زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
15 أكتوبر 2023
اللوبي المؤيد لاسرائيل في روسيا
المشكلة الكبرى الآن في روسيا تكمن في اللوبي القوي والمؤثر المؤيد لإسرائيل. معظمهم، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، اتخذوا موقفا وطنيا متطرفا عن عمد، ودعموا بوتين علنا. ولكن الآن تغير الوضع بشكل كبير. ستالين دعم إسرائيل والصهيونية اليسارية إلى حد ما. وبادله الصهاينة بالدعم. وبعد ذلك، عندما وقفت إسرائيل تضامناً مع الغرب، غيّر ستالين موقفه بشكل حاد. ومن ثم تبدأ نظرية المؤامرة حول قضية الأطباء، بيروبيدجان ووفاة الزعيم ستالين. وهنا، نتوقف.
ومع ذلك، هناك بعض التشابه. ليس قويا جدا، حقا. لكن موسكو، ولأسباب أكثر واقعية وبرودة، لا ولن تستطيع دعم إسرائيل. لكن اسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدعم، فالولايات المتحدة وحلف الناتو يقفان خلفها. وفي نفس الوقت، روسيا تقاتل الولايات المتحدة وحلف الناتو في أوكرانيا. ومع وجود مليار مسلم يقفون بشكل عام إلى جانب روسيا، والذين يتطلعون الآن بشكل خاص إلى موسكو، فإن الخلاف والشجار وافساد الصداقة معهم سيكون بمثابة الانتحار.
لذا فإن مصير اللوبي الإسرائيلي الذي يتمتع بسيادة شبه كاملة داخل روسيا، والذي يتعاطف بالتأكيد وبشكل علني مع الصهاينة المتطرفين، أصبح موضع تساؤل. علاوة على ذلك، أعرب الليبراليون الذين فروا من روسيا بنشاط وبصوت عال عن تضامنهم مع الإبادة الجماعية للفلسطينيين. اتضح أن المرأة العجوز المتهالكة الصارخة "مدام بروشكينا" كانت يمينية صهيونية متطرفة طوال هذا الوقت. كما يفعل زوجها الكوميدي الشاب. هذا هو مسرحنا و "أمسيات عيد الميلاد"...
بالنسبة للبعض، فإن مثل هذا الخروج العنصري للمعارضة الليبرالية الروسية سيبدو مفاجئًا وغير متوقع. نعم، لعقود من الزمن كان يتم شحن الناس في روسيا بمعتقدات وأفكار محددة للغاية. لقد ظهرت مع بداية الحرب، لكن بالطبع، ليس كلها.
هذا مفترق طرق خطيرة للغاية. إن البقاء مخلصًا للكرملين يعني الوقوف إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية. لكن الانفصال عنه في ظروف الحرب في أوكرانيا أمر محفوف بالمخاطر للغاية. لذا فإن اللوبي الروسي المؤيد لإسرائيل في وضع صعب. علاوة على ذلك، فإن بوتين، بكل دقته المعتادة، لا يقف بشكل واضح إلى جانب إسرائيل ويستمر في الإصرار على حل الدولتين، ويدين (ولو بحذر) الإبادة الجماعية في قطاع غزة. لكن بالنسبة لإسرائيل، التي تعيش حالة طوارئ، فإن هذا لم يعد مقبولا. كل أولئك الذين لا يدعمونه الآن بشكل كامل وغير مشروط هم أعداء. وبعد ذلك، مع بدء العملية البرية، عندما تتزايد الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين، فمن المؤكد أن روسيا ستبدأ في الاحتجاج بشكل أكثر وضوحاً وبصوت عالٍ.
لذلك لا يزال من الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستؤول إليها الأمور. لكن هذه مسألة خطيرة.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟