إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 22:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يعود تاريخ تواجد اليهود المغاربة في المغرب إلا ما قبل الدخول الإسلامي أو ما يسمى "بالفتوحات الإسلامية" في شمال إفريقيا. كان عدد اليهود المغاربة ضئيل جدا، إلا أن سقوط الأندلس و هجرة اليهود منها خصوصا إلى المناطق الساحلية بالمغرب قد ساهم بشكل كبير في تعزيز أعدادهم لتصل حسب المصادر المغربية الرسمية في أربعينيات القرن الماضي إلى حوالي 300 ألف نسمة.
بعد تأسيس دولة إسرائيل، بدأت هجرة اليهود المغاربة على مراحل و دفعات متتالية. و بدعم من الإستعمار الفرنسي، هاجر حوالي 20 ألفا سنة 1948 و 1949، و 40 ألفا ما بين سنتي 1952 و 1955. بعد الإستقلال المغربي الرسمي سنة 1956، أعلن الملك محمد الخامس منع هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، و لكنه في نفس الوقت ضمن لهم كل الحقوق المدنية و الإقتصادية و الدينية. سارت المملكة المغربية على هذا المنوال إلى غاية وفاة الملك سنة 1961 و تنصيب إبنه الحسن الثاني خلفا له.
حسب كتاب "الحسن الثاني و اليهود: قصة هجرة سرية" للمؤرخة الفرنسية اينيس بنسيمون و كتاب "يهود شمال إفريقيا في القرن العشرين: يهود المغرب و تونس و الجزائر" لمايكل لاسكير، فإن الرئيس الأمريكي أنذاك أيزنهاور و أيضا الرئيس كينيدي و قيادات من جهاز الموساد الإسرائيلي، قد عرضوا على الملك المغربي الشاب مساعدات مادية و إغرائات مالية لتسهيل هجرة يهود المغرب إلى إسرائيل. و بالفعل تمت الصفقة و التي نقلا عن نفس المراجع تمثلت في مبلغ مالي وصل إلى 250 دولارا عن كل يهود مغربي هاجر إلى إسرائيل.
هذه الهجرة تمت بشكل سري من المغرب إلى إسبانيا و فرنسا و من ثم إلى إسرائيل عبر بواخر و سفن أمريكية. هذه الصفقة تمت عبر ممثل للعرش العلوي و هو أحمد العلوي (سياسي و وزير مغربي سابق و إبن عم الملك) و ممثل عن الجمعيات الصهيونية التي كانت تمول هجرة يهود العالم إلى إسرائيل. بلغ عدد اليهود المغاربة الذين هاجروا في هذه المرحلة الأخيرة حوالي 200 ألفا.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟