جان بول سارتر وجائزة نوبل

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 14:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

-ابراهيم العلاف
وانا اقلب صفحات التاريخ من خلال مجموعة من المدونات التاريخية التي ينبغي ان نحفل بها ونعود اليها بين فترة واخرى لنتعلم اولا ولنستذكر ما حدث ثانيا ولنقدم التجارب للاجيال الحاضرة والمستقبلية ثالثا وجدت انه في مثل هذا اليوم 22 من اكتوبر - تشرين الاول سنة 1964 رفض الكاتب والروائي والناقد والفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر استلام جائزة نوبل التي منحت له بوصفه اديبا وكان هذا موقفا مهما حسب له تحدث عنه النقاد والصحفيين كثيرا واشادوا بموقف سارتر صاحب الكتب الرائعة ومنها كتابه (الوجود والعدم ) .كان يرى ان لجنة منح الجائزة غير موضوعية ولها انحيازات سياسية لبعض القوى .
ومما كان يفرحنا ونحن نتابع كتبه ورواياته وموقفه الصادق من القضية الفلسطينية اننا نقرأ له بلغتنا الجميلة العربية قرأناه بالعربية وتابعنا زيارته لمصر مع رفيقة حياته سيمون دي بوفوار ولقاءه بالجماهير والكتاب المصريين والرئيس القائد الخالد جمال عبد الناصر .
قد لايعرف كثيرون ، ان جان بول سارتر عمل مع المقاومة الفرنسية سرا ضد الاحتلال الالماني ، وكان قد انضم الى صفوف هذه المقاومة وقد اعتقل وسجن لفترة . فضلا عن ان سارتر الف كثيرا من الكتب ومعظم ما الف ترجم الى لغات عديدة ومنها العربية . كما كان كاتبا مسرحيا وفنانا تشكيليا قرأت عددا من المقالات عنه ومن الجميل ان مجلة (الهلال) المصرية في اواسط الستينات من القرن الماضي خصصت عددا خاصا عنه لمناسبة زيارته للقاهرة .
المفكر و الفيلسوف والكاتب المسرحي جان بول سارتر ولد في العاصمة الفرنسية باريس يوم 21 تموز - يوليو سنة 1905 وتُوفي في 15 نيسان - أبريل سنة 1980 وبين هذين التاريخين كانت له حياة حافلة بالمنجزات والمواقف فقد كان وجوديا كتب عن الفلسفة الوجودية التي وجدت طريقها الينا من خلال عدد من المفكرين والمترجمين منهم الاستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي والاستاذ الدكتور سهيل ادريس وقد كتبت عن هذا في كتابي الموسوم ( محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي العربي المعاصر ) نشرته دار قناديل للنشر والتوزيع ببغداد 2022 وكان سارتر مع الانسان على طول الخط يرفض انتهاك حرية الانسان ويدافع عن وجوده حيثما كان لهذا كنا نراه واقفا الى جانب الطلبة في فرنسا وهم يحتجون احتجاجهم العارم سنة 1968 لابل كان يتقدمهم في التظاهرات . كتب سيرته في كتابه (الكلمات) .وفي كتابي رفيقته سيمون دي بوفوار (مذكرات فتاة مطيعة) و(عنفوان الحياة) ما يساعدنا على معرفة الكثير من حياة ومواقف سارتر منذ ان كان طالبا في الجامعة . فضلا عن كتابه (الوجود والعدم ) فإن له رواية رائعة بعنوان (الغثيان) قرأناها ايضا بالعربية .
اقول ما يعجبني في سارتر تأكيده الدائم على :"ان الالتزام فعل وليس كلمة تقال" لهذا تروني اؤكد في نشرياتي على (الالتزام) و(المواقف) فالانسان التزام ومبادئ ومواقف .
واخيرا اقول لشاباتنا وشبابنا اقرأوا لسارتر ولسيمون دي بوفوار حتى تتسع مدارككم ونقطة اخيرة اود ان اقولها ان سارتر فقد بصره في اخريات حياته لكن عقله ظل يقظا متفتحا واعيا وعندما توفي يوم 15 -4-1980 اقيمت له جنازة مهيبة اشترك في الالاف من محبيه . رحمة الله واسعة تتسع للجميع وتغفر رحم الله سارترا .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات