أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - رسالة إلى حزب الله














المزيد.....

رسالة إلى حزب الله


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أناشدك كما في رسالة محمد الماغوط إلى والده في القرية حين قال: "مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير، أناشدك الله يا أبي. دع جمع الحطب والمعلومات عني وتعال لملم حطامي من الشوارع قبل أن تطمرني الريح أو يبعثرني الكناسون. هذا القلم سيوردني حتفي، لم يترك سجناً إلا وقادني إليه ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه، وأنا أتبعه كالمأخوذ كالسائر في حلمه".
أصدقائي المنتشرين في كل مناطق لبنان من جزين حتى عكار عرضوا علي بيوتاً آمنة حين أقرر النزوح. لكنني أظن، وبعض الظن إثم، أنه لن تظل البيوت آمنة، كل البيوت، إذا ما قرر الوحش الصهيوني أن يكرر في لبنان جريمته في غزة. فضلاً عن أن جيناته التكوينية مصنوعة من الإجرام، فهو ينتظر الفرصة ليثأر لهزيمته عام 2000 و لخسائره عام 2006.
مضى اللبنانيون أفراداً وجماعات، مثلما يمضي حزب الله اليوم، كالمأخوذين، كالسائرين في أحلامهم، وراء العصف والقصف والدوي والأزيز ولم يقطفوا غير حرب أهلية دمرت الوطن وأفقرت المواطنين. قضاياهم كلها عادلة وتستحق التضحية. السيادة والوحدة العربية وتحرير فلسطين والاشتراكية، لكن خطأ الوسيلة بدد عدالة القضايا. حاول كل منا أن يقنع خصومه بالعنف وأن يفتعل إجماعاً مستحيلاً في حضارة التنوع والتعدد.
من حق كل حزب أن يتمسك بعقيدته وأن يناضل على هديها. لكننا لم نعد لا في زمن التبشير الديني ولا في عصر الانتقال إلى الاشتراكية. نحن في زمن الحضارة الرأسمالية التي حاول بعضنا عصيان الدخول إليها وبعضنا الآخر الدفاع عن مفاسدها، لكننا تعلمنا من تجاربنا المريرة وخسائرنا الكبيرة أن الزمن يعمل لصالح التنوع والتعدد والاعتراف بالآخر، أي لصالح الديمقراطية في تنظيم العلاقات بين من يملكون ويحترمون حق الاختلاف.
وتعلمنا من التجارب والخسائر أن الصهيونية هي من الأعراض الشريرة لأنظمة تلك الحضارة، وأن فساد الأنظمة يطمس فضائل الحضارات، كل الحضارات. في الاشتراكية كما في الإسلام كما في الكنيسة وهي كلها زعمت السعي وراء سعادة البشر، لكن الأنظمة فيها جيرت هذا السعي لصالح أهل الحل والربط في السلطة. هذا ما عبرت عنه المفارقة بين تأييد الأنظمة الغربية للصهيونية والتنديد الشعبي بجرائمها ولا سيما بعد قصف المستشفى المعمداني.
المخاوف من الحرب هي مخاوف على مستقبل لبنان ومصير شعبه وعلى قضية الشعب الفلسطيني وخصوصاً على حزب الله وبطولات مجاهديه. لقد تبدلت ظروف حرب تموز 2006 فلم تعد المقاومة تحظى اليوم بمثل ذاك الإجماع والاحتضان الشعبي اللبناني ولا بمثل التضامن العربي والعالمي الذي جسدته مساعدات سخية أعادت بناء ما تهدم، وبات علينا، بعد الحرب على غزة، أن نأخذ على محمل الجد وحشية العدو الصهيوني وتهديده ووعيده، لا لنستسلم له، بل لنعيد النظر بأساليبنا وأدواتنا وآلياتنا، بما يمكننا من الاستمرار في نضالنا إلى أن تنتصر قضايانا العادلة.
استباحة النظام السوري القضية الفلسطينية، يوم كان قادراً على ذلك، كاستباحة حماس الوحدة الوطنية الفلسطينية وكاستباحة منظمة التحرير قضيتنا اللبنانية. الاستباحة الأخوية خطر على القضية بل هي أخطر من أي عدوان خارجي. فقد علمتنا هذه التجارب أن التضامن يقتضي الوقوف خلف صاحب القضية لا الحلول محله.
إسرائيل تعمل على استدراج حزب الله إلى الحرب لتفعل مع لبنان ما فعلته مع غزة. تفويت فرصة التدمير عليها يحصن لبنان بوحدته الوطنية، ويضاعف قدرته على دعم الشعب الفلسطيني وعلى المشاركة في الضغوط العربية والدولية لوقف الحرب وولوج باب التسوية على أساس حل عادل، ربما حل الدولتين.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - رسالة إلى حزب الله