نبيلة الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 19:33
المحور:
الادب والفن
مَاذا فَعلُوا بكِ
لِتَشِيبِي في عُنفُوانِكِ؟
الهَواءُ دُخانٌ
التُّرابُ كَفَنٌ
الأَرضُ دَمُكِ
يَتشكّلُ باقاتٍ بَيضاءَ
وَصُورِكِ الشَّمْسيّةُ
مُجَرّدُ تَشْييعٍ لجَنازَة ..
2
أيّتُها الحَزينةُ ؟
الصَّمتُ خارِجَكِ
يَنْدَسُّ
فِي القُبّعاتِ الخَفِيَّةِ /
الصَّوتُ داخِلَكِ
يأكُلهُ صَاروخٌ وقَذيفَةٌ
ويَحترِقُ قَلبُكِ كَرغيفٍ
شَوَتْهُ النّارُ ..
3
أَحَقّاً أَيّتُها المَدينَةُ ؟
هَكذا
تٌقْصَفِينَ
ويُلقَى في حَاويات الخَرابِ
شَارِعٌ .. حَيٌّ ..
نَاصيَةٌ و حَديقَة ..
وأَطفالٌ شَاخُوا في تُرابكِ
مِنْ أَجْلِ رَبِيعِكِ
وَإِْن كَانتِ اللَّقطةُ خَريفاً يَبكِي
ونَحنُ
في هَذا الْـ هُنا
نَشْتعِلُ رَماداً
نَكتُبكِ قَصيدَةَ وَجعٍ
تَبْتسِمُ فِي السَّماءْ
4
كُلُّ المُدنِ نَائِمةٌ
وَنَحنُ بِلا مَعنَى
حَقائبُنا تُسافِرُ دُونَنَا
ال - نّعَمُ -
وثّقناها
في ضَميرِ الغِيابِ
الّ - لَا -
أَلْجَمْناها بِصخرٍ
طَرَدْناها
سَفيرةً لِْلهَوانِ الفَسِيحْ ..
5
هَذا العالَمُ سِيرْكٌ كَبيرٌ
يَتّسِعُ لِجَميعِ المُهرّجِينَ
لَيتَ
بِلْياتْشُو واحداً يُعَلِّمُ الأَطْفالَ
كَيفَ يَضحَكُونَ
مِنْ حَنجَرةِ الأَرضِ
بَدلَ حَشْرجَةِ المَوتْ
6
نَحنُ الوَاقِفينَ
علَى حافَّةِ اليَأسِ
يَسْتحِثُّنا الصُّراخُ
وتُكبِّلُنا المَناهِجُ العَقيمَة /
لَيْتنا تَعلَّمْنا الرَّكضَ
لَاقْتَحمْنا الجِدارَ بأقدامِهِمْ
لَكنَّ الخَطْوَ قزَمْ ..
لَسْنا كَلوْحتِكَ يا بِيرْدِيلْ بُورِيلْ *
فَنَحنُ الإطارُ ..
وَحْدَكَ سَتًخرُجُ ضِدّنَا
وتَضْحَكُ المَدينَةُ ..
7
قَالتِ المَدينَةُ :
اِنْسَوْا
لِتنَامُوا ..
التّاريخُ شُحنَةُ غَضَبٍ
حَقَنتُهُ بِالكَثيرِ
مِنَ المُنشِّطاتِ
وحَبّاتِ زَيْتونٍ
كَعُيونِ
تَنبُضُ بِالحَياةِ
فَهلْ تُنسَى المَدينَة ؟.....
...................
*بيرديل بوريل : رسّام إسبانيّ وهو صاحبُ اللوحة الشّهيرة
" الهروب من الإطار" . تمثّل اللوحة طفلاً يحاول الخروج من الإطار هروباً من واقعه واستكشاف عالم جديد
#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟