أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .














المزيد.....

المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 18:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


1-تمهيد :
شهدت المعادلة الايديولوجية لتحرير الشعب الفلسطيني خلال العقود السبع الماضية، تحولاً واضحاً من هيمنة النزعة القومية الى هيمنة النزعة الدينية و بالرغم من ذلك فقد ظلت جميع القوى المؤازرة والمؤثرة في مشهد الصراع لمصلحة القضية الفلسطينية تتحرك داخل اغلفة طرفية او ( محيطية periphery ) للمنظومة الراسمالية المركزية Central التي تمسك، و على وفق معطيات ونفوذ ومصالح المركز الصناعي المتروبولي ،على قواعد الصراع الشرق اوسطية.
في حين ظلت اسرائيل واستمرت ككيان سياسي قومي متعصب يحتمي بايديولوجيا دينية (معولمة ) تغلفها بالمقابل قوة ونفوذ الراسمالية المركزية.
وبهذا ولدت الدولة العبرية وتبلور كيانها السياسي على الخريطة الفلسطينية خلال السنوات السبعين الاخيرة على قاعدة قوامها ومرتكزها ، نزعة غارقة بالتفسير القومي وهي في الوقت نفسه شائكة في المخيال المعتقدي الديني ،تناصرها ومازالت ايديولوجيا غربية تمتلك زمام القوة المركزية central للراسمالية الصناعية الغربية وتحيطها في الوقت نفسه (عولمة دينية متسعة) مركزية الجذور تقوم على تحالف الكتاب المقدس القديم بالكتاب المقدس الجديد ،ذلك منذ نشوء حركات الإصلاح الديني وقيام البروتستانتية كعقيدة للراسمالية وتمددها استعمارياً حول العالم قبل قرون بعيدة مضت.
في حين ناصرت القومية العربية المسالة الفلسطينية ،بنزعة الدولة -الامة وبغطاء اديولوجي قومي قام على تحالف ديني اسلامي -مسيحي تحت قوة تاثير ايديولوجيا اسلامية (موازية) مهيمنة استخدمت في الصراع في بادئ الامر لاغراض التكتيك النفسي والعاطفي ومنطلقة من اخاديد عالم اسلامي محيطي periphery ظلت ومازالت كياناته تخضغ لقوة ماكنة السيطرة المركزية الغربية المناصرة لاسرائيل نفسها .
ومنذ ان انتهت معادلة الصراع الرسمي العربي الاسرائيلي في العام 1973 ، واخرها حرب اكتوبر ( بكونها آخر الحروب الرسمية القومية حقاً بين الطرف القومي العربي المهيمن عليه مركزيا من جانب راس المال الغربي ،والطرف القومي الاسرائيلي المناصر من الراسمالية المركزية بايديولوجيا دينية متحالفة ) فقد تشكل بمرور الوقت كيان عسكري تكنولوجي بات مرتكز قوة متقدم يعمل لمصلحة استدامة الدولة القومية اليهودية و بمؤازرة اديولوجية دينية -اقتصادية مركزية معولمة مزدوجة شديدة التماسك والتعاطي والتحالف والتناغم . وهكذا حلت الايديولوجيا الدينية محل الايديولوجيا القومية احلالاً شبه تام في صراع اديولوجي ذو طبيعة معولمة ولكن داخل التشكيلة الراسمالية نفسها ،ولاسيما بعد ان ترسخت اسرائيل على الخريطة الفلسطينية لتشغل اليوم قرابة 85٪ من خريطة فلسطين قبل العام 1948 ، وهي تعج بالمهاجرين البيض من بولندا شمالاً الى فلاشا اثيوبيا السوداء جنوباً بجامع ديني قومي الشعور ، يقابله تمزق مستمر يجري على بقايا قرى وقصبات الشعب الفلسطيني وهم على شتات ارضهم بين الضفة وغزة بنسبة متبقية من جغرافيا ارض امست متشكلة (اميبياً ) على جغرافية لاتبلغ سوى 15٪ من اصل خريطة تلك الارض يوم الانتداب البريطاني على فلسطين. ولازالت تتعرض تلك الخريطة الفلسطينية الى التناقص الجغرافي بشكل مستمر وعلى نحو يتناسب عكسيا مع درجة الهجرة اليهودية وبناء المستعمرات.

2- انتقلت فكرة تحرير الارض الفلسطينية من الملف القومي الى الملف الديني قبل نصف قرن، وانتقلت معها فكرة التحرير لتسكن هذه المرة بمحور (صراع الاديان المعولمة )و لتتسع الحركات القتالية الفلسطينية اديولوجيا تتبع هذا وذاك في محيط اسلامي شديد الانقسام ، ازاء كيان مازل متعصب قوميًا وتوازره (عولمة اقتصادية) بايديولوجيا دينية ايضاً تضللها فكرة ليبرالية خادعة (هي غلق التأريخ وانهاء القضايا التي تقوم على الصراع الديني لمصلحة غلبة القطب الواحد واركانه ) ولاسيما بعد ان تحولت القضية الفلسطينية من صراع القوميات الى صراع الايديولوجيات الدينية وهو الصراع الدامي الواسع الغامض و الاصعب.
وهكذا انقلبت معادلة تحرير الشعب الفلسطيني لتصبح ادواتها وبواعثها صراع العقائد الايديولوجية وحرب دينية معولمة بعد ان تخلت الدولة القومية العربية الرسمية عن كامل القضية ولم يتبقى لنا منها سوى الخطاب التقليدي الخجول ،لقاء تمسك اسرائيل بكيانها السياسي القومي المتعصب المحتمي بايديولوجيا عولمة دينية اقتصادية مركزية تستظل ومازالت تدور بالقطب الراسمالي الواحد .

3-واخيرا انتهىت المسألة الفلسطينية تحت غطاء حركات ايديولوجيا دينية تتعثر في منظومة بلدان اسلامية لا يجمعها جامع ويقع جلها في جغرافيا سياسية متكسرة ويتقوقع اغلبها باحلاف مع المركز الراسمالي وهي في الوقت نفسه تحت تاثير وهيمنة واستقطاب بوصلة القطب الايديولوجي الاحادي المركزي الراسمالي المهيمن .
ومما تقدم ، يمكن الاستنتاج ان شعب فلسطين يتشتت تحت تاثير قوة ايديولوجية معتقدية يمسك بها المركز الراسمالي لقاء تفكك اغلب بلدان المنظومة الاسلامية المحيطية الخاضعة لقوة الراسمالية المركزية وهي مازالت تعد نفسها السياج الحامي للمسالة الفلسطينية .
4- ختاماً، ماهو حصاد المسالة الفلسطينية واي مصير ينتظر بقايا شعبها المنكوب ؟؟؟ انه سوال سيبقى بحاجة الى جواب …..!!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المركزية الموازية :بين الوجود والانصهار
- ‏‎المعادلة السياسية المشرقية في القرن العشرين : الحزب- الدكت ...
- الاحزاب المشرقية من داخل وخارج مصفوفة نضالاتها السرية .
- الاقطاع السياسي الموازي : تراجع الدولة- الامة.
- انشطار الوعي على جدران العقد الاجتماعي.
- الإِستِبدَال الثنائي السالب : بين العالم المركزي ومحيطه.
- الاحتواء الموسع :الكانتونية الجديدة -New Cantonism
- التَّضحِيَة…كربلاء انموذجاً
- الصديق الخائن..
- صبيحة الثورة في عيون الفتية: 14 تموز 1958
- حوار النقد والاستجواب:النقد الاجتماعي والدولة
- حرق الكتب السماوية:حرب ناعمة جديدة.!!!
- التغيير الاجتماعي والسياسي الهجيني : ديناميات المجتمع المأزو ...
- الدمعة الناطقة: طفرة في جذور المدرسة التفكيكية المشرقية
- الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مظهر محمد صالح - المسألة الفلسطينية: المعادلة الايديولوجية .