة والنظام الدولي القذر يَجُب ما قبلة, وربما أريد لها دولة مابين السماء والطارق لا مستقر ولا مقومات !!!
والاستقلال المُعلن هو مطلب فلسطيني بمفهوم استقلال القرار أولا, استقلال سيادي لصنع القرار, استقلال للإرادة الفلسطينية, قبل استقلال دولة لا وجود لها إلا في قلوب الشرفاء من المحيط إلى الخليج, فأين نحن من الاستقلال طالما لا يوجد دولة؟؟؟
أنها أكذوبة عربية دولية تكتب على يافطات خشبية وعلى أيقونات الاستهلاك السياسي, فحسب العرف والواقع, طالما لا يوجد دولة لا يوجد استقلال, لان الاستقلال يسبق عادة الدولة وتقرير المصير, فالاحتلال مازال جاثما على كل شبر من وطننا الحبيب, ونفوذه مازال فاعلا في ربوع وطننا العربي الكبير ولدى الأنظمة العالمية وخاصة اللاعبين الرئيسيين.
أما استقلالية القرار الفلسطيني فعبثا نحارب على جميع الجبهات وحاول القادة التي طالتهم يد الغدر الصهيوني أن ينتزعوا تلك الاستقلالية والسيادة للقرار المستقل بواسطة تفويض العرابين المحليين والإقليميين والدوليين, ويخضع القرار الفلسطيني في وقتنا هذا بالذات وبعد رحيل الزعيم ياسر عرفات رمز استقلال القرار الفلسطيني, يخضع إلى محاولات مستميتة من قبل قوى عربية وإقليمية للهيمنة على روح واتجاه القرار الفلسطيني وتجريده من روح الاستقلالية, وأحيانا نراهم ينجحون في التأثير على مسار القرار الفلسطيني ولكن بالمجمل فعبثا يحاولون صناعة القرار المصيري في مصانعهم السياسية الخاصة انطلاقا من أيدلوجياتهم السياسية المنهزمة.
وربما نلمس اليوم أكثر من أي وقت مضى وبعد دوامة الصعود والهبوط, والهبوط والصعود, لكل من حزبي فتح وحماس أقطاب المنافسة السياسية إلى سدة سلطة اوسلو, وتعرض تلك الأقطاب القيادية إلى أشرس حملة استقطاب بلغت ذروتها بالتدخل السافر وغير المسبوق في الساحة الوطنية الفلسطينية, تجاذبات عربية وإقليمية وأحلاف تتضارب مصالحها الإقليمية والدولية, فيتبع فريق فلسطيني الحلف أو التجمع الإيراني السوري, وفريق أخر يؤمن بالقيادة التاريخية للتجمع المصري الأردني السعودي, وبين هذا التجمع وذاك التحاف, يحول التحالف والتناقض والتبعية المهينة, دون استقرار الجبهة الداخلية الفلسطينية, لاختلاف نهج وأيدلوجيات, وثوابت, ومصالح تلك التجمعات السياسية.
جميعنا يحلم بوحدة وطنية حقيقية, دولة وعلم مستقل, وحدة وطنية تنطلق من أرضية وثوابت فلسطينية فلسطينية, ولكن كيف يكون لنا باستقلالية القرار في ظل استقطابا وتجاذبات تجاوزت الخطوط الحمراء المصيرية, وتؤدي بنا إلى التبعية المطلقة, من اجل تحقيق دولة الوهم المستقلة حسب أجندات لاتمت بصلة للأجندة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني, فلا استقلال ولا دولة بوجود الاحتلال, ولا استقلال للقرار بوجود وصاية مشبوهة جل همها استخدام الورقة الفلسطينية وتوظيفها لخدمة مصالحها الاستراتيجية.
ه
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟