أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناهد بدوي - مجتمع إسلامي أم مجتمع ذكوري؟؟؟














المزيد.....

مجتمع إسلامي أم مجتمع ذكوري؟؟؟


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يحق لي وأنا العابرة في أوروبا أن أحكم على حارات العرب فيها، ومع ذلك وربما لأن عين العابر أحيانا تلتقط مالا يلتقطه المغموس في الصورة سأحكي لكم عن زيارتي لإحدى حارات العرب في باريس.
عندما دخلت حارة العرب في باريس لأول مرة بعد خمسة أشهر، تذكرت بلادي فورا ورغم اشتياقي لبلادي إلا أنني لم أكن سعيدة بهذه الذكرى. لأني تذكرت الوجه المزعج والقبيح منها والذي اكرهه كامرأة. ففي زوايا الشوارع كانت تقف شلل من الشباب المتسكع الذين يتابعون الفتيات بالنظرات والكلمات بالطريقة نفسها التي تذكرني بتلك البلاد. في المقاهي رأيت شللا كثيرة مقتصرة على الذكور فقط. في بلادنا هذه المظاهر مألوفة إلى درجة أننا لا نراها، ولكنها تستفز العين فعلا بعد انقطاع كامل عنها حتى ولو كان خمسة شهور فقط.
لاحقتني الأسئلة أثناء توغلي في هذه الحارات، هل هذا مجتمع إسلامي أم مجتمع ذكوري؟. هل علة مجتمعاتنا هي سيطرة الثقافة الذكورية ولكنها تظهر باللباس الديني الإسلامي جاعلة من الدين الإسلامي غطاءا ايدلويوجيا مقنعا؟ بعبارة أخرى هل جرى تكييف الدين الإسلامي من أجل أن يلعب وظيفة الدفاع عن الثقافة الذكورية السائدة؟ ومن أجل أن لا تتزعزع مواقع الذكور عندنا تحت ضربات الحداثة وبدعة حقوق المرأة؟.
من جهة أخرى هل يكفي أن نحلل هذه التجمعات بناء على التحليل الاقتصادي الاجتماعي وتحليل مافعله المجتمع الفرنسي بهم من التهميش والإقصاء، ونقد الممر النخبوي الضيق جدا للصعود الاجتماعي في هذا المجتمع؟. مع أن كل هذا صحيح ويتحمله المجتمع الفرنسي فعلا. أعتقد أنه كما يتوجب على الأمة الفرنسية أن تشتغل أكثر على العقلية الاستعمارية التي قصرت فعلا في الاشتغال عليها كي تتخلص منها، وكما نجحت الأمة الألمانية بالاشتغال على نفسها كي تنزع النازية من أحشائها، يقع على عاتق المثقفين العرب أبناء هذه التجمعات وأبناء أمتنا أن يشتغلوا على عيوبها حتى يتم تجاوزها، وهنا يعنيني تحليل العامل الثقافي المتعلق بالثقافة الذكورية بكل جرأة نقدية وشفافية كي يقطع الطريق على ردود الفعل العنصرية والتي تتزايد باطراد. وأعتقد أيضا أن النقد الذاتي والموضوعي يقوم بدور تنويري في هذه التجمعات وفي نفس الوقت يزيد من احترام المجتمع بها كونها تبذل جهدا معرفيا وثقافيا لتجاوز بعض من مشاكلها المتعلقة بها.
لاحقتني الأسئلة وخفت من الملاحقة أيضا! وأنا أتذكر تحذير الأصدقاء من النشل والتحرش وخطف الحقائب في هذه الحارات بالذات. والغريب أنهم يتحدثون في نفس الوقت عن تزايد موجة التدين في هذه التجمعات، الغرابة تكمن في أن النتيجة المنطقية لهذه الموجة كان يجب أن تجعل من هذه الأحياء نموذجا للأمان وملجأ لمن ينشد الهدوء والسكينة باعتبارها أحياء الورعين. لكن يبدو أن الذي يحصل هو على العكس تماما وأن التدين ظهر على المرأة فقط. والرجل الذي يسرق أو يتاجر بالمخدرات أو يتعاطاها والذي يتحرش بالنساء، وباعتبار أنه يعتقد أن شرفه يقع خارجه، يطلب من أخته وزوجته الانكفاء وارتداء الحجاب. والمرأة لا تجرؤ على السير في هذه الحارات بوقت متأخر لأنها ستتعرض للتحرش والتحرش سمة ملازمة لمجتمعاتنا الذكورية تستند إلى قناعة عميقة بأن المرأة كائن يمكن استباحته متى يشاء الذكر. تلك السمة التي نغصت وتنغص علينا حياتنا نحن النساء اللواتي نشأن في تلك المجتمعات.
وتذكرت الكثير من الدلائل على أن إحدى مشاكلنا الهامة هي الثقافة الذكورية، أبرز مثال على ذلك مسألة التعامل مع الميراث في بلادنا، فالأكثرية الساحقة من العائلات من كافة الأديان والطوائف عندنا تحاول حرمان المرأة من الميراث بشكل كامل. ويتلاعبون بشتى الوسائل على الدين الإسلامي وعلى القانون كي لا ترث المرأة أبدا. وتذكرت الكثير من القصص الدينية التي تحكي عن وجود المرأة بجانب الرجل في فجر الإسلام. وتذكرت الكثير من القصص عن الإسلام المتسم بالانفتاح والعلم في الأندلس. وتذكرت الكثير من القصص عن المجتمعات الذكورية في عصور الانحطاط وتعليمات فقهاء تلك العصور التي كيفت الدين الإسلامي معها. وتذكرت تنويعات الإسلام في إيران وأفغانستان والسعودية والمشرق العربي وماليزيا وتركيا، وكيف يختلف تعريف التدين باختلاف العصور والظروف.
وبما أني لا أدعي الفقه في الإسلام فاني أدعو الفقهاء الإسلاميين المتنورين إلى دراسة علاقة الثقافة الذكورية مع مختلف أشكال التدين الرائجة وعلاقة كل ذلك بالدين الإسلامي. وكذلك بما أنني لا أدعي الفقه في علم اجتماع مجتمعات الهجرة فاني أدعو مثقفي هذه المجتمعات إلى لعب دور تنويري نقدي للثقافة الذكورية وعدم الخوف من الاستثمار العنصري لهذا النقد وذلك لأن استثمار الوقائع والظواهر والممارسات بحد ذاتها قائم بشكل مسبق وحاد.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا عمر أميرلاي
- عودة الروح _ جيل السبعينات وجيل الألفية الثانية
- عودة الأيديولوجية القديمة
- أنا مثلكم موجوعة، وأشعر باليتم
- نساء ممنوعات من السفر ونساء مسرحات من العمل
- القمع التافه
- لماذا تأخر الشرق الأوسط عن الديمقراطية
- الصحافة الصفراء ومعهد آسبن في باريس
- تمرد لغوي عودة تاء التأنيث
- رسالة قصيرة إلى زياد رحباني
- تراث طمس الاختلاف العلم السوري وإعلان دمشق
- لا..للعقائد التي تقتل التنوع والأطفال - فيلم السقوط
- اقتصاد سوق اجتماعي بدون تعاقد اجتماعي
- العلمانيون المؤمنون والعلمانية بمعناها الواسع
- لن يكون دستورا ديمقراطيا إذا لم توافق عليه النساء الديمقراطي ...
- نــــــــــداء إلى جميع المنظمات النسائية
- خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ
- ممنوع الحوار الديمقراطي مشهد -سوريالي- أمام المنتدى
- نزار قباني يعتذر من شبيهته، بيروت!
- الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناهد بدوي - مجتمع إسلامي أم مجتمع ذكوري؟؟؟