بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 00:56
المحور:
الادب والفن
خوليتا في أوائل الخمسين من عمرها على وشك هجرة مدريد والسفر الى البرتغال مع زوجها لورينزو-الممثل داريو جراندينيتي الذي الفناه وعرفناه في سينما الراحل اليسو سوبيلا-.
لكنها تتلقى خبرا من الماضي...من الماضي الذي لايمكن نسيانه حتى لو أدعينا ذلك،لأن هناك صلة لايمكن ان تنقطع لأنه خبر عن ابنتها التي هجرتها ذات مرة،وهذا الشيء يحرك في معلمة فقه اللغات أن تبدأ بكتابة الحياة غير المنتهية...ذلك الماضي الذي لايمكن نسيانه أو محوه من الذاكرة سوى افتراضيا.
كانت في ذات مرة في رحلة الى القطار وهناك وقعت في غرام شوان ومن اول ليلة حدث الحب،ليسفر لاحقا عن زواج وانجاب أنيتا...كانت تلك حياة جديدة غريبة للإمرأة أتت من خلف الشمس قاصدة الدفء.
تتحرك الأمور في تلك الحياة غير المنتهية ضمن التقليدية المتبعة النمط،فخيانة زوجيه ومن ثم موت مفاجئ لشوان في رحلة صيد،ولانعرف ان كانت هذه الرحلة في تلك الأجواء العاصفة تعبيرا عن الشعور بالذنب...هل هو انتحار منعدم التفاصيل...هل هو رحلة في العتمة الخالصة للتخلص اللاواعي من الحياة...؟!
خوليتا ستصاب بعقدة الذنب وتدخل في اكتئاب،وتتابع الأحداث يؤدي بابنتها ان تهجرها بعد رحلة روجية تكتشف فيها الهدوء الروحي،الأمر الذي تتقبله خوليتا نظرا لتمسك ابنتها بفكرتها وقسوتها ايضا اتجاه والدتها...
في النهاية هو دراما مركزية جيدة وجميلة،ولكننا لانعتقد انها قدمت أي شيء اضافي أو جديد لسينما بيدور المودفار...انه فيلم حزين فعلا،قاسي،محمل بمشاعر لايمكن انكارها،مبني احيانا على الشعور بالذنب ومحاولة تعويض شيئ لايمكن تعويضه وهو الحياة والزمن...فكيف ستعيد خوليتا شوان الى الحياة،أو كيف ستعوض أنيتا أمها عن الزمن المفقود...
هل ستبحث عن الزمن المفقود على نمط مارسيل بروست...؟!
هناك من يفتح صفحة الماضي وهو يعتقد بأنه يرغب في اقفالها وهناك فعلا-ذات مرة-من كان يرغب في اقفالها
خولييتا الأم لن تستكع ان تتخلص من حطام صورة لإبنتها كانت قد مزقتها ذات يوم...
خلقت الآلهة البشر والاشياء من التراب والنار،واعطتهم الصفات اللازمة للبقاء على قيد الحياة،فاعطب بعضهم الفرو،وبعضهم الآخر أجنحة للطيران،وعندما حان دور البشر،فقد تنبهت الآلهة أنهم قدمو كل ماعندهم من عطايا...لذلك يولد البشر ضعفاء في خضم الطبيعة...
ربما العاطفة...العاطفة بين ام أولا وابنتها ثانيا هي أحد أكثر الاشياء ضعفا في الانسان ولولا قوة هذه العاطفة لما تم التعايش بكافة أشكاله.
فيلم خوليتا فيلم جيد من الممكن ايضا ان يصل الى اعلى من ذلك
فيلم حزين ولكنه شيء عادي...شيء أكثر من عادي
17/06/2023
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟