إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 22:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أفضل تاريخ يؤرخ لبداية الفلسفة الحديثة هو غالبا العام 1453 م، و ذلك عندما إستولى الأتراك على مدينة القسطنطينية و قضوا بذلك على الإمبراطورية البيزنطية المسيحية. على إثر ذلك هاجر معظم الباحثين و المفكرين اليونانيين إلى إيطاليا، و أخذوا على عاتقهم فهم الفلسفة اليونانية القديمة من منظور علماني صرف. تعرف بداية هذه الفترة بعصر النهضة (Renaissance). لقد كان المؤرخ الفرنسي مول ميشيلييه هو أول من إستخدم مصطلح "عصر النهضة".
الإسكولائية الجديدة (Neo-Scholasticism)
بدأ إحياء المذهب الإسكولائي على يد ليون الثالث عشر و الكردينال مرسييه و آخرين. وذلك بعد ألف سنة من الخمول الفكري و سطوة الكنيسة الكاثوليكية على "الملكية الفكرية" للعالم. لقد كان الشاعر الإيطالي بترارك أول من أطلق على الألف السنة الماضية من القرن الرابع حتى عصره إسم "عصر الظلمات". أخذ توما الأكويني أفكار الفلاسفة اليونانيين و خاصة أرسطو، فكرته أن الطبيعة تدرج من الطور الأدنى إلى الطور الأعلى، و نظر إلى العالم على أنه قد خلقه الله دفعة واحدة. أما الروح فهي على عكس تصور أرسطو تماما. فهي كيان مستقل يمتلك القدرة على أن يوجد بصورة مستقلة و منفصلة عن الجسد.
أخذ توما الأكويني أيضا تصور أفلاطون للفضائل، فعرف الفضائل الأربع و هي الحكمة و الشجاعة و العفة و العدالة و ثبتها على أنها أساس الأخلاق الإنسانية و التي توجد بمعزل عن اللطف الإلهي. و يضيف "المعلم" إلى الفضائل الأفلاطونية "الفضائل المسيحية" الثلاث الموجودة عند القديس بولس و هي الإيمان، الأمل، و الإحسان-التي غرستها يد الله في البشر.
لقد جعل التصور التومائي، المنقح بلمسة يونانية، اللاهوت أكثر إنسانية (Humanist) و فتح الباب لأهم الأحداث الفكرية و العلمية في التاريخ. أي بمعنى أنه أصبح أكثر عقلانية و ثقافة و إحاطة بكل ما يتعلق بالفلسفة و العلم و الفن و الدور الإنساني في فهم الوجود و الله، و ذلك بأفكار و نظريات تضرب بجذورها عميقا في بلاد اليونان القديمة.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟