أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اللص الصغير4














المزيد.....

اللص الصغير4


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


من غير أن يتناول فطوره ,أو يغسل اطرافه ,التجأ محسن الى قسمه بالطابق الأول , يوما واحدا بعد اقترافه فعلته , كان يتسلق الأدراج المغبرة مجرجرا محفظته , رغم انفه كل صباح . دونما ارتباك أو قلق. كانت ذاكرته تعتمل بأشياء غريبة, أحلام كبيرة يرسمها أمام عينيه , كاي مراهق ,ويسابق عقارب الزمن ليصل إليها.
" لن اعترف...يكون لي بغا يكون ....سأقول "انه سرق مني.... لكن ...لست وحدي ...لست الوحيد من يسرق..في هذا العالم ....هناك لصوص كبار أيضا.."
شغب حقيقي أضحى يشكل خطرا على مستقبله , كما بات مصدر قلق لأقرانه ولأساتذته على حد سواء .
ومع انه ليس من طينة الأطفال الذين يعانون من اكتئاب أو قلق نفسي او أزمة نفسية شديدة جداً،قال استاذ ه وهو يمسح لحيته بباطن كفه وتابع مستدركا"
وان كان ينتسب الى فئة لها مواصفات محددة.. تشكِّل حالة مرضية حقيقية بل وخطرة أحيانا , فئة تحتاج إلى تدخل وعلاج سريعين ... بكل أسف ,علاج من هذا النوع , لاتوفره المدرسة , ولا اقرب مستشفى إليها .

ومثلما كانت والدته تفعل , او بالأحرى مثلما كان يعتقد أنها تفعل , احضر محسن ذيل حمار, ينش به جزارو الحي الذباب و الحشرات عن أرداف العجول المتدلية والمعروضة طوال الأسبوع , من مطرح مجاور, يرتاده غرباء , ويستغلونه مجازر, يومية للذبح السري , ويغمرون أسواق المنطقة بلحوم شياه هرمة , يشحنونها في عربات مكشوفة , دون مواصفات صحية , احكم إمساك الذيل,أزاح عنه فضلات عالقة, مشى قليلا, ثم التفت يمينا , ولما عاين أن الظرف أصبح ملائما, فرش الذيل بإهمال على عتبة باب القسم , وانقذف مسرعا الى مقعده .
أن يخطو المدرس فوق ذيل الحمار, مع الساعة الثامنة صباحا اليوم, معناه في مخيلة محسن , ان الأستاذ لن يحضر غدا, وهي مناسبة رائقة له كي يتفادى أسئلة المدير, واستفزازات بعض الأساتذة النكديين , حول ما اقترفه البارحة, أما لأمثاله من مشاغبي الأقسام , الامر فرصة حقيقية ,كي يصرفوا النظر الى جهة أخرى غير هذه الحفرة اللعينة.
قال بجرأة مخاطبا تلاميذ الفصل "
سأريحكم غدا من وجع القسم. ..لن يحضر "عبد الله" غدا. لن تتملوا بصلعته المشرقة ..إنه يوم عطلة.... .".
لثوان معدودة... اهتز الفصل وعلت الفضاء قهقهات وصيحات ...
أن ينقل محسن سلوكا ظلت تمارسه والدته زمنا طويلا, منذ أن ارتبطت بوالده عن طريق حكم قضائي.كان أمرا عاديا بالنسبة إليه.
من وجهة نظر تربوية يرتبط سلوك الطفل في مراحله الأولى بمكان النشأة حيث يطغى التقليد كسلوك نموذجي محمول , إن تقليد الوالدين في الحركات وردود الأفعال يعتبر أمرا طبيعيا , إنها الخميرة البيتية الأولى , التي يتم تصريفها ببراءة وعلى مستوى عال من الكفاءة .
ومع ان نقل التجربة الى المدرسة , يشبه صنع كرة من لفافات وكبب ومتلاشيات, يقذفها محسن في وجه المارة , فان مجلس التربوي لا يعتبر مثل هذه الممارسات من اختصاصه .
كانت والدته تخفي ذيل البقرة العجوز تحت منشفة الأرجل عند العتبة , كل مرة سولت لها نفسها أن يبقى والده خارج البيت ,لأسباب لا يفهمها.
أما استاذنا الجليل , فبمجرد أن وطأت قدماه عتبة الفصل , مسح الحضور بعينين واسعتين ثم قال بصوت أجش :
من سمع اسمه ,يقول حاضر.
حتى انه لم يسال كعادته حينما يلقي احدهم بقشور الليمون أو لفافة بيمو على أرضية الفصل ," من أقدم على فعل ذلك, انه سلوك غير مقبول ...
ابعدوا هذه النفايات من هنا...
مدرسة "سيبويه" سائبة هي الأخرى , ومهملة, لم تغتسل ,ولم تغير هندامها منذ حوالي عقد من الزمن . شقوق هنا, تصدعات هناك...مع أنها تحمل اسما لااحد اكبر أعلام النحو العربي , انه أبو بشر عمر بن قنبر , أما اللقب الذي اشتهر به وغطى على اسمه وكنيته , فقد كانت والدته تحب أن تراقصه و تدلـله ب "سيبويه" وهي كلمة فارسية مركبة وتعني " رائحة التفاح ".
في باحة الادارة ودون ان يساله المدير , وضع محفظته ارضا , ثم ابتلع ريقه وصمت وبدى وكانه يريد ان يقاوم شبح الكذب الذي يسيطر على مخيلته ويقاومه في عناد ظاهر..
-- مااسم والدك ؟
-- محمد ر
-- والدتك
-- حليمة
طيب سأكون صبورا , وأستاذك أيضا سيكون كذلك
لم تأت الى المدرسة نهار أمس ..
---نعم
نريد جوابا مقنعا..لماذا لم تات الى المدرسة ؟
ادخل محسن شفتيه في فمه ثم أخرجهما لا معتين وقال فجأة
توفيت عمة والدي.....
صديقك حكى لنا...لكننا نريد ان نعرف منك .. ماذا حدث بالضبط صباح امس حوالي العاشرة صباحا وأثناء حصة الاستراحة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلفزيون المغربي واللعنات الست
- لنقفز الان فوق شرط المقارنة2
- حول كتابة التاريخ الوطني1
- المغربي google
- اللص الصغير3 الى الصديق المبدع محمد فري
- مقاربة تاريخ مصر وكفاحها من اجل التحرير من خلال دراما التلفز ...
- اصدار جديد للاستاذ محمد صدوقي الباحث في علوم التربية
- الشاعر السعودي محمد خضر يصدر ديوانه الثالث
- في الذكرى الواحد والاربعين لاستشهاد المهدي بنبركة4
- مقاربة تاريخ مصر الوطني وكفاحها من اجل التحرير من خلال دراما ...
- اللص الصغير2
- اللص الصغير1
- في الذكرى الواحد والاربعين لاستشهاد المهدي بنبركة3
- الى الشهيد المهدي بن بركة في الذكرى الواحد والاربعين لاستشها ...
- الى الشهيد المهدي بن بركة في الذكرى الواحد والاربعين لاستشها ...
- من الذي يخافه هؤلاء ,.ولم ينتبه إليه محمد السادس؟
- في الحاجة الى ذاكرة اعلامية وطنية حقيقية 3/ 3
- في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية2 / 3
- في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية1 /3
- تيس الجبل العتيق


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اللص الصغير4