نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور:
الادب والفن
نزلت للدنيا امرأة
أول ما نزلت
حَلَّتْ في صدري
احتلت منه قطعة
تُسمَّى قلبي
قلتُ لها من أين جئت؟
قالت: مع أمطار الصيف
***
فراحت تُغْرِيني
بعينين تَشِعَّان حضارة
وسيقان تغوص بكاملها
في بحر الحرية
ووجه سحري يحمل رأساً
يحوي جميع صنوف العلم
***
فهاج الحب بجسدي
وتداعت عيناي بدمعٍ
يهفو لرؤيتها
ووقف كُلَّيِ بساحتها
يُقَبِّل أطراف أصابعها
فوقع الواقع واستسلمت
مددت لها يدي حتى أصافحها
فنظرت لي نظرة مُتَأَفِف
وقالت: لا
لم يَحِن الوقت
إعجابك بي
لا يكفي
استسلامك لي
لا يكفي
أين خضوعك؟
أين الضعف؟
***
شعرت ساعتها
بأن الحب لا يزهو
إلا بثوب الضعف
فلبست ثياب الضعف
فراحت تستثمر ضعفي
تتاجر في وجدي
لِتُقَوِّيِ ضعفي
فَتَقْوَى بضعفي
***
وبعد مرور الوقت
تم كشف حقيقتها
سقط الثوب
ووجه القمر
وظهر القبح العفن
امرأة مومس
سيئة السمعة
تعمل طول الليل
بحانات بغاء
خانت قبلي
عشرات العشاق
***
فناديت قلبي
بأعلى صوتي
ناديت وجداني
أشجاني
دمائي
كلي
قلت لهم: عودوا
ودعوا تلك المرأة
فليست أهلا لذاك الحب
***
امرأة ما هشت يوما
لبسمة طفل يَرْتَعْ
ما رَقَّتْ يوما
لشمسي تشرق
أو رأسي يرفع
لن تفرح أبدا
حتى أبيع إيماني
وأعلن كفري
أزعجها شموخ
يعلو أنفي
أرهقها أني أملك بئرا
فاض بشرفي
***
عشت لها عصرا
من صبر أسود
أحمل روحي على كتفي
تغضب لو أشكو
تغضب لو أبكي
وحين أَرِقُ لعتقي
من ربقة قيدي
تقرأ لي مصيرا مجهولا
أسود في كفي
***
ويوم شكوت لها نارا
تلهب في صدري
قالت لي صبرا
حتى يسقط مطر الصيف
فتساقط عمري
ولم يمطر صيفي
خلجات من صيد الفؤاد (2) نهرو طنطاوي
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟