سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
المؤتمرات كثيرة.. بل ربما أكثر من اللازم.. فقد تحولت في الآونة الاخيرة الي »بيزنس« بكل ما في الكلمة من معني، وفي احسن الاحوال تحولت الي ساحات للمساجلات الكلامية المعادة والمكررة التي يتم خلالها اجترار الاقوال المستهلكة والشعارات المصكوكة وسابقة التجهيز.
وإذا كانت هذه هي القاعدة فان لكل قاعدة استثناءات وأحد الاستثناءات التي تؤكد القاعدة المؤتمر السنوي لجماعة الإدارة العليا.. وحيثيات هذا الاستثناء متعددة.
فهذا المؤتمر ليس نبتا شيطانيا، بل انه الابن الشرعي لواحدة من الجماعات الاهلية المصرية المرموقة هي »جماعة الإدارة العليا« التي تأسست عام 1964 تحت اسم »جماعة خريجي المعهد القومي للإدارة العليا« ثم تطورت لتضم اعضاء وخبرات من خريجي المعهد فسميت »جماعة الإدارة العليا« وتضم في عضويتها الشركات والمؤسسات العامة والخاصة بجانب عضويتها للافراد وتسعي باستمرار لتنمية اعضائها من رجال ونساء الإدارة العليا وتعبئة طاقتهم لخدمة قضايا المجتمع.
ومنذ تأسيسها عام 1964 دأبت علي عقد مؤتمر سنوي يتناول قضايا التنمية والمجتمع ويتيح فرصة الحوار بين النخبة.
ولعل هذا المؤتمر من بين أمور نادرة تتسم بالدقة في مصر، حيث تستطيع ان تضبط ساعتك علي موعد انعقاد ثابت لم يتغير او يتعطل ربما إلا مرة واحدة بسبب هزيمة 1967.
وليس الانتظام الدقيق هو السمة الوحيدة لهذا المؤتمر دائما نجد سمات ايجابية اخري من اهمها الموضوعية، والصراحة، والبعد عن النفاق وخداع الذات، سواء في اختيار الموضوعات او في كيفية الحوار حولها.
ومن الامور التي تستحق الاشادة ايضا ان جماعة الادارة العليا تجمع كل هذه الحوارات العميقة والصريحة والساخنة وتطبعها في كتاب سنوي.
ولو ان من بيدهم صنع القرار اهتموا بالاطلاع علي »مجلدات« حوارات المؤتمرات السنوية لجماعة الإدارة العليا لوجدوا امامهم ثورة من الافكار اللامعة التي تساعدهم في كثير من الامور التي تعاني من ازمات مزمنة.
وفي المؤتمر السنوي الثاني والاربعين، الذي يعقد الان في الاسكندرية، اختار الدكتور زكريا جاد رئيس المؤتمر وأمينه العام عمرو موسي سؤال: مصر إلي أين؟ ان يكون الموضوع الرئيسي هذا العام.. وهو بالفعل سؤال عام.. وسؤال الساعة.
وتعطي الاجتهادات الموضوعية والصريحة في الاجابة عليه اهمية استثنائية لهذا المؤتمر الذي هو بدوره مؤتمر استثنائي.
وللحديث بقية
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟