أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إياد الغفري - الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة















المزيد.....

الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 12:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يقوم شخص بارتكاب جريمة يقوم من يمثله في منصة الدفاع بتقديم دفوع توضح سبب ارتكاب الفعل الجرمي، وعندما تكون الجريمة ثابتة لا مجال لإنكارها يقوم ممثل الدفاع بالتشكيك في السلامة النفسية والعقلية لموكله، وإن فشل في إثبات هذا يقوم بالبحث في الأسباب التي أدت لارتكاب الفعل الجرمي؛ طفولة بائسة، انتهاكات متكررة الخ...
أي باختصار يحاول محامي الدفاع التأكيد على انتفاء وجود التوازن النفسي للفاعل ويتأمل أن يقنع القضاء بأن الجاني هو ضحية للمجتمع الذي يحاول الاقتصاص منه اليوم.

تفسير الفعل الجرمي يتضمن الاعتراف بجرميته ضمناً، ولكن محاولات البحث عن تفسير لهذا الخرق للقواعد يتطلب لنجاحه أن يتمتع القضاة بالحد الأدنى من الرغبة في قبول المبررات.


ما ينطبق على جريمة قتل منفردة أو جرائم قاتل متسلسل ينطبق على كافة الأفعال الجرمية الأخرى من ثورات، حروب، احتلال استيطاني أو حتى مقاومة للاحتلال.

ما قامت به جماعات المقاومة الإسلامية في جوار قطاع غزة ما هو إلا جريمة قادت لارتكاب ضحية الفعل الجرمي الأخير لسلسلة من الجرائم بدأت بالقصف ولن تنتهي بالاجتياح البري، انتهاك أكبر لسكان غزة الذين تماهوا مجبرين مع قيادات فرضت عليهم خلال فترة اعتقال طالت في غزة المحاصرة.

بالنسبة لي فإن الخطورة فيما يحدث لا علاقة له بموت المدنيين والأطفال، الشيوخ والعجزة حيث أن الموت علينا حق، وتاريخ الكوكب يؤكد محدودية عمر هذا الحيوان المسمى زوراً وبهتاناً بالكائن البشري؛ بل تكمن في تماهي جموع مخيفة من الكائنات مع وجهة نظر وتأييد طرف من الأطراف.

الغالبية من المنتسبين للدين الإسلامي مع كميات مخيفة من الناطقين بالعربية انتشت بلحظة الانتقام من العدو الإسرائيلي واعتبرت صفعة طوفان الأقصى، صفعة تمثل الثأر والانتقام من ظلم مجحف لحق بنا منذ هزيمتنا الأخيرة.
نشوة الخصم الإسرائيلي بدأت منذ تجاوز عدد ضحايا الرد الإسرائيلي عدد ضحايا عملية طوفان الأقصى، وشعور الثأر لا يزعجه إلا انتقادات لقادة الكيان، انتقادات سببها الشعور بأن الانتقام كان يجب أن يكون أكبر.
حالة التماهي التي ضربت العالم العربي لتأييد العملية على أنها صفعة للاحتلال القذر، تقابلها حالة تماه وتأييد من غرب أقل ما قاله إنه يؤمن بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها الأبرياء بأي وسيلة تجدها مناسبة.
لا يزعج العالم الذي تجيش وراء آلة القتل الإسرائيلية أن عملية قصف قطاع غزة ستخلف عشرات الأضعاف من القتلى الأبرياء من الجانب الفلسطيني، كما لم يزعج من صفق وانتشى بطوفان الأقصى هوية ضحايا العملية حيث أنهم ينتمون للعدو الغاشم، وكل مدني في إسرائيل هو جندي في جيش الدفاع الإسرائيلي.

مرة وفي نقاش مع المغفور له "أيلي ميسر" مدير الخطوط النمساوية في تل أبيب وعند بدء عزل غزة عن العالم ورميها في أيدي أحزاب ومنظمات إنسانية تمثلها حماس، انتقدت تصرفات الجيش الإسرائيلي الذي كان يقوم بعملية هدم بيت أي انتحاري حمساوي، قلت يومها أن البناء الذي سكن فيه الإرهابي حسب توصيف العدو الغاشم، والشهيد حسب توصيفنا يحتوي عدد من الأسر وعشرات من الأطفال الذين بفقدهم للمأوى وسبل العيش سيكونون فريسة سهلة بيد منظمات متطرفة قد لا تكون حماس أسوأها، اتفق معي أيلي حيث أنه يرى أن العملية خاطئة، رأى المرحوم يومها أن هدم المنزل كان يجب أن يتم على رأس ساكنيه، فكل طفل هو مشروع لإرهابي يجب تصفيته.
سألت أيلي عمن قال هذا، استغرب من سؤالي وأكد أنه القائل، أخبرته بأنني أردت أن أتأكد إن كان اليهودي الذي فقد عائلته في محارق ألمانيا هو القائل، أم أيلي الألماني الذي لم يفر من النازية بملابسه فحسب بل حمل في داخله عقليتهم هو وراء المقولة.


البحث عن الأسباب التي دفعت المجرم لارتكاب جريمته قد يكون خطوة في العلاج، لتفادي جرائم مماثلة في المستقبل، وما ينطبق على جريمة طوفان الأقصى ينطبق على الجرائم التي أيدها العالم كحق مشروع للدفاع عن النفس.


***

إيران دولة قائمة على أساس باطل، وما بني على باطل فهو باطل شرعاً
دولة تعتمد الإسلام الشيعي مرجعاً لها وتعتمد ولاية الفقيه هي دولة عنصرية لا يجب السماح لها بالوجود.
هذا رأي شخصي، قد يتفق فيه معي مليار من أهل السنة والجماعة، حيث أن ولاية الفقيه أمر فاسد مرفوض وباطل.

رأيي ينسحب على كافة الدول الدينية، فالدولة هي كيان سياسي لا دين له، والدين هو علاقة بين الكائن البشري وبين قوة عليا يفترض هذا الكائن وجودها، علاقة يجب احترامها والتأكيد على حرية الفرد في ممارستها بكافة طقوسها، وهذا واجب على الدولة التي لا دين لها، الدولة التي لا تخاف الله والتي يفترض ألا تكون مؤمنة بوجوده تعرف أنه يحق لكل من رعاياها أن يقتنع بما يريده.

الدول التي تخاف الله تلتزم بتعاليمه، لكن تعاليم هذا الكائن الخرافي لأتباعه متناقضة للغاية، حيث أنه في غضون ثلاثة آلاف عام غير رأيه مرات ومرات في تحديد أحب الأقوام إليه، بينما التزم الصمت خلال ملايين الأعوام التي خلت، ربما أسأنا فهم أقواله أو أن بعض كتبه قد شابه التحريف، وإن كان التحريف قد طال واحدها فلماذا يفترض البعض أنه لم يطلها كافة، هذا بفرض أننا لم نبتدعها.


رفضي لولاية الفقيه وللجمهورية الإسلامية الإيرانية يماثل رفضي لكل الكيانات التي ادعت امتلاك الحقيقة المطلقة فجعلت كتاب الله دستورها، أو مصدراً لتشريعها. رفض إيران لا يتم إلا برفض المملكة العربية السعودية، الفاتيكان وإسرائيل على حد سواء، أي دولة تقول إنها قامت بتفويض من كائن خرافي هي دولة فاشلة حتى ولو نجحت، الولايات المتحدة التي تثق بالله في دستورها وعلى عملتها لا تختلف عن إيران ولاية الفقيه ولا عن سعودية الأمر بالمعروف ولا عن الدولة اليهودية، كلها دول فاشلة وإن نجحت.


***
***


لا للجرائم، ولا لكل من يبرر الأفعال الجرمية.
وما طوفان الأقصى وهزاته الارتدادية إلا خطوة من خطوات الغباء البشري الذي يؤكد حتمية فناء هذا الكوكب السخيف.



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرات جديدة
- القبيسيات
- التصوير الضوئي
- لله يا محسنين
- نظرية المؤامرة الحلقة 667
- الثأر والكبير
- بالنووي يا بوتين
- النيك 18+
- فاضت روح نبيل فياض
- مخطوطات صنعاء
- الألقاب
- الانتخابات
- المسبار
- سب وأهان
- الضروع العربية
- الإكسسوارات
- تداول السلطة
- الدعاء
- جينات الشهوة
- القضاء والحساب


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إياد الغفري - الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة