الفلسفة اليونانية (5): زينون الايلي

إلياس شتواني
باحث وشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يمثل زينون الايلي نموذجا للفيلسوف الجديد. كان من أهم أتباع بارمنيدس و أكثرهم حنكة و تطورا. عاش زينون الايلي في الفترة ما بين 490-430م. قدّم هذا الفيلسوف فهما جديدا لفلسفة الطبيعة و قام بصياغة و تطوير فن إدارة الصراع و ذلك عن طريق الإعتماد على المفاهيم في دراسة الحقيقة و دحض الزيف. و لهذا هو يعتبر مؤسسا للديالكتيك.

دافع زينون الايلي عن المفهوم الوحدوي للوجود و عدم تنوعه. في نظره، الوجود ينفي كل أشكال الحركة و التعدد. و كانت له أربعة براهين ضد الحركة:

1. ديخوتوميا Dichotomy

إذا كان الشيء موجودا في حالة حركة و يجب أن يمضي في طريق ما، يجب أن يمضي أولا نصف هذا الطريق، ثم نصف الطريق الباقي و هكذا دواليك إلى ما لا نهاية، و هذا لا يمكن أن يحدث في زمن محدد و عليه فإن الحركة مستحيلة.

2. أخيل

لا يستطيع أخيل أن يسبق السلحفاة إذا كانت تتقدمه و تركته في خط البداية. لا يستطيع أسرع عداء أن يسبق أبطأ عداء.

3. السهم

السهم الذي يطير في الهواء لا يتحرك و لكنه يستريح في الهواء و لا يمر بأي مكان، و هكذا هو في كل لحظة. بما أن الزمن يتكون من لحظات فإن السهم لا يتحرك.

4. الأستاد

السرعة التي تتحرك بها الأشياء هي نفسها و ليست نفسها، تتمايز السرعة حسب كل موضع على حدة. سرعة الشيء تختلف في نفس الحالة الوحيدة.

يقول زينون بأنه إذا قسمنا هذا الوجود إلى ما لا نهاية، سنملك دائما أجزاء لها أحجام، أي أن الوجود يتكون من أجزاء لا نهائية العددية و عليه فإن حجمه لا نهائي. فإذا إفترضنا بأن الوجود متنوع فسنستنتج بأن ليس له حجم و بأن له في نفس الوقت حجم لا نهائي، و بالتالي فالتنوع متناقض و لا وجود له.

براهين زينون إهتمت بقضية أساسية و هي العلاقة بين الأحجام المنتهية و اللامنتهية. تكمن صعوبة هذا التصور بشكل كبير عندما ندرس الأحجام الدائمة مثل المكان و الزمان و الحركة. تتجلى المفارقة هنا أيضا بأنه بإعتماده على أجزاء غير دائمة أراد أن يستنتج أحجاما دائمة. ربما هذا الموقف يعود لكون الديالكتيك، في أطوار نشأته الأولى، كان لايزال سطحيا و يهدف فقط إلى مصارعة و منافحة مفاهيم الآخرين، و كون منهجه إتسم بالسلبية و الإستدلال غير المباشر. على كل حال، تصور زينون صعب جدا إن لم يكن فعلا مستحيل.

#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات