عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 11:55
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
عندما كان ابراهيم باشا ابن محمد على الكبير ،
الذى كان متربعا على عرش مصر ،
يتجوّل فى فرنسا 00
بكى 00
لأنه رأى الريف الفرنسى جذابا وأخضر فى حين كانت مصر مهد الحضارة بائسة !
وقال لمرافقه نوبار باشا ،
مفصحا عما يدور بخلده من طموحات عندما يتولى حكم مصر بعد ابيه :
" سوف أغيّر كل هذا اذا أطال الله فى عمرى "0
وبينما كان جالسا فى بيزا عام 1847ميلادية 00
كانت المفارقات بين الارضين لا تزال تعذبه 00
فصاح بصوت عال ، قائلا :
" لا ، لن أمت ، لقد خلقنى الله لخير مصر ، لاجعلها غنية ، ومزدهرة ، وسعيدة "000
فاضت عينى بالدموع ،
احتراما وتقديرا لتلك الدموع الانسانية الوطنية الصادقة المخلصة الآتية عبر التاريخ 0
وتساءلت : كم واحد منا لديه مثل هذه الدموع المقدسة ،
لكى يبكى على الوطن 00 ومن اجله 0
كما فعل يسوع السماوى على مدينة اورشليم ،
عندما رفع عينيه الى الافق البعيد ، ورأى المستقبل المظلم الذى سترثه زمنا طويلا 0
وكما فعل ابراهيم باشا ، سليل اسرة محمد على الكبير ،
التى لم تكن جذوره مصرية 00
عندما رأى التباين الجارح بين جمال الريف الفرنسى 00وبؤس الريف المصرى ؟!00
من لديه الآن الاستعداد القلبى من كل ذى منصب ،
ومن كل من ارتوى من نيلها ،
أن يذرف دموع الحزن والالم عما آلت اليه مصرنا من تراجع حضارى على كافة الاصعدة؟!
ويذرف دموع الايمان00 والخدمة00 والبذل ،
فتخضّر ارضها ،
و ينهض اقتصادها ،
ويعود الحب والتسامح الى ربوعها من جديد ؟!
تعالوا نبكى كل فى موضعه :
دموع الاتقياء 00 ودموع الحب ؛ لنستعيد بالترنم حضارة وطن 00حضارة مصر !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟