|
- حماس - الجهاد المقدس لاتأسيس خلافة اسلامية عالمية
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 15:30
المحور:
القضية الفلسطينية
" حماس " .. الجهاد الدموى المقدس من أجل الخلافة الاسلامية العالمية
---------------------------------------------------------------------
وُلدت بموهبة ترقد على حدود قلبى ، تكشف لى الكذب ، وتفضح الشعارات المخادعة ، وتُعرى الأقنعة ، دون أن أبذل أدنى جهد . تأتينى الحقيقة ، وأنا جالسة مستريحة ، أرتشف فنجان القهوة أو الشاى ، صامتة ، متأملة . ومنذ يوم السابع من أكتوبر 2023 ، حيث استيقظت على ضرب منظمة " حماس " فى عمق اسرائيل ، و" الرادار " بداخلى ، بمنتهى البساطة والسهولة ، يرى حقائق الأمور ، ويسلمها الى عقلى ، كما يفعل دائما . هذه المرة ، يصبح أكثر تحديدا ، ودقة ، وحسما . فهناك الكثير من الاخفاء ، والصمت عن جذور الأشياء ، لتصديرها الى العقول والقلوب . والشعارات التى تستغل العواطف الموروثة ، غير المغربلة ، تدق على رؤؤسنا ، لطمس أو تشويه الحقيقة . أقصد بالطبع ، تلك المنظمة الارهابية ، التى أسمت نفسها " حركة المقاومة الاسلامية " . منذ قيامها عام 1987 ، كان " الرادار " داخلى ، يتشكك بعض الشئ ، حيث كانت الصورة الحقيقية " مغلوشة " قليلا . لكن مع تدشين ميثاقها ، أو عهدها عام 1988، تبخر الشك ، وظهرت الصورة نقية ، واضحة .... " حماس " كيان ارهابى مسلح اسلامى سُنى فلسطينى ، خرج من رحم الاخوان المسلمين ، متشبع بفكر حسن البنا الجهادى الذكورى ، اتخذ من غزة مقره ، يتستر وراء هدف سياسى ، وهو تحرير وطن فلسطين من الاحتلال . وبالطبع هذا كذب ، وتضليل ، فهم أصلا لا يعترفون بمفهوم الوطن . الاسلام لديهم هو الوطن . وفلسطين بالنسبة اليهم ، هى " أرض اسلام " مدنسة باليهود ، ولابد من تطهيرها ، لتصبح خالصة مخلصة 100% للمسلمين . ومنْ يقرأ " العهد الحماسى " ، يرى كيف تم " تديين " القضية الفلسطينية ، أو لو شئنا " أسلمة " القضية الفلسطينية . فالعهد الحماسى ، يمتلئ باللغة الدينية ، والرائحة الاسلامية ، التى لا تعترف بمفاوضات ، وتسويات سلمية بين اسرائيل وحماس . فهدفها هو " ابادة " اسرائيل ، من " النهر " الأردن ، الى " البحر " المتوسط ، وشمالها وجنوبها . وأسلوب الحركة هو " الجهاد هو الحل "، الذى هو واجب " مقدس " لدى كل مسلم ، وذلك حتى " النصر " ، أو " الشهادة ". والتفريط فى شبر واحد من الأرض ، هو تفريط فى الاسلام ، وخيانة للدين . وبعد ابادة اسرائيل ، ينتشر الجهاد المقدس المسلح ، الى كل مكان على كوكب الأرض ، ويتم اقامة الخلافة الاسلامية العالمية ، والاستيلاء على العالم ، الحلم الاخوانى نفسه ، فى ثوب مختلف . اذن ليس مستغربا ، أن يكون علم حركة المقاومة الاسلامية ، هو لا اله الا الله ، محمد رسول الله . وكان فوز الحركة فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية ، عام 2006 ، عاملا أساسيا فى ترسيخ وجودها ، والتشبث بأهدافها ، واكتساب داعمين أكثر لها بالأموال والعتاد . فقد حصلت على أغلبية 74 مقعدا ، بينما حصلت حركة فتح على 45 مقعدا . ان تسمية حركة المقاومة الاسلامية ، تسمية خاطئة ، لا تعبر عن حقيقة الغرض من نشأة حماس ، وأهدافها التى تسعى اليها . فأى مقاومة تقصدها ؟؟. هى لا تريد مقاومة اسرائيل ، بل تريد ابادتها . وهى لا تريد التعايش مع الحضارة الغربية الحديثة ، التى أسمتها بالمتآمرة على الأمة الاسلامية ، بل تستهدف السيطرة عليها بالحكم الدينى الاسلامى . اذن تكون التسمية الصحيحة ، هى حركة الابادة الاسلامية ، واختصارها هو " حبس ".
فهى فعلا تستهدف " حبس " العالم كله ، واعتقاله فى أفكارها الارهابية . لقد وضعت العديد من الدول ، حركة حماس فى قائمة الحركات الارهابية ، مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا واستراليا واليابان . ان حماس ، كانت عقبة أمام أى محاولة سلمية ، لحل القضية الفلسطينية ، واقرار السلام ، والحقوق لكل من فلسطين واسرائيل . فالسلام ، سيقضى نهائيا على مخططها ، كما هو مرسوم فى " الميثاق " الحماسى . و تعتبر الجلوس على مائدة المفاوضات ، أو حتى مجرد النقاش ، أمرا يهدر الوقت والجهد ، ولا طائل من ورائه . فى " الميثاق " الحماسى ، يبدو واضحا أن الهدف ، هو " تصفية " اليهود ، ويعتبرونه " صراعا على الوجود " ، وليس " صراعا على الحدود ". فاليهود يستحقون الابادة ، وتطهير أرض الله منهم أينما كانت ، لأنهم لم يؤمنوا بآيات الله ، وضربوا بعرض الحائط نصوص الكتب المقدسة ، وقتلوا أنبياءهم . فقد رُوى فى صحيح البخارى ، وصحيح مسلم ، عن أبى هريرة : " أن رسول الله قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودى : يا مسلم هذا يهودى ورائى فاقتله". وطبعا وكما سمعنا وشاهدنا ، قيادات حماس ، بعد يوم 7 أكتوبر 2023 ، فهى تناشد من الجميع المساعدة والتبرعات المالية والقتال ولو بالسيوف ، فى لغة تلعب على المشاعر وتراب الوطن ورفع راية الاسلام ، والاستشهاد . بينما هذه القيادات تعيش فى قصور فخمة ، فى قطر وبريطانيا وغيرها ، وتنعم هى وعائلاتهم بالأطعمة الشهية الصحية ، يمارسون الرياضة ، ويتنزهون على اليخوت ، ويكدسون الأموال ، فى بيئة آمنة مرفهة . فاذا كان الاستشهاد من أجل " واسلاماه " ، هو ملاقاة الله ، والفوز بجناته ورضاه ، فقد كان من الأولى ، أن تتسابق هذه القيادات نحو الشهادة . لقد اتخذت مصر بقيادة الرئيس السيسى ، موقفا مشرفا ، وهو أن توطين أهل غزة فى سيناء ، أمر مرفوض ، قيادة ، وشعبا . وأعلنها واضحة فى المؤتمر الصحفى ، مع المستشار الألمانى أولف شولتس ، أنه اذا رغبت اسرائيل فى توطين أهل غزة ، فلتوطنهم عندها فى صحراء النقب ، حماية لهم من الهجمات . أنا على يقين أن مصر ، تدرك الأبعاد الخطيرة المتعددة ، لتوطين أهل غزة ، فى سيناء . مصر فى غِنى عن أى من هذه الأبعاد ، التى ستنال من أمنها القومى ، واستقرار شعبها ، وتصدير الارهاب من منطقة هى مقر حركة ارهابية ، منبثقة فى أصولها الفكرية من رحم الاخوان . حركة دينية تغدق عليها ايران ، وقطر ، الأموال ، وأحدث الأسلحة ، وتمد ذراعها المسلح المتمثل فى كتائب القسام ، بالتدريبات العسكرية المتطورة . ولا يمكن أن نغفل ، أن قطاعات واسعة من الشعب المصرى ، مازال وجدانيا وفكريا ، متأثرا بالفكر الاخوانى والسلفى ، وأن تيارات الاسلام السياسى الذكورى ، مستعدة لأى فرصة لاثارة القلاقل والفوضى فى مصر ، بالاشاعات ، واللعب على وتر الدين ، وقضية فلسطين ، والدعاية ضد مصر . لقد تم استنزافنا عشر سنوات فى تدمير أوكار الارهاب ، وفضح كيفية عمله ، وانتشاره ، وكلفنا هذا الكثير من الشهداء والشهيدات ، والمال ، والجهد ، وتعطيل تقدمنا الحضارى . يجب ألا ندع أى أحد ، أن يجرنا الى معركة ، أو حرب ، ليست تخصنا . هذا أكثر ما أخشاه.
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لنتجنب الخطر الأكبر
-
- مايسترو - جسدى .. قصيدتان
-
ماذا بعد ؟؟ .. قصيدة
-
القلب الخرب ... قصيدة
-
البيوت تُخرب لعدم التوزيع العادل للحريات والمسئوليات
-
مئوية ميلاد د . شريف حتاتة
-
القطة وأنا .. 8 قصائد
-
كل المنتجين قالوا لى : - آسفين نوال السعداوى جريئة والرقابة
...
-
سنغزو أوروبا بأرحام النساء
-
قضيتى .. وبيت القصيد الذى أتوق الى كتابته
-
أمى وأنا نتنافس على حب رجل واحد
-
عزيزى الرجل : - اقعد فى البيت اذا لم توفق بين بيتك وشغلك -
-
ما أهمية الفحولة الجنسية ؟
-
22 مايو 2023 الرحيل السادس لأبى شريف حتاتة عشت عمرى معه ولم
...
-
رد شرف الراقصة
-
التنميط والبرمجة لافتعال الفرح فى الأعياد
-
لا أحد يحب الفقراء الا أمهاتهم
-
حتى - فساتينى التى أهملتها - فرحت بى وأنا أكتب لذكرى ميلاده
...
-
كانت أمى .. قصيدة فى يوم ذكرى الرحيل الثانية
-
الصفقة .. أخيرا قررت قصيدتان
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|