أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راجي مهدي - نداء إلى الشعوب العربية!














المزيد.....

نداء إلى الشعوب العربية!


راجي مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 22:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


نداء إلى الشعوب العربية

في هذه الأوقات الدقيقة، يتعرض النضال العربي كله لخطر التصفية، الخطر الذي يتمثل في سعي العدو الصهيوني المجرم لدفع الشعب الفلسطيني خارج حلبة الصراع عبر الهجوم الهمجي المستمر لتصفية قطاع غزة كآخر وأكبر تجمع فلسطيني يمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة وقاعدتها. اليوم يسعى العدو لحسم الصراع في المنطقة مرة وللأبد عبر استكمال مخطط التصفية الفعلية الذي بدأ منذ ضرب العمل الفدائي الفلسطيني في الأراضي الأردنية، ثم جاءت المرحلة الثانية والأشد خطورة بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد التي أحدثت نقلة نوعية في مسار التصفية استهدفت ونجحت في عزل مصر عن الصراع. ثم جاءت المرحلة الثالثة عبر ضرب الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. لتأتي اتفاقيات أوسلو ووادي عربة ومدريد كتتمة لمرحلة من الصراع انتهت بهزيمة الثورة الفلسطينية. إننا نواجه اليوم خطر إتمام هذا المسار، المسار الذي لم يعد رعاته يبذلون جهداً لتمويهه، وهو المسار الذي ارتمت غزة بلحمها الحي لتقطعه.
لم تكن عمليات يوم 7 أكتوبر داخل الأرض المحتلة مجرد ضربة ناجحة شنتها المقاومة الفلسطينية، بل كانت إعلاناً بالنار والدم عن إمكانية تدمير هذا الكيان، الإمكانية التي تبدت في هشاشته الأمنية وتفكك عِقده الاجتماعي، في سفاهة الأساس الذي أقيم عليه هذا الكيان اصطناعياً ككلب حراسة لمصالح الاحتكارات الدولية في المنطقة ورأس حرب حماية تلك المصالح. إن ضربة 7 أكتوبر كشفت أن هذا الكيان الحارس في حاجة ماسة إلى الحراسة، وقد أدرك رعاته المؤسسون، إمبرياليو الولايات المتحدو وانجلترا هذا الأمر على الفور، وهرعوا بمدمراتهم وحاملات طائراتهم إلى المتوسط، وفتحوا مخازن ترسانتهم العسكرية لإمداد الكيان من أجل حمايته ومن أجل تمرير الحل النهائي: تصفية الوجود الفلسطيني.
إن انتصارات 7 أكتوبر في خطر، إن ضربة بهذا الحجم مهدت الطريق لتطويق شامل للعدو، لكن هذا التطويق قد تأخر، إن ضربة بهذا الحجم كانت لتستتبع بالضرورة رداً مجرماً من كيان الجريمة الصهيونية المنظمة، وبالتالي كان هذا يتطلب فتح الجبهات العربية لإسناد القطاع، إن تلك اللحظة، لحظة النزف الصهيوني الحاد هي الفرصة المناسبة التي لم تتوفر منذ سنوات طوال، لأنها المرة الأولى منذ سنوات التي تنظم فيها المقاومة عملاً هجومياً واسعاً وناجحاً، لكن تلك الفرصة لم تستغل حتى الآن من كل القوى المعادية للكيان، وعبر 11 يوماً من المعارك، عادت العرب للمعارك الكلامية، وطُرحت فلسطين في سوق المناورات القديم، تلك السوق الذي فيه بيعت فلسطين مراراً من القوى المحافظة وتلك الموسومة بـ"الراديكالية". إن الميزة التي وفرها هجوم 7 أكتوبر توشك على الضياع.
تتحمل غزة الآن عبئ المعركة كله وحدها. إن عدونا مجرمٌ، قاسٍ لا يرحم، ولا نتوقع منه رحمة ولا نطلبها، وهو مسنود بنفس تلك القوى التي ساندته، الإمبرياليات الغربية والرجعيات العربية، وهو يرتكب مجازره بحق الشعب الفلسطيني بضوء أخضر من مجتمع دولي لطالما كان متواطئاً، مجتمع دولي قزَّم الحق العربي التاريخي في كل الأرض الفلسطينية إلى مجرد دولة في حدود 1967، مجتمع دولي وفر للكيان الصهيوني الاصطناعي كل سبل الحياة فوق الدم العربي.
يا جماهير شعوبنا العربية، إن مأساة بيروت 1982 على وشك التكرار، لكنها الآن القاصمة، فإذا كان الخروج الفلسطيني من بيروت 1982 قد قضى على الثورة الفلسطينية بالموت، فإن تصفية قطاع غزة بحرب الإبادة والتجويع تعني تصفية محور الصراع. إن هزيمة المقاومة الفلسطينية اليوم بضرب حاضنتها الشعبية وبنيتها التحتية إنما تمس في الصميم مستقبل كل الشعوب العربية، إن المعركة في غزة مرتبطة بإمكانية شعوبنا وحقها في تطور اجتماعي وسياسي يضعها على خارطة التقدم بعد سنين من الاستعباد والخضوع لمصالح الاحتكارات، إن قوت يومنا المهدَّد، وحرية كلمتنا المسلوبة تدهمهما المزيد من الأخطار، إن أوطاننا قاطبة على المحك الآن.
إن مأساة بيروت 1982 لا يجب أن تتكرر، إن إسناداً ثورياً فعالاً للشعب الفلسطيني وفصائل مقاومته يجب أن ينطلق في الحال عبر عمل مباشر ضد العدو وحلفائه ومصالحهم، إن كل الجبهات يجب أن تُفتح الآن سواء على صعيد العمل المسلح أو على صعيد التحرك السياسي الفعال في الشارع بما يعيد حشر العدو المسعور في وضعية 7 أكتوبر الفائت!
فإلى المقاطعة، وإلى الشارع، وإلى السلاح، انتصاراً لقضية الديمقراطية والتقدم في مجمل العالم العربي، القضية التي هي مرهونة الآن بانتصار الشعب الفلسطيني الصامد الذي ينتظر منا ما هو أكثر بكثير من البكاء والتضامن العاجز!
فلسطين العربية على كامل التراب!



#راجي_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مهدي عامل وإليه
- حوار -مصاطب- مع القوميين العرب!
- لن يمروا - خطاب دولوريس إيباروري إلى الشعب الإسباني! - مترجم
- كوبا والولايات المتحدة - حوار تشي جيفارا وليو هوبيرمان - متر ...
- رد علي الرد - الماركسيون وعبدالناصر
- الماركسيون وعبدالناصر
- الفن والرأسمالية
- عن الدولة والوطنية
- عن الصيدلة وشرف المهنة
- عن الرأسمالية والفاشية الدينية
- في فقه انتفاضة يناير
- عن كاسترو والسعار الأمريكي وتخاريف الإشتراكيين الثوريين
- أكتوبر المسكوت عنه والوجه الآخر للعبور
- عن الازمة الوطنية وهوية السلطة في مصر
- سليمان خاطر
- حول التبعية والتحرر
- الكلام الزين في البرادعي وحمدين - مربعات بالعامية المصرية
- الهزيمة التاريخية
- حول القطاع الصحي في مصر
- لاظوغلي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راجي مهدي - نداء إلى الشعوب العربية!