|
رسالة مفتوحة ... إلى الأستاذة يمنى طريق الخولي
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 18:47
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رسالة مفتوحة إلى الأستاذة يمنى طريف الخولي
بعد التحية والسلام
أكتب لك هذه الرسالة ، بعدما قرأت للتو كتاب : " الزمان في الفلسفة والعلم " سوف أعود لقراءته ثانية ، وربما أكرر قراءته لمرات متعددة ، فالكتاب غني جدا بالأفكار والمعلومات ، ويستحق أكثر من قراءة . وسأكتفي بهذه الرسالة بعرض مختصر للنظرية الجديدة . مع ارفاق ، الملخص الحديث للنظرية ، بالرسالة . مع جزيل الشكر والمودة ..... مثال من الكتاب ، يتعارض بشكل جذري مع النظرية الجديدة : أعتقد أن أحد الأخطاء الأساسية الموروثة ، والمشتركة ، يتمثل بوضع اللحظة مقابل النقطة أو وضع هنا مقابل هناك . اللحظة تتضمن النقطة ، لكن النقطة حالة خاصة من اللحظة وتمثل الجانب المكاني فقط . بينما العلاقة بين الحياة والزمن ثنائية ، استمرارية ديناميكية مزدوجة ، ومتعاكسة بطبيعتها بين الماضي والمستقبل . ( هذه الفكرة الجديدة ، والصادمة ، تتكشف من خلال عدة ظواهر تمثل دلائل منطقية وتجريبية معا للنظرية الجديدة ) . نفس العلاقة بين هناك وهنا ، هناك تتضمن هنا ، لكن هنا حالة خاصة من هناك وهي داخلية بطبيعتها . هنا داخلية ، وربما تكون أحادية ومفردة ؟! بينما هناك خارجية وتعددية بطبيعتها ، ثنائية عكسية بين الحياة والزمن في الحد الأدنى ، بالإضافة إلى هناك بدلالة المكان . النقطة مفردة ، بينما اللحظة مركبة . .... .... الأرض الثابتة ، والمسطحة ، مثال نموذجي على خطأ الحس المشترك . وبنفس الوقت مثال ، نموذجي ، على الحلقة المشتركة بين العلم والفلسفة . توجد مشكلة مشابهة ، وهي مشتركة أيضا بين الفلسفة والعلم ، وتتمثل بالحركتين المتزامنتين : حركة تقدم العمر ، من الصفر في لحظة الولادة إلى العمر الكامل في لحظة الموت ، والحركة المقابلة والمناقضة ، التي تتمثل بتناقص بقية العمر من بقية العمر الكاملة في لحظة الولادة ، إلى بقية العمر اللتي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . ( جدلية عكسية ثنائية ، بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ) . هل الحركتان حقيقيتان ، أم أنهما من أخطاء الحس المشترك ؟! أشتغل على هذا الموضوع / مشكلة الزمن بين الفكرة والطاقة / منذ سنوات بشكل فردي ، وقد فشلت كل محاولاتي للفت أنظار المثقفين _ ات من العلماء والفلاسفة والإعلاميين _ ات خاصة إلى اليوم . مع انني أرسلت ، عبر الحوار المتمدن ، عشرات الرسائل المفتوحة إلى شخصيات عربية ناشطة في الثقافة والشأن العام . مثال أدونيس وناشيد سعيد على سبيل المثال لا الحصر . آمل ، وأرجو ، أن تستحق هذه الأفكار ( الجديدة ) الاهتمام الذي تستحقه . فكرة الزمن ، أو مشكلة الزمن ، هي في العربية واضحة ومباشرة ، ربما تكون أوضح من بقية اللغات ، مثالها ثنائية الزمن والوقت ؟! هل الزمن والوقت مترادفتين ، أم أنهما كلمتان وتختلفان بالفعل ؟ هذا السؤال ( وغيره مثل : من اين يأتي اليوم الحالي وإلى أين يذهب ، أيضا العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل كأمثلة محددة ) ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن . وأكتفي هنا بتلخيصه ، بشكل مكثف : ما هو الزمن ؟
الزمن = الوقت + فكرة الزمن . الوقت بدلالة الساعة ، في العربية لحسن الحظ الوقت معطى مباشر ومعروف ، وهو محدد بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . لا خلاف حول الوقت : هو الزمن الذي تقيسه الساعة بدقة متناهية . .... المشكلة الثانوية المزمنة ، الموروثة والمشتركة في الثقافة العالمية _ لا العربية فقط _ الموقف الثقافي الثنائي ويتمثل بالربط بين الزمن والمكان ، واهمال العلاقة بين الزمن والحياة . والمشكلة الأساسية تتمثل في اهمال الحياة ، كبعد أساسي في الواقع والوجود والمعرفة والثقافة بصورة عامة . بكلمات أخرى ، الواقع أو الوجود ثلاثي البعد ، في الحد الأدنى ، زمن ومكان وحياة . ولا يمكن اختزاله إلى بعدين ، أو بعد واحد بالطبع . فكرة " الزمكان " خطأ كما أعتقد ، ومن الضروري تصحيحها ، وذلك عبر الانتقال إلى المنطق الثلاثي : المكان والزمن والحياة . أقترح تأمل الحالي ( خلال القراءة ) : المدينة أو القرية أو البلدة التي أنت فيها الآن ، عبر ثلاثة قرون : 1 _ حاليا سنة 2023 . 2 _ قبل قرن ، سنة 1923 . 3 _ بعد قرن ، سنة 2123 . حاليا ، الكاتب والقارئ _ة في الحاضر ، الذي يتمثل بالقرن الحالي . قبل قرن ، كان الوضع الثلاثي للمدينة أو القرية : 1 _ الحياة كانت في الماضي ، عبر الأجداد . 2 _ الزمن كان في الماضي أيضا ، وهو زمن الأجداد . 3 _ المكان نفسه ، في الحاضر والماضي والمستقبل . .... بعد قرن تتكشف الصورة بوضوح ، متكامل ، منطقي وتجريبي معا : 1 _ المكان سوف يكون نفسه ، سطح الكرة الأرضية . 2 _ الحياة ستكون جديدة ، مع أنها جاءت من الماضي بالطبع . 3 _ لكن الزمن ، يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي مطلقا . لنتخيل زمن البشر الذين لم يولدوا بعد ، وتتكشف الصورة ( الفكرة ) بشكل أوضح ، بعد أكثر من قرن مثلا .... زمنهم ليس في الحاضر ولا في الماضي بالطبع ، بل هو في المستقبل . .... بعد استبدال كلمة الزمن العامة والغامضة ، بكلمة الوقت المحددة والمباشرة ، يتكشف الواقع الحقيقي بدلالة ابعاده الثلاثة : المكان والوقت والحياة . يمكننا تخيل سنة 2123 ، بنفس درجة السهولة التي نتخيل سنة 2024 . الاختلاف كمي وليس نوعي . بالطبع ستكون متغيرات كثيرة ، وبعضها جديد ولا يمكن تخيلها حاليا . لكن ، ستبقى الكرة الأرضية " بيت الانسان " خلال ألف سنة القادمة بصورة سبه مؤكدة ( إن لم يدمر البشر أنفسهم بالحروب ) . .... بدون فهم العلاقة بين الحياة والوقت أو الزمن ، يصعب فهم هذه الأفكار ويصعب تقبلها أيضا . .... الملحق
الخلاصة الأحدث للنظرية الجديدة الجزء الأول _ المشكلة اللغوية
هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة . .... ملاحظة هامة جدا : الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل معا . هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه . الموقف البديل : الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر . بكلمات أخرى ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله . الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات : 1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان : من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) . 2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . ( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) . 3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . ( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) . الظواهر الستة ( ستعرض لاحقا ) ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا . هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .
1 ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!
عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل . لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا . ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟ لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) . .... ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والمباشرة ؟! .... في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل . وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟! ( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) . 2 ما هو الزمن ؟! ( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، بملحق خاص ) المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة . لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية . مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) . في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء : الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) . السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) . لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات . اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل . مثال 2 : الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية . لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي . اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى . مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن : الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل : 1 _ حاضر الزمن . حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي . ( خلال قراءتك ، فعل القراءة وبكل لحظة يتحول إلى الماضي دوما ) . 2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) . حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل . ( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما : حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي . وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) . 3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) . يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني . حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) . تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل . مثال 4 ... الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن . ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن . ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة . ( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل ) والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل . المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن . مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن . ( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) . 3 الخلاصة المشكلة اللغوية أحد نوعين : 1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات . 2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد . .... أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا . بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) . .... للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة . آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل . ملحق 1 طبيعة الزمن وأنواعه توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن : 1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال . 2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء . 3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية . 4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل . ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن . .... ملحق 2 مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ... المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك : " فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ولكن عقلك هناك . توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) . هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة . عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر . العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر . أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم . ملحق 3 الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد . المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد . .... .... الجزء الثاني _ وظيفة النظرية الجديدة وغايتها ما هي النظرية الجديدة ، فكرتها الأساسية والتي تختلف _ تضيف أو تصحح أو تتميز _ بها عن الثقافة السائدة ، وهل توجد حاجة لها بالفعل ؟! .... لنتذكر قبل خمسمئة سنة ، كانت الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ولا يخطر في بال أحد أنها فكرة ، وغير صحيحة ؟! تكفي المقارنة بين الموقف الثقافي الحالي ، وبين الموقف السابق لتوضيح أهمية الأفكار الجديدة ، وضرورة التفكير من خارج الصندوق أحيانا ، لحل المشكلات المزمنة خاصة . عملية المقارنة بين موقفين مختلفين أو حلين ، أو أكثر ، لنفس المشكلة أو القضية تكشف أيضا حدود الادعاء ، والجهل ، في كل فرضية جديدة أو نظرية ، أو فكرة جديدة . .... الجديد مغامرة ، الجديد مجهول بطبيعته . 1 تتمحور النظرية الجديدة حول العلاقة الحقيقية ، بين الحياة والزمن .
مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟! يوجد ثلاثة احتمالات : 1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة . ( نفس الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) . 2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة أيضا . 3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة . الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الاحتمال الأول ، والذي يعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو الموقف نفسه الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب غامضة ، وربما ستبقى مجهولة . موقف النظرية الجديدة ، على النقيض من ذلك : الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة . سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لكونه غير واقعي كما أعتقد . .... الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ ، أو ناقص ويجب تصحيحه وتكملته ) . سأكتفي بالبرهان المنطقي على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال عدة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الظاهرة الأولى : 1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن . يولد الفرد الإنساني ، وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة . ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر . بعبارة ثانية ، حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى . حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر : الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، يمكن ملاحظتهما مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء . الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) . تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر أو س + ع = 0 . .... الظاهرة الثانية : اليوم الحالي وأجزائه أو مضاعفاته ، اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن . اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء . اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى . بالإضافة إلى احتمال رابع ، بالنسبة لمن سيولدون خلال اليوم الحالي . وبوجد احتمال خامس أيضا ، بالنسبة لمن سيموتون حلال اليوم الحالي . .... الظاهرة الثالثة : أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء . أين يكون الفرد قبل ولادته ، وبأكثر من قرن مثلا ؟! الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل : يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) . ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) . تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 : هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن . ( ليس في الماضي بالطبع ) حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد . وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر بالطبع ) . .... الظاهرة الرابعة : ثنائية الحاضر ، وحركته المزدوجة في اتجاهين متعاكسين بين الماضي والمستقبل : خلال قراءتك لهذه الكلمات ، يمكنك تمييز نوعين من الحركة : 1 _ حركة حدث الحياة ، ويتمثل بتقدم العمر بالنسبة للقارئ _ة ، في اتجاه ثابت ومستمر : من الحاضر إلى المستقبل ( تستمر هذه الحركة حتى لحظة الموت ) . 2 _ حركة حدث الزمن ، وتتمثل بفعل القراءة ( وأي فعل آخر ) وهي في اتجاه معاكس لحركة حدث الحياة : من الحاضر إلى الماضي . ( تتمثل حركة حدث الزمن ، وهي تعاكس حركة حدث الحياة دوما ، بعملية تناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) . الفكرة ، الخبرة ، التي تتمثل بالظاهرة الرابعة تتلخص ، بالحركتين المتعاكستين بين حدث الزمن وحدث الحياة : حركة الحدث الزمني تبدأ من الحاضر إلى الماضي دوما ، ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي أنها بدأت من المستقبل . وبالعكس تماما حركة الحدث الحي ، فهي تبدأ من الحاضر إلى المستقبل دوما ، ويمكن الاستنتاج منطقيا أنها بدأت من الماضي . .... الأمثلة السابقة ، تمثل البرهان والدليل المنطقي والتجريبي معا ، على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، وهي جدلية عكسية بين الحركتين ، وتتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر . وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين : خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد . لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟! هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير . أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟! هذا السؤال مؤجل ، وتتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية . وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . أكتفي بمناقشة هذه الظواهر الأربعة ، وهي تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار والانتقاص ، وهي تمثل وتجسد العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن . 2 بعض أفكار النظرية ، جديدة ، وغير معروفة سابقا كما أعتقد : للحياة نوعين من الحركة : 1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها . 2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء . الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت . بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . ( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة . للزمن أيضا نوعين من الحركة : 1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي . 2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، ومع أنها غير ظاهرة بشكل مباشرة . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها ، وبعد ذلك تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء . ( المثال النموذجي للحركة التعاقبية للزمن : حركة تناقص بقية العمر ، بعكس تزايد العمر الحالي وصولا للعمر الكامل لحظة الموت ، من بقية العمر الكاملة إلى الصفر لحظة الموت ) . .... كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط ، بدلالة الموقف من الحاضر : كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي . موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الموضوعية للحياة ، فهي استمرارية لا نهائية تتجه من الماضي إلى المستقبل . يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي . ( الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، يمكن أن يتمثل بالساعة أو الدقيقة أو بأجزائهما ، ويمكن أن يتمثل بالسنة والقرن أو بمضاعفاتهما ) . .... الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته . أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف : أنت التقيت بما يموت وانا التقيت بما يولد . ترجمة أدونيس . .... فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن . الساعة الرملية ، تتوافق مع حركة الساعة الزمنية . الساعة الحديثة ، تتوافق مع حركة الساعة الحياتية . يسهل فهم ذلك عبر المثال التالي ، لنتخيل طفل _ة بعد ساعة من ولادته : يكون العمر بدلالة الحياة ، قد ازداد ساعة بالفعل . ( وهذا اتجاه ساعة الحياة ، والتي تقيسها الساعات الحالية ) وتكون بقية العمر بعد ساعة ، قد تناقصت بمقدار ساعة بالفعل . ( وهذا اتجاه ساعة الزمن ، والتي تقيسها الساعات الرملية بالفعل ) .... ربما خطأ ما حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا . والسؤال هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟! أعتقد أن هذه الفكرة جديدة ، وجديرة بالاهتمام والتفكير بتعمق وهدوء . مثال تطبيقي : من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟ اليوم الحالي ثلاثي البعد والمكونات : زمن ، وحياة ، ومكان . حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . ( الجانب الحي من اليوم الحالي ، يأتي من الأمس ، ويذهب إلى الغد ) حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر أيضا . ( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، يأتي من الغد ، ويذهب إلى الأمس ) . حركة المكان تحدث في الحاضر فقط ، والمكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ) . .... الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط : فكرة جديدة أيضا ، وتختلف مع الموقف العلمي الحالي ، يوجد احتمالين للحدث : 1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق . هذا الاحتمال ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص منشورة على الحوار المتمدن . 2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع : _ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي . حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان . الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . ( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته ) _ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر . ..... ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل . وهذا الاحتمال سيصير بحكم المؤكد ، بعد مرور عدة قرون . لكنها الآن وفي الحد الأدنى _ كما آمل وأعتقد _ تساعد على فهم بعض المشكلات المزمنة ، والمعلقة مثل : الواقع ، والزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل كأمثلة واضحة ، ومحددة . .... .... خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الثالث
العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ( خطوة عملية على طريق الحل العلمي ، الدقيق والموضوعي معا )
للتذكير بالأفكار الجديدة ، بشكل مكثف وسريع
المتحولات الزمنية الستة ، وهي مكونة من مجموعتين : 1 _ المجموعة الأساسية ، أو الثلاثة الأولى : المكان ، والزمن ، والحياة . 2 _ المجموعة الثانوية ثلاثية أيضا : الحاضر ، والمستقبل ، والماضي . المجموعة الثانية ، أو الثانوية ، تسمية لمراحل الزمن أو الحياة . وهنا مصدر الغموض ، والتعقيد ، في محاولة فهم المتغيرات الستة . وبشكل خاص العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، ما تزال العلاقة بينها مبهمة ، وشبه مجهولة بالكامل وفي مختلف اللغات ، مع الأسف والخجل . الماضي مثلا كلمة ( قديمة ) تطلق على شيئين ، أو عنصرين ، مختلفين ومنفصلين بالفعل : الزمن والحياة . ومثلها المستقبل ، أيضا الحاضر . نحتاج بكل اللغات كما أعتقد ، لتشكيل تسميات أو مصطلحات جديدة بدل العبارات : ماضي الزمن ، وماضي الحياة . وبدل مستقبل الزمن ، ومستقبل الحياة ، وبدل حاضر الزمن ، وحاضر الحياة . في العربية مشكلة الحاضر محلولة ، بشكل قريب من الدقة والموضوعية : حيث الحاضر للزمن ، والحضور للحياة ، والمحضر للمكان . وهي بدائل فعلية ، ومناسبة ، لكلمة حاضر التي تدل على الزمن والمكان والحياة معا . يتكشف الآن الفرق بين مسافة الزمن ( مدة ) ، وبين مسافة الحياة ( مرحلة ) ... مسافة الزمن مدة بين المستقبل والماضي ، وتبدأ من المستقبل . مسافة الحياة مرحلة بين الماضي والمستقبل ، وتبدأ من الماضي . بينما مسافة المكان هي الوحيدة المعروفة جيدا ، بين المسافات الثلاثة ، وتدرسها الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي . 2 لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو الصحيحة والعلمية ، بين المتغيرات الثلاثة المكان والزمن والحياة ، يلزمنا أولا معرفة مصدر الغموض ، الناتج عن المجموعة الثانوية : الحاضر والمستقبل والماضي . بكلمات أخرى ، لكي نستطيع تحديد ، وتعريف ، المتحولات الستة نحتاج لتقسيم البحث إلى مرحلتين أولا ، ودراسة كل مجموعة بشكل منفرد ومستقل . وبعد ذلك ، في المرحلة التكاملية ، يلزم دراسة المتحولات الستة معا بنفس الوقت . لا أعرف كيف يمكن تحقيق ذلك ، بشكل علمي وعملي معا ؟! .... سوف أحاول تحديد المتحولات ( أو المصطلحات ، أو العناصر ) بشكل أولي وتقريبي ، على أمل لفت انتباه الفلاسفة والعلماء ومن يهمهم الفهم . 3 لمعرفة العلاقة بين الماضي والمستقبل كمثال ، يلزمنا معرفة معنى كلمتي الماضي ، والمستقبل . التعريف التقليدي قاصر ، وناقص ، ولا يكفي بالطبع : الماضي حدث سابقا . وبالمقابل : المستقبل لم يحدث بعد . والحاضر بينهما . هذا التحديد سبب الخطأ ، ومصدره الفعلي . جزء من الماضي فقط حدث سابقا بالفعل ، بينما الجزء الأهم من الماضي ( يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات ) . نفس الشيء ، بالنسبة للمستقبل ولكن بشكل معاكس : المستقبل لم يحدث بعد ؟ جزء من المستقبل لم يحدث بعد ، ولن يحدث خلال حياتنا المشتركة كأفراد ، وكأحياء أيضا ( وهذا الجانب من المستقبل ، هو الأقل أهمية لأن معرفته غير متاحة ضمن الأدوات المعرفية الحالية ) . 4 الحاضر ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لنفس المجال الثلاثي بين الحياة والزمن والمكان . بالمقارنة مع اللغة الإنكليزية مثلا ( هذه الفكرة بمساعدة الأصدقاء ) : للماضي نوعين : الماضي المستمر أو الكامل او الموضوعي ، وهو الماضي الذي حدث سابقا ( قبل الفرد ، أو قبل البشرية ) ، والنوع الثاني الماضي البسيط أو الجديد ( وهو الذي يحدث الآن ) . نفس التقسيم الثنائي ، بالنسبة للمستقبل ، المستقبل المستمر أو الموضوعي والمطلق بعد حياة الفرد ( أو الحياة الإنسانية كمثال ) . بينما المستقبل البسيط هو الذي يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات . هنا تتكشف أهمية فكرة نيوتن ( أو فرضيته : أن الحاضر يقارب الصفر ) . الحاضر والماضي والمستقبل بدلالة الداخل ، أو اصغر من اصغر شيء ، هما مزيج أو مركب يتعذر فصله أو تفريده إلى ثلاثة . للحاضر مشكلة خاصة ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة مع الماضي والمستقبل . ( تشبه مشكلة المكان ، مع الحياة والزمن ) . .... .... خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الرابع ( مشكلة الحاضر )
لنتذكر أننا في الثقافة العالمية كلها ، وليس في العربية فقط ، ما نزال نجهل الواقع ، والزمن ، والحاضر بصورة خاصة !
لا يمكن تعريف الواقع ، ولا الزمن ، ولا الحاضر ، ضمن معطيات الثقافة العالمية الحالية . أكثر ما يمكننا تحقيقه بشكل علمي ، أو بشكل دقيق وموضوعي معا ، تحديد الحاضر مع أنواعه الثمانية ( ثلاثة في الحد الأدنى ) . 1 ما هو الحاضر ؟ يقفز الجميع ، الكتاب والقراء والفلاسفة والعلماء وغيرهم ، فوق السؤال . على اعتبار أن معرفة الحاضر بديهية ، وهي معطاة للحواس مباشرة ! ويتم التغطية ، والتستر القصدي غالبا ، على الجهل بموضوع الحاضر بطرق متنوعة ( مع أنها محدودة بالفعل ) . لعل أهمها التذرع بأن المعرفة لله وحده ، وهذا أسوأ أشكال الاستخدام الذرائعي لفكرة الله ، أو الادعاء بأن العلم قد حل المشكلة ، وهذا الموقف يتضمن التذاكي ( تغليف الجهل بالإنشاء الذهني ، والمصطلحات النخبوية ) من قبل المتكلم أو الكاتب ، ومن ضمن هذا الاتجاه ، الموقف الشائع في الثقافة العالمية الذي يعتبر أن _ موقف اينشتاين من الزمن يجسد موقف العلم _ ويتضمن موقف نيوتن وغيره ، والأهم عبارة لا أعرف . .... تذكير سريع ، ومكثف ، بأنواع الحاضر الثلاثة أو الثمانية : 1 _ حاضر الزمن . ( المسافة التي تفصل بين المستقبل والماضي ، بدلالة مرور الزمن ) . 2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) . ( المسافة التي تفصل بين الماضي والمستقبل ، بدلالة مرور الحياة ) . 3 _ حاضر المكان . ( او المحضر ) . ( المسافة التي تفصل بين نقطتين ، بدلالة المكان ) . هذه الأنواع الثلاثة للحاضر ، سبب الغموض ومصدره الثابت . وهي غير قابلة للاختزال مطلقا ، ويمكن ملاحظتها بشكل مباشر وتجريبي أيضا . كما توجد عدة أنواع للحاضر كما أعتقد ، ولكن ، ربما يمكن اختزال الأنواع الخمسة ( الثانوية ) للحاضر ؟! بكل الأحوال ، هذه المناقشة ( والنظرية الجديدة بصورة عامة ) في مرحلة الحوار المفتوح ، وستبقى طوال حواتي بمرحلة الحوار المفتوح ... 4 _ الحاضر الآني . ( اللحظة التي مضت للتو ، بدون أن نلحظها القارئ _ة والكاتب أيضا . 5 _ الحاضر المستمر . ( المسافة ، أو المدة ، بين الأزل وهذه اللحظة ) . 6 _ الحاضر الفردي . ( يتمثل بالعمر الفردي ) . 7 _ الحاضر المشترك . ( يتمثل في بنات وأبناء الجيل الواحد ) . 8 _ الحاضر كما يفهمه العلم حاليا ، أو الثقافة العالمية بالعموم . ربما يكون ، خلال قراءتك ، قد توصل البحث العلمي أو الثقافي لمعرفة جديدة للحاضر ؟! ربما توجد بعض الأنواع الأخرى ، وهذا ما أرجحه بقوة . 2 مشكلة الماضي والمستقبل ؟! ما هو الماضي ؟ ما هو المستقبل ؟ لحسن الحظ ، صرنا نعرف بأن العلاقة بين الماضي والمستقبل هي أيضا معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الماضي + المستقبل = 0 . بالإضافة إلى معرفتنا ، الجديدة ، بأن الماضي داخلنا _ هنا ( داخل الحياة والمكان وداخل الفرد أيضا ) . والمستقبل بالعكس خارجنا _ هناك . لكن تنشأ أسئلة جديدة ، ومشكلات جديدة : ما العلاقة بين الماضي والزمن ؟ أو بين الماضي والحياة ؟ أيضا العلاقة بين المستقبل والزمن ، والعلاقة بين المستقبل والحياة ؟! هذه الأسئلة جديدة بطبيعتها ، وهي معلقة وستبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . ( للأسف تهمل الثقافة العربية هذه الأسئلة والنظرية الجديدة ، ولا أعرف إن كان سيستمر اهمال الثقافة العالمية لها بعد ترجمتها ؟! ) . 3 صار بالإمكان تحديد الحاضر بشكل دقيق ، وموضوعي : الحاضر مرحلة ثانية في الحياة ، أيضا مرحلة ثانية في الزمن . حاضر الحياة بعد الماضي ، وقبل المستقبل . لكن حاضر الزمن بالعكس ، بعد المستقبل وقبل الماضي . ( هذه الفكرة التي يصعب فهمها على الكثيرين _ ات ) . الحاضر ثلاثي البعد ، والطبقات بالحد الأدنى ، وهو مزيج من الحياة والزمن والمكان . والجانب الأهم من الحاضر ، يتمثل بأنه اتفاق اجتماعي _ ثقافي . مثلا الحاضر ، يمثل الاختلاف الجدلي والحاسم بين نويتن واينشتاين : نيوتن كان يعتبر أن الحاضر يقارب الصفر ، ويمكن اهماله . ( موقف نيوتن ، يهمل الحاضر بالفعل ، ويعتبر أن الزمن يوجد في الماضي أو في المستقبل . والحاضر غير موجود ، وغير مؤثر ) . ( أينشتاين بعكس نيوتن ، كان يهمل الماضي والمستقبل ، ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن بالفعل ) . كلا الموقفين ناقص ، ويحتاج للتكملة ومن الثاني أولا . 4 المنطق الأحادي مشكلة الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة خاصة . .... إلى اليوم تعتبر الثقافة العالمية ، الحالية ، أن الزمن والحياة واحدا لا اثنين . ( هذا الخطأ ، يتحول إلى فضيحة ثقافية عالمية ، تتضخم بمرور الوقت ) . لنتذكر أن موقف اينشتاين ، كان يعتبر أن الزمن والحياة والمكان واحد . 5 فكرة جديدة ، وأحد محاور النظرية الجديدة أيضا .... فكرة السبب والنتيجة ناقصة ، وتحتاج للتكملة أو التعديل . النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن الجانبين في الحالة العادية : النتيجة = سبب + صدفة . لا يوجد سبب منفصل عن الصدفة والاحتمالات ، ولا العكس أيضا ، لا توجد صدفة منفصلة عن سلسة الأسباب التي قادت إلى النتيجة . توجد حالات يكون السبب فيها غالبا ، مثل الأمراض والوراثية . وحالات معاكسة ، تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة . .... بكل الود والاحترام
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوامش ، ومسودات
-
مشكلة الزمن ، بين النسبية والموضوعية ، بين نيوتن واينشتاين
-
الورطة _ القسم الثاني _ الفصل الثاني
-
الورطة _ هوامش ومسودات مع الفسمين 1 و 2
-
الورطة _ القسم الثاني ، الفصل 1
-
الورطة _ القسم الثاني
-
كيف يتحرك الحاضر ؟!
-
الورطة _ الفصل الثالث
-
الورطة
-
أسئلة وتساؤلات موجهة للذكاء الاصطناعي ...
-
رسالة مفتوحة ... إلى الذكاء الاصطناعي
-
حل جديد لمشكلة العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل
-
الموقف العقلي الجديد _ المتجدد بطبيعته
-
النظرية الجديدة بصيغتها الأكثر بساطة وقسوة
-
مناقشة جديدة للعلاقة بين الماضي والمستقبل
-
ما العلاقة الحقيقية ، الصحيحة منطقيا وتجريبيا ، بين الحياة و
...
-
بيت نيوتن _ المخطوط الكلاسيكي ( الفصول 1 و 2 )
-
بيت نيوتن _ الفصل الثاني
-
نص طويل ، وممل
-
بيت نيوتن _ المخطوط الكلاسيكي
المزيد.....
-
إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق
...
-
هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو
...
-
-نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما
...
-
إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
-
وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
-
الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
-
ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف
...
-
زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|