سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
للاجابة علي سؤال: مصر إلي أين؟ كان طبيعيا ان تكون نقطة الانطلاق هي تحديد حالة مصر الراهنة وتقييم اوضاعها الداخلية ودورها الاقليمي والدولي.
وفي المؤتمر السنوي الثاني والاربعين لجماعة الادارة العليا الذي يختتم اعماله اليوم في الاسكندرية كانت النغمة السائدة بالغة التشاؤم.. واليكم بعض الامثلة:
> الدكتور يحيي الجمل: عدم الرضا يكاد يكون حالة مصر الشاملة حتي المسئولين واعضاء الحزب الوطني الحاكم يرددون نفس الشكاوي عندما يكونون بعيدين عن الميكروفونات.
> دكتور حسن نافعة: قدرة مصر الخارجية اصبحت شبه معدومة.
> جميل مطر: اتمني ان تتوقف مصر عن انتهاك سياسة الحد الادني.
> دكتور جودة عبدالخالق: مصر اصبحت »ملطشة« والدولة تتعرض للخصخصة بتفكيك سلطتها.
> دكتور إبراهيم سعد الدين: مصر لم تفلح في احداث تنمية تراكمية مستمرة بسبب انخفاض معدلات الادخار والطبيعة العائلية لقطاعات مهمة من الرأسمالية المصرية وانعدام التوجه التنموي لها، وعدم ميلها للتخصص وابتعادها عن الابتكار، واعتمادها علي فساد الحكومة.
> مكرم محمد أحمد: كيف تفسر هذه الحكومة.. ولمصلحة من تعمل؟
> دكتور محمود عبدالفضيل: مسار التنمية غير منتظم ويعاني من اختلالات في سلم الاولويات وتوجيه الاستثمارات وهيكل توزيع الدخول والثروات.
> المهندس شريف دلاور: مطلوب مراجعة شاملة لاستراتيجيتنا الاقتصادية بعيدا عن فكر المحافظين الجدد الذين يمثلون (توافق واشنطن) كعبتهم وقبلتهم.. مما يبعث المخاوف من سيطرة خارجية علي الاقتصاد المصري.
> المهندس سعيد اباظة: الحكومة تقوم بدعم الغاز الطبيعي الذي يستهلكه اصحاب صناعات خاصة عملاقة مثل الحديد والاسمنت ويذهب بأسعار مدعومة إلي دول اجنبية ومنخفضة من بينها اسرائيل.
> دكتور اسامة الغزالي حرب: تعيش مصر اسوأ عهودها في التاريخ الحديث منذ عصر محمد علي.
> دكتور رفعت لقوشة: الدولة لم تعد موجودة، القانون يغيب، والفساد يصبح سياديا، والامن المدني يغيب تماما عن الساحة، ولا نستطيع ان ندعي ان هناك مشروعا وبالتالي يصعب ان نقول ان هناك دولة.
هذه نماذج مكثفة من توجهات مفكرين ومثقفين كبار ينتمون إلي مدارس فكرية وسياسية مختلفة سادت اجواء المؤتمر، كاد يضيع في ظل صخابها دفاع الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية الذي قدم تقييما مضادا خلاصته ان مصر في ظل حكم الحزب الوطني لم تتقدم فقط بخطي واسعة في طريق الاصلاح الاقتصادي وانما اصبحت تنطلق إلي الانتقال من الاصلاح إلي النهضة.
والواضح ان بونا شاسعاً جدا بين النظريتين. والهوة شاسعة بين الجانبين، في تشخيص الحاضر.
فما بالك بتحديد معالم خريطة الطريق نحو المستقبل. الفريق الاول يري ان الاصلاح السياسي الحقيقي والشامل هو الشرط الضروري لتعديل المسار وضبط البوصلة نحو المستقبل.
والفريق الثاني يري انه ليس في الامكان ابدع مما كان.
إزاء هذا الاستقطاب الحاد يثور سؤال جوهري: ما العمل؟
للحديث بقية
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟