عمر حمّش
الحوار المتمدن-العدد: 7774 - 2023 / 10 / 24 - 20:46
المحور:
الادب والفن
ليس في غزة مكان!
لا ليل فيها، ولا نهار، فالوقتُ شيطانٌ كلّه، وليس ثمة فروق؛ غبارُها طبقاتٌ، والموتٌ الكبيرُ قُبّةٌ سماءٍ؛ تنقضُّ على الرؤوس.
والوقتُ غبارٌ، وومضٌ، فرعدٌ، وصياحٌ، وهرولة.
هنا كانت بيوتٌ، هناك كانت بيوت
والطائرة تحبّ الزلزلة.
هنا ركامٌ كثير، هنا ركامٌ كالجبال
والطيارُ عاشقٌ الركام؛ ملتذٌ بأشلاءِ الصغار
تأتي نساءٌ، يأتي رجالٌ؛ بأظافرهم يحاولون
وفي الركام يُسمع صياحٌ خافتٌ، يُسمع أنين.
من مات تحت الركامِ مات، والموت لا يخيف الميتين
الموت يخيف من رأى موت الآخرين، ومن جاء عبر الهرولة
لا متسع لإنقاذ المطمورين، لا وقت، ولا أذرع رافعة،
ففي سماءِ غزة أسرابُ طائراتٍ تجوب؛ وتُتبعُ كلّ قذيفة بقهقهة.
***
على الأرض جموعُ المحدّقين ..
قبل لحظاتٍ هنا كان بيتٌ، وكان بيتٌ هناك
على الأرض تهوي البيوتُ، وفوق الأرواحٍ يجثم ركام ..
الطائراتُ جوعى
وشبقُ التدميرِ عاود الطيار
****
لا نهارا لنا في غزة، ولا كلاما يُقال
النهارٌ للّيلِ أخٌ مطيع، وذئبٌ ذليلٌ، وقد حشرج الكلام، وجفّ الحلقُ المُصاب.
***
لكنّ غزةَ ثديُّ العالمِ الخصيب
والآن تُشهرُ ثديُها
غزةُ تُرضعُنا .. تطهرنا من القهر اللعين
غزةُ تقومُ، والركامُ نهرٌ من اللّبن العظيم
#عمر_حمّش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟