|
بايدن يدعم إسرائيل في حرب لا يمكن الفوز فيها
أليكس كالينيكوس
الحوار المتمدن-العدد: 7778 - 2023 / 10 / 28 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم أليكس كالينيكوس ترجمة علي أحمد
إن المذبحة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين قد تؤدي إلى إضعاف قبضة الغرب على أنحاء الشرق الأوسط وفي العالم الجنوبي.
يقول بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “تشق طريقها نحو النصر”. هذه اللغة نفسها التي يستخدمها الزعماء الغربيون مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن وريشي سوناك “نريدك أن تفوز”.
ولكن ماذا يعني “النصر”؟ هناك الكثير من الحديث عن تدمير حماس. وهذا أمر طبيعي تمامًا بالنسبة للأنظمة الاستعمارية التي تشن حروباً مضادة للتمردات. لكنهم عادةً ما يفشلون في تحقيق هذا الهدف. تنبع قوة حماس من جذورها الممتدة بين السكان الفلسطينيين المضطهدين، وليس فقط في غزة، التي تسيطر عليها منذ عام 2007.
وتذكروا أنها فازت في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة عام 2006، وهي النتيجة التي أُلغِيت على الفور لأنها تناقضت مع ما أرادته إسرائيل والغرب.
وحتى في حالة نجاح الجيش الإسرائيلي في تدمير حماس، وهو الأمر غير المرجح على الإطلاق، فإن وضع الاضطهاد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من شأنه أن يؤدي إلى نشوء حركات مقاومة جديدة.
منذ قيامها، اعتمدت دولة إسرائيل على تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم. والخيار الوحيد الذي يواجه قادتها هو حرب مستمرة، أو إبادة الفلسطينيين أو طردهم. وهذا يفسر لغة الإبادة الجماعية التي يستخدمها العديد من الساسة الإسرائيليين.
وهذا يستحضر ما تسميه صحيفة لوموند الفرنسية “خيال اليمين المتطرف الإسرائيلي بـ”طرد” الفلسطينيين من “إسرائيل الكبرى” نحو الأردن ومصر، وهو “مشروع مستحيل في الوقت الحالي، لكنه أصبح طبيعيا بسرعة مذهلة”، بحسب الصحيفة.
رد المستوطنون الصهاينة بالفعل على هجمات 7 أكتوبر بطرد الرعاة البدو الذين يبلغ عددهم 545 حتى الآن من الضفة الغربية إلى الأردن ، وفقا للأمم المتحدة. وهذا تسريع للعملية المستمرة منذ عدة سنوات بدعم من الجيش الإسرائيلي. وقد يعني ذلك أيضًا طرد الفلسطينيين عبر الحدود مع مصر إلى صحراء سيناء.
تقاوم الدكتاتورية العسكرية في مصر الضغوط الإسرائيلية والأمريكية لفتح الحدود. وربما تكون عمليات الطرد الجماعي من غزة أكبر من أن تتحملها حتى الأنظمة العربية الأكثر إذعاناً. قال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت إن غزة ستكون معزولة تمامًا بمجرد انتهاء الهجوم البري العسكري الإسرائيلي. وهذا يعني أن لا نهاية للحرب المستمرة مع إعادة بناء المقاومة في غزة.
إن سياسة بايدن المتمثلة في احتضان نتنياهو حرفياً، والسفر إلى إسرائيل لإبراز الدعم، ونقل مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة، وتزويد القوات الإسرائيلية بالمزيد من الأسلحة، تحقق عدة أغراض. فهو يأمل أن يسمح له هذا الدعم بمنع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة من توسيع نطاق الحرب. وتؤكد هذه الإجراءات أيضا التحذيرات الموجهة إلى حلفاء حماس الرئيسيين، حزب الله في لبنان ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران، بالبقاء بعيدًا.
تخميني أن الحرب لن تتوسع. ومن المرجح أن يسترشد حزب الله وإيران بالتفكير في القول المنسوب إلى نابليون: “لا تقاطع عدوك أبدًا عندما يرتكب خطأ”. فالأمر لا يقتصر على أن بايدن يدعم إسرائيل في حرب لا يمكن الفوز فيها، بل أنه يحوِّل الموارد ويقوض الدعم عن الحرب بالوكالة التي يشنها بالفعل في أوكرانيا.
كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكافحان بالفعل من أجل الفوز بدعم الدول الأكثر قوة في العالم الجنوبي ضد روسيا. وحتى قبل 7 أكتوبر، كان التناقض بين إدانات الاحتلال الروسي غير القانوني لشرق أوكرانيا وهجماتها على المدنيين والبنية التحتية، وفي نفس الوقت دعمها لإسرائيل، صارخاً للغاية.
ومع ذلك، فيما يبدو وكأنه حماقة تامة، يربط بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن الآن بين الحربين، قائلين إن كلًا من فلاديمير بوتين وحماس “يريدان تماما إبادة ديمقراطية مجاورة”. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الدعم القوي لنتنياهو من بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تسبب في رد فعل عنيف واسع النطاق.
ويُنقَل عن أحد كبار الدبلوماسيين في مجموعة السبع قوله: “لقد خسرنا بالتأكيد المعركة في العالم الجنوبي. لقد ضاع كل العمل الذي قمنا به معهم (بشأن أوكرانيا) … لن يستمعوا إلينا مرة أخرى أبدًا”.
هناك الكثير من الشكوك حول هذه الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط. لكن الاحتمال هو أن ذلك سيضعف أكثر قبضة الإمبريالية الأمريكية على العالم.
* المقال مترجم عن صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية
#أليكس_كالينيكوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جُون مُولينو John Molyneux 1948-2022
-
نحو وحدة اليسار في اسكتلندا
-
اليسار الأوربي: النفس الثاني لليسار الجذري و مسألة الإصلاحية
-
عودة الثورات العربية
-
لماذا -دولتان- ليس هو الحل في فلسطين
المزيد.....
-
لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح
...
-
السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام
...
-
-د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت
...
-
صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي
...
-
اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي
...
-
بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
-
هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا
...
-
مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
-
ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|