|
الشاعرخالد نور فى حضرة نادى ادب قصرثقافة مصطفى كامل و حفل توقيع ديوانه الاخير(عبيراحلام)واختفاءاالغواية بتناوله بالقراءة النقديةوالمناقشة.مصر
عبدالرؤوف بطيخ
الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 10:17
المحور:
الادب والفن
إستضاف نادى الأدب بقصر ثقافة مصطفى كامل برعاية رئيس اقليم غرب ووسط الدلتا وكيل الوزارة أاحمد درويش ورئيس نادى الأدب,الشاعر الكبير أمحمودزكريا ,فى ندوته الاسبوعية كل الثلاثاء 3اكتوبر-تشرين اول 2023,الشاعر خالد نور فى حفل توقيع الديوان الاخير(عبير احلام)وتناوله بالقراءة النقدية والمناقشة ديوانه الاخير, وقدشرف الندوة بالحضور الكاتب أ"احمد درويش" وأ "اشرف الدسوقى" سكرتير اتحاد كتاب مصر ناقش الديوان كلا من الشاعر الكبير"محمود زكريا"والشاعر الكبير "صادق امين" وقد أدارت الندوة والامسية , الشاعرة"سلوى محمود" وحضر المناقشة الشعراء أعضاء"ملتقى النخبة للابداع" أحماده ميمي ,وقد كتب مقدمة الديوان إهداء الى الشاعر خالد نور ,الباحث العروضى أ"محمود يونس" بدراسة وافية ويغلب عليها النهج الاكاديمى المختص بالقراءة العروضية للعديد من قصائد الديوان سننشرها أسفل الخبر لأهميتها,وقد قدم الشاعر الكبيروالصديق محمود زكريا قرءة نقدية موازية كشفت عمق البعد الدلالى لدى الشاعر والذى أضفى على قصائد الديوان بجمالية خاصة يمتاز بها الخطاب الشعر لدى الشاعر خالد نوروالذى يتماس مع الهامش تصويريا بالموازاة النصية والشعرية, والذى يفتح بوابات المضامين، إضافة لالكشف المبكر عن المحتوى المعنوي، وإزالة الغموض الفني، واستشراف ما بالمنتوج الأدبي من رؤي ومكنونات نصية شكلا وموضوعا .وكذلك قدم الشاعر والصديق صادق امين قراءة موازية لمس من خلالها بواطن وعى جمالى خاص فى قصائد الديوان المنتقاه بعناية وبتكثيف مركب لبنية النصوص, ويرى صادق الحقل الدلالي كجسر تعييني للمضمون بين الشاعر والمتلقى, وتعدالدراسات النقدية التى تناولت الديوان ساعدت فى الكشف والمواربة للمتلقى الذى يتعرف ويقراء خالد نور لأول مرة والذى يجد تأويل مفتوح على مصرمصرعيه حسب المرجعية المعرفية المتباينة لدى المتلقى شارحًا بعض جوانب النص بانزياحه الوظيفى و الإيحائي المكثف, والذى يفتح خطوط دلالية أمام المتلقي.
(نص الدراسة كاملا)التى شكلت مقدمة ديوان (عبير احلام)بقلم الشاعروالباحث أ"محمود يونس" عندما أسند لى شاعرنا " خالد نور " ديوان " عبير الأحلام "، أدركت أنِّي قد وقعت على أحد كنوز قصيدة العامية المعاصرة المنتشرة الآن فى الأوساط الأدبية ، والتى غالبًا ما نجدها بين الشعراء ، بتسطيح مبالغ فيه إلَّا قليل ، ورغم ضيق الوقت وانشغالى بباقى أجزاء الموسوعة العروضية ، إلا أنِّي - مع إصراره - قبلت مهمة فتح هذا الكنز ، خاصة ونحن فى زمن - لا نبحث فيه فقط ، بل - ننقب عن شاعر موهوب ، لعلنا نجد ما نحتاجه من إبداعات بين أعماله فكم من شاعر ، يملك العديد من أدواته الشعرية ، إلا أنه لا يملك مقومات الشاعرية ، ولا يرتقى إلى مصاف الشعراء الذين يتركون بصمات فى وجدان وفكر المتلقي ، فكما أقول ، وأردد دائمًا " العروض لا يصنع شاعر " ، فالشعر موهبة بالمقام الأول ، ثم يأتى بعد ذلك باقى مقومات الشاعرية .
.. ومن خلال معرفتى بإبداعات خالد نور ، أعلم انَّنا أمام شاعر ،إستطاع أن يكون نموذجًا ومثالًا ، لشعراء قصيدة العامية المعاصرة ، وخاصة فى الصورة الشعرية بكل عناصرها من خلال تجربته الشعرية ، فالصورة الشعرية عنده مكثفة فى أعماله ، وهى بالتأكيد تعد أحد أهم عناصر التجربة الشعرية ، وأهم العناصر فى شعر خالد نور ، تلك التى يستحوذ من خلالها على مشاعر المتلقى . .. لقد تمكن خالد نور من أن يغوص فى وجدان المتلقى ، مؤسسًا لشاعريته الخاصةبمفرداته الرشيقة المشحونة بالفلسفة،والسخرية وصوره الشعرية الملونة النابضةبالحركة ومفارقاته التصويرية، تلك التى تبرزالتناقض بين طرفين متقابلين كما سنوضح ، سواء بالشكل الثورى أوالرمزى أو المداعب للعاطفة أحيانًا أخرى من خلال الكتابة المتلاحقةالأنفاس أوالسرد المتدافع للجمل الشعرية . .. فالقصيدة عند خالد نور أشبه باللقطة السينمائية الدرامية ، التي تمثل خلاصة فكرة ما ،يريد توصيلها للمتلقى ، بعيدة عن النمطية و من خلال وحدة عضوية وموضوعية، فى أغلب النصوص، وبما يحدث للمتلقى عنصر المفاجأة بجمال المعنى وحسن الصياغة والتعبير، سواء من خلال كلمات أوجمل ذات إيحاءات ودلالات قوية، تأتى غالبًا ، بختام مفتوحوحاسم قاطع ، بشكل أحيانًا عفوي، وأحيانًا مقصود ،و بموسيقى خارجية كثيرًا ما تبهر المتلقى .
.. لقد استطاع خالد نور من خلال "الصورةالكلامية الحديثة "فى نصوصه ، أن ينقلنا أثناء الإلقاء ، من فكرةآلية التعامل مع فضاء الصفحة الورقى ،إلى مشاهد مصورة متواكبة مع العالم الإلكترونى المتعايش معنا ونراه بين أيدينا ومن حولنا ، مماأعطانا إحساسًا مختلفًا للتعامل مع عملية استيعاب النص . وهذه النقلة الفكرية فى شعر خالد نور،بالشكل الخطى البصرى" الفضاءالنصى"تجعلنا نتصورالعالم والذات من خلال كسرحاجز اللغةالتقليدى والإنتقال إلى مايسمى بـ "اللغةالشعرية الجديدة"،وهى اللغة التى، تتعامل مع المهمش وبلغته ، وذاكرة الواقع المعاش ، والكلام اليومى واللغة الدارجة من ناحية ، ومعجم لالشات والفرانكوآراب، والكلمات المنحوتة من اللغات الأجنبية أى أننا إذن أمام حالتين من الخيال الجديد، الأول : وهو المعتمدعلى تطويع اللغة و رسمها فى ذهننا من خلال الواقع حولنا ، أو الثانـى : وهومن خلال الواقع الذى واكب التطور التكنولوجي فى شكل ونمط الكتابة باستعمال مفردات جديدة فى لغة الشعر ، تلك التى أتى إلينا بها شاعرنا خالد نور . .. وإذا إنتقلنا إلى مرحلة التجول بين قصائد " عبير الأحلام" ، لن نقف أمام العنوان كثيرًا بل سندخل مباشرةً بين دهاليز الصور البسيطة والمركبة ودراما السياق والحوار والمضمون رغم أهمية العناوين فى الدلالة والمحتوى سواء للديوان ، أو للدخول لعتبات النصوص ،والتعامل مع الإنزياحات الدلالية التى تعتمد على البلاغة والصور والتشبية والمجاز ، أو التركيبية التى تعتمد على اللغة المستخدمة والنظم وتركيب العبارات والتقديم والتأخير ، ألخ... تلك التى تؤثر تأثيرًا كبيرًا فى المتلقى ،وسنتناول ماشاء من ذلك أثناء استعراض نصوص الديوان ، ولعل ما شجعنى على ذلك ، تكثيف المحتوى الدلالى للقصائد فى كلمتين ، وأحيانًا فى كلمة واحدة ، ليسلم شاعرنا للقارئ مفتاح القصيدة ، ويجعله فى حالة إنتظار للمفاجآت المتوالية أثناء السرد .
..ففى نص " مكياج الحياة " نلاحظ أن شاعرنا ربط بين طبيعة المكياج وما يخفيه من حقيقة ، وأسقط الأمر على الحياة ، ثم لم يلبث أن يستسلم للأمر الواقع ، وان كل الأمر ما هو إلا بروفة للقيامة ، ثم يستخدم من المأثورات ليحدث لنا عنصر المفاجأة المتتابعة من خلال الدفقات الشعرية على عكس ما نتوقع منه ، أن يقول ، مستخدمًا الأمثال الشعبية ، وأحيانًا ألفاظ من اللغة الإنجليزية . الباب اللى يجيلك منه الريح .. بقى هادى وشكله مريح والحياة دي بروفة General للقيامة ثم يستمر مع توظيف الموروث الشعبى فى الصياغة ومن خلال السرد والجمل الشعرية . حاولت أسبق إنَّما قالولى : فى العجلة الندامة . .. والمتابع لقصائد خالد نور يرى أنها ارتادت أفاقًا جديدة واستفادت من السرد ومن ثقافته النظرية والعملية الخاصة ، ودرايته التامة ، بفنون السينما والمسرح– بما له من باع وتجارب فيه ، أثرت كثيرًا على تكوينه الإبداعى - فى استخدام التقطيع الصورى" المونتاج"أحيانًا والحواروالسرد أحيانًا أخرى ،تلك التى اشتبكت باليومى والهامشى ومزجتبين الصورة المبتكرة المجازية والصورة الطبيعية الواقعية أوالتى تستمد عناصر بنائها من الواقع ، لا لتعيد إنتاجه عن طريق المحاكاة ،بل لتعيد تشكيله حسب رؤية الشاعر له . .. شاعرنا كثيرًا ما يستخدم الفلسفة أثناء الصياغة ، وأحيانًا عكس المنطق ، فكلنا يعلم وفقًا لنظرية الإحتمالات ، قد يتحقق الجزء الإيجابى أو السلبى ، ولكن الإحتمالات عند خالد نور أحيانًا السلبية فقط ، مؤكدًا على ذلك بكلمة " فشنك " ومدللًا بـجملة " مهش واردة" كما فى نص " إحتمال" يا لحظة الضعف الوحيدة .. كل احتمالاتك فشنك مفيش شروق للشمس .. هربت من سمايا ولا حلم ممكن يعيش .. جوا عيون شاردة حاولى تصدقى الأيام .. احتمالاتك مهش واردة .. وكما أوردنا مدى تأثير تجاربه العملية فى المجال الفنى - التمثيل والمسرح - على تكوينه الإبداعى فى نظم قصائده مستخدمًا السرد وألفاظ الكتابة والسيناريو والحوار المسرحى لما الربيع عدا .. وشوفنا دخلة صيف .. صابها احتمال للمطر لكن احنا سبنا السنين .. تكتب سيناريو السفر ثم ينتقل أيضًا فى نفس السياق والمعنى والمضمون فيه احتمال مجنون .. هو انتصار الوقت .. على عتبة المسافات ورقصة واحدة لعيونك .. فوق مسرح الحكايات إلى أن ينهى النص بختام قاطع مفاجئ، بأنها ليست مجرد شئ له قيمة عنده فقط،فرغم فشل كل الاحتمالات ،فلم تعد حتى الإحتمالات السلبية موجودة ،فهى جزء منه،وهكذا يأخذنا شاعرنا إلى منطقة معينة ثم يعود بناإلى حيث لا شئ . أنا وانتى كنا اتنين .. وقت احتمال ملهوف دلوقتى يا حتة منى .. معادش فيه احتمال .. كما أن شاعرنا كثيرًا ما يستخدم الجمل الخبرية ، ويحدث المفارقات والمقابلات فى جملهُ الشعرية ، من خلال الصور والتراكيب التى تجعل المتلقى دائمًا حاضرًا معه ، من خلال البناءالدرامي الحركي والتشكيل التصويرى يالدينامكي المتناغم ، من جملة إلى أخرى . والله ياعيد الغلابة فرحتك فى القلب غايبة .. والحياة دى دماغها ضاربة ماشية فى الصيف لابسة بالطو .. وفي الشتا فساتينها دايبة ضحكة الأيام دى ف عيون السكارى .. هى مكياج الحياة وإن كنت أرى أنه لو قال : " والحياة أفعالها عايبة" بدلًا من " والحياة دى دماغها ضاربة"لكان الأمر أفضل من زاويتين ، الأولى: الصياغة والقبول لدى المتلقى،وذلك بالبعد عن الألفاظ العامية المستهلكة شائعة الإستخدام . والثانية : حسن استخدام الموسيقى الخارجية فى هذا المربع الشعري ، كما جاء فى قوافى "غايبة / عايبة /دايبة ". .. وفى نص " السلم الخلفى " مفيش حبال للموج تشدك للحياة .. فضرورى تسحب مركبك م البحر إختار لقلبك ضلع مش مكسور .. .. ووز روحك ع الرحيل الصعب يا تكونى زى المعجزة واضحة .. يا تسيبى جرحك للعيون تنهشه يا تخوضى حربى فى الميدان تانى .. يا تلمى كل المجروحين فى الحرب عشمانة ليه إنى أكون عاشق .. وانتى اللى وزعتى التهم ع الخلق .. وفى نص " سوق السلاح " نجده يربط بين السوق الفاضى والدكاكين والمشغولين بالوهم فى جُمَل " السوق فضى .. والمشغولين بالوهم .. لسه بيفتحوا الدكاكين " فالسلاح الذى يمثل سلعة السوق عنده ، ماهو إلا سهر ، يتم بيعه من خلال مهارة ، بيع الكلام : جايين يعبوا الليل سهر .. السوق براح لبياعين الكلام ثم نجده يربط المضمون فى جمله الشعرية من خلال المتضادات أحيانًاوترابط و مكملات المعنى ، أحيانًا أخرى ( القاتل والضحية ) و( الليالى والشمس )، و( عودة الحى والقتيل ) و( الدندنة واللحن ) ، لو كنت انا القاتل صحيح .. إنتى الضحية صعبة التفسير إن كان لقانا فى الليالى ذنوب .. أنا حبى أوضح من عيون الشمس بلم كل جراح الغربة وارجعلك .. تغفلينى وتكتبينى قتيل قلبى اللى علمته أصول الدندنة .. شافك كأجمل لحن ف حياته .. البناءالهيكلي للقصيدة عند خالد نور يتجاوزالمنزع الشكلي ،ليعانق بنية القصيدة ككلّ ،فيشغل فيه المضمون الدلالى شأنًا مهمَّا ،وتظهرفيهالعناصرالفنيةوالإمكانات الأسلوبية بقوّةِ حضور وتأثير . كل النجوم أخدت غرض ثابت .. وحبيبتى تركت شعرها للريح غمضت عينى شفتها حواديت .. وهجرت فِكْر الغدر والمجاريح قَعَدِتْ ف قهوة فى الحسين تبكى .. شَرَبْت انا وهيا كاسين أشواق قولتلها صارحى بالهوى .. واحكى .. قالت لى : غضبك يا شاعر .. غمَّق الصورة .. كما أن شاعرنا كثيرًا ما يؤسس شعرية القصيدة كما فى نص " حرب المشاعر " من خلالإقامةعلاقات غيرعادية بين أشياء تبدو وكأنها مهمات القصيدة سواء كانت عامة أو خاصة بحسن استخدام وتوظيف المفردات ، فنلاحظ كيف استطاع أن يصنع المزيج والخلطة السحرية فى جمله الشعرية ، بمفردات : " الرصاصة ، النيران ، الهدف ، الإنتصار ، الهزيمة ، الجيوش ، الأشلاء ، الإشتباك ، الحرب ، الثغرة ، الجبهة ، الكلبشات ، التدمير ، الحصن ، الطيارات ، الهزيمة "ثم ينهى هذا المقطع بسؤال المحبوبة والإستفسار والإستفهام التعجبى ، هل رغم استخدام كل هذه المعدات ، يصير الأمرعدم قدرة على المقاومة ، وهل هذا يعد من قبيل الهزيمة أم الإستسلام ، وينتظر منها الإجابة التى ربما لن تأتى بعد . رصاصة واحدة .. هيا نيران الهدف .. علشان أفاجئك بانتصار .. وافلت معاك ، من كلبشات الهزايم .. وسط غااارات البنات معادش فاضل عندى نية لانسحاب .. ممكن تسيبى ، دمعتين أشلاء أو خطوتين .. ممكن ينسونى الغياب ! .. أوتطبعى ختم الشفايف .. ع الورق ! إدينى حضن يفك بنا الاشتباك .. الحرب بدأت بالعناد وضحكتين بيفتحوا ثغرة .. فى جبهة ميتة رمشت عنيكى بطيارات .. جت دمرت حصن المودة .. هزيمة دى .. والا استسلام والعلاقات بين مفردات هذا المشهد الشعرى لاتركن إلى الثبات وعرض الأشياءمتجاوزة، فى فضاءالقصيدة، على شكل طبيعة صامتة،ولكنها علاقات جدلية ،تقوم على تمثيل فكرة تضفير المشاعر ، من خلال معدات الحرب/ كم المعجبات / والعناد / وضحكتين / وحصن المودة ، من خلال الأفعال والحركةوحكائية السرد، إلى أن يحاول أن يكون أسير لها ، ولا يسمح لزيارة قلبه حتى من أقرب الأقربين ، ولكنها تعمدت الصد والتهديد والبعاد ، مسقطًا الأمر على الأقصى وما يحدث فى الوطن حاولت اكونلك فى اللقا الأقصى البعيد .. فلقيت نيران الصد والتهديد أفلت ف لحظة من حروب بغداد .. أموت بغدرك فى حارات سوريا وهكذا عاش الصراع معها ، من خلال حرب المشاعر ، إلى أن يذكرنا بمشهد استشهاد الزعيم صدام حسين صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك ، عندما يضع نفسه تحت مقصلة عشقها ، " واستشهد فى ليلة عيد " .. وفى قصيدة" مزلقان الوجع" السردالشعرى المشهدىالقائم على التصوير و التشخيص كأداه محورية لعرض تجربته الشعرية وجذب انتباه المتلقى لصورتها الكلية حيث يقول : إتأخر القطر اللى جايبك م الغياب .. وقلبى فارش ع الرصيف نبضى فتحتى ليه المزلقان ع الوجع ؟ .. ودخلتى روحى معاكى ف تحدى .. وأيضًا فى نص " وردة بلاستيك " مخاطبًا ذاته الشعرية وقت امّا تسمع صفارات الرعد .. بتزق ف حيطانك مين اللى حيلملم مشاعرك .. وقت انفجار الصمت اللى عايش فيك ؟ فتجرى ع السيرة القديمة تردها .. وتمد إيد الخوف وتقفل الشبابيك وأيضًا: روحى اللى حاولت مرة تبين الصورة .. صابها انقلاب العشق فانتحرت فقتلت ظنى والأمل .. فى .. أن أكون شاعر .. وأقول لنفسي إزاى.. قصيدة ح تنجيك ألفين قصيدة كتبتها عنها .. ومجاش قمر واحد يطل عليك وانت اللى راجع من سنين إدمان .. عطشان مشاعر نفسها تكفيك فرحان ف عينك نوة م الإحساس .. بصت لكل الناس .. نسيت تبص عليك ..كما نجده استخدم حرف ( لو) كثيرًا ، وهو كما نعلم حرف امتناع لامتناع– أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ،- ومن حيث اللغة ، هذاالحرف لاعمل له ،أيأنه شرط غيرجازم ولكن ما يهمنا فى العامية ، أنه يفيد التعليق في الماضي أو المستقبل، - مثل: لوحضرت الأمسية لقلت شعرًا وهكذا يقول شاعرنا (فى مواضع متفرقة بقصائد الديوان ) لو كان هوانا وبكرة متفقين .. كنا قسمنا الحلم ع العاشقين لو كنت انا القاتل صحيح .. إنتى الضحية ، صعبة التفسير لو هما باعوا ، عشقنا ، للطمعانين .. قولى عليا زى ما تقولى لو كنت قاتل فى عيون الناس .. إنتى السلاح اللى قسمنى اتنين لو كنا نقدر..ع اللهيب والعشق .. أكيد سنينك محتاجين مهلة ولو انتحرت .. بدافع النشوة .. إزى حخلى الحلم دا يكمل لو كان دخولك للمشاعر حلم .. يبقا الخروج في الوقت دا أزمة لو كات مشاعرك جاية بتتكتك .. مش كل اللى بتشوفه العيون أحلام أنا لو أنانى كنت بعت الحلم .. وقفلت آخر باب للم الشمل .. كما نجده استخدم الصور الغريبة وغير المألوفة التى تجذب المتلقى وتجعله فى حالة تركيز وانتظار المفاجأة .. وتدق وردة العشق فى ضلوعك.. الحياة ماشية بخلاعة .. كعبها ع الأرض باش.. سؤال بيعطش رد.. السكة بتنقط مشاكل .. صفصافة رقصت فى الشتا العريان .. رقصة سالومى بحلمها المقتول .. فاضل كمان احتمال .. يشبه لحلمى اللى عاش.. خضه الوجع أمْ باش .. وقت طرقعة الأمانى الصعبة فى ضلوع الزمن .. الفرح عابر والنحيب نهنهة .. مشهور يا قرص الشمس بالسهوكة.. حبلت عين الخلق بالأشواق .. كما نلاحظ من خلال الديوان ، الألفاظ التى استخدمها خالد نور ، وكيف استطاع توظيفها لتخدم المعنى والمضمون داخل سياق النص ، وكيف أحدث عملية الربط بين دلالات المعانى ومفاجأة الكلمات وعنصر التشويق داخل الجمل الشعرية . فشنك..............................................يا لحظة الضعف الوحيدة .. كل احتمالاتك فشك سافل ......................................................لكن خلص الرصيد .. وقت احتمال سافل General...................................................................الحياة بروفة General البارود.................................................................كنا اما نضحك للبارود يبتسم خريف قلقان..............................................................روحك بتعشق خريف قلقان غويط..................................................تزيد جراحك أو تقل ....انت داخل ليل غويط رموشك المجرمة ....................................................حامياها ليه برموشك المجرمة .. الموسيقى عند خالد نور تتجلى فى أغلب قصائد النص ، سواء الداخلية أو الخارجية ، تلك التى تجعل المتلقى فى حالة تركيز وانتظار القادم ، ففى نص "حلم آيل للسقوط " يقول: جايز يجيله نهار .. يديله حبة دفا .. أو ييجى منها عتاب .. وتقوله متأسفة ياخده.. حنين ف إديه .. وخطوته سبقاه .. يصحى ف عز الحلم ويلاقى نفسه ، تاه .. يدخل شوارع غلط .. وهى تستناه مشاعرها تعبت مطر .. فاختصرت السكة وفيه إستطاع أن يستخدم قوافى ، ذات وقع نغمى رنان فى إذن المتلقى ، بالإضافة لإستخدام بحر البسيط بوحداته الوزنية الكلية مستخدمًا العديد من الزحافات و العلل ، رغم عدم اهتمام العامية بذلك ، إلا أنه أجاد استخدامها وتطويعها لخدمة موسيقى والجمل الشعرية ، ففى هذا المقطع إستخدم ( مستفعلن 00 فاعلن ) محدثًا بعض التعديلات على ( فاعلن ) كأن تأتى ( فعلـان أو فعْلن" بتسكين العين ")، كما انه أحدث الخبن فى ( مستفعلن) " وهو حذف الثانى الساكن من التفعيلة " فتصير ( متفعلن ) ، وكذلك حرك الساكن الثانى فى(مستفعلن)لتصير عروضيًا ( متفاعلن)، وأيضًا حرك الساكن الرابع فى موضع كما سيتبين ، وهذا جائز عروضيًا فى العامية ، وفيما يلى سنوضح ، وما الذى أحدثه شاعرنا فى عروض المقطع ، حيث إستخدم مايلى : مستفعلن فاعلن( دون تغيير) يديله حبة دفا/وتقوله متأسفة/يدخل شوارع غلط مستفعلن فعلان ( خبن وتذييل الثانية) جايز يجيله نهار/ أو يجى منها عتاب/ياخده.. حنين ف إديه يصحى ف عز الحلم/ ويلاقى نفسه ، تاه متفعلن فعلان ( خبن الأولى و خبن وتذييل الثانية) وخطوته سبقاه/ وهى تستناه مستفعلن فعلن(تحريك الساكن الرابع فى الأولى وقطع الثانية) فاختصرت السكة متفاعلن فاعلن( تحريك الثانى الساكن ) مشاعرها تعبت مطر .. وقبل أن ننهى نود أن نشير إلى أنَ الديوان، إذا حذفنا عناوين القصائد وصارت مقاطع ، أصبح الديوان أشبه بقصيدة الرواية ،التى تحدثت عنها فى الجزء الثالث من الموسوعة العروضية ، فى جزء شعر العامية ، والذى ذكرت فيه كأمثلة لها ، دواوين الأبنودى " احمد سماعين .. و .. جوابات حراجى القط " مع إختلاف نمط وشكل ، وطريقة الصياغة ، وموضوعات الكتابة ، فالديوان يعد من قبيل قصيدة الرواية الرمزية ، بل والتى أحيانًا يحاور فيها الشاعر ذاته ، وأحيانًا يستخدم راوى خارجى ، إلى آخره من قدرات شاعرنا التى أشرنا إليها فى عالم السيناريو والحوار وفن المسرح ، فشاعرنا استطاع بمنتهى الحرفية ، أن يصور لنا مشاهد وحوارات درامية ، اعتمدت إعتماد كلى ، على الصورالشعرية التى إلتقطهابكاميرا الشاعر المبدع ، والتي أحسن صياغتها فى ظل التأثر الشديد بالواقع الذى نعيشه ، من خلال العالم الإلكترونى الحديث . .. والديوان به الكثير والكثير ولكنها مجرد إطلالة ورؤية تحليلية لبعض النصوص ، وهكذالاحظنا محاور الفكر وحدود القصيدة ، من خلال ماتميز به شعر خالد نور ، من تركيز على دراما الصورة وجعلها صورة كلامية فى ذهن المتلقى ،خاضعًا نصوصه لضروراتالتجربة والصورة الشعرية ، متجاوزًا الخليلية وأحيانًا الوحدة العضوية والموضوعية ، فى سبيل توصيلها كما يريد وكما يرغب فى تحقيق عنصر المفاجأة الدائمة للمتلقى . .. ونقبل منه هذا الإصدار كمرحلة فى حياته ، لأنه شاعركبير لديه الكثير والكثير من الطاقات الشعرية والإبداعية الهائلة ، تجعلنا نطمع فى المزيد والمزيد ، من هذه الموهبة التى تعد إضافة للعامية السكندرية . وفى النهاية ، أود أن أشير إلى أننا أمام حالة وظاهرة إبداعية سكندرية جاءت إمتداد للموهوبين السكندريين ، الذين مهدوا الطريق لشعر العامية ، ذلك الذى يعد الإبن الشرعى للزجل ، - والذى إستطاع أن يخرج به من محدودية الشطرات ، التى جاءت ملتزمة بالوزن والقافية فى بناء هيكلى محسوب ، لينطلق إلى حيث الإبداع فى التراكيب والجمل الشعرية ، وحسن استخدام الأوزان والزحافات والعلل ، - عن قصد أو دون قصد - ، إلى أن وصل بنا الحال لقصيدة العامية المعاصرة التى إنطلقت ، ولا نعلم إلى أين أصحابها بنا ذاهبون - فشاعرنا الموهوب جاء إمتداد للراحلين الموهوبين شعرًا والمتفاوتين قدرات وامتلاك أدوات إبداعية ، بداية من عبد الله النديم مرورًا ، ببيرم التونسى ، وفؤاد قاعود ، وبدايات سيد حجاب ، وسيد عقل ، وعلى المحمدى والكثير والكثير ، وانتهاءً بالموهوبين من المعاصرين - دون ذكر أسماء حتى لا نغفل أحد - ، الذين تربعوا على مملكة شعر العامية .
#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوراق ماركسية: عن مقاومة الجماهير والقيادة الثورية .مجلة (ال
...
-
أوراق ماركسية(العالم الرأسمالى فى أزمة ) دراسة قدمت الى المؤ
...
-
أعلام إشتراكية (الأخوان بونيف، مراسلو قضية العمال)مجلة الصرا
...
-
مواقف أممية:إفتتاحية جريدة النضال العمالى(الإسرائيليون والفل
...
-
نص :حالة شعورية-محاولة رقم 2 (عبدالرؤوف بطيخ)مصر.
-
نص (مصفوفة ,تحوت) محاولة رقم 1.الشاعر(عبدالرؤوف بطيخ)مصر.
-
إفتتاحية جريدة نضال العمال (ارتفاع الأسعار: الوزراء مضطربون،
...
-
الذكرى ال29 لأول أضراب طويل لعمال الغزل والنسيج بشركه غزل كف
...
-
الغاوون :قراءة ورؤية تحليلية لعناويين النصوص وعتبات النص فى
...
-
الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين (
...
-
إفتتاحية جريدة نضال العمال :(المهاجرون؟) القادة الأوروبيون و
...
-
تحليلات وقراءات ماركسية عن (الإمبريالية الفرنسية وسياستها في
...
-
تحليلات وقراءة ماركسية ل:عنف الشرطة، العنف الحضري: أعراض مجت
...
-
المبادرة المصرية تنشر دراسة جديدة عن: فجوات تنفيذ الحد الأدن
...
-
تحديث:المبادرة المصرية تنشر دراسة جديدة عن: فجوات تنفيذ الحد
...
-
مختارات الشعر الفرنسي الحديث 3قصائد للشاعرة (ماري روز بورت).
-
متابعات عمالية:إدارة شركة نايل لينين جروب تصدر قراراً تعسفيا
...
-
متابعات عمالية :اليوم الثانى لإضراب عمال شركة نايل لينين جرو
...
-
الغاوون نص(رماد الازمنة الجميلة) بشيرالسباعى(15 يناير 1944-2
...
-
القاهرة كانت محطة شاعر الحداثة الفرنسى:آرثر رامبو( 20 أكتوبر
...
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|