أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس














المزيد.....


الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 01:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قام سكان المستعمرات الأيونية بتوسيع و تطوير فلسفة طاليس. ولد انكسماندرس بمدينة ميليت في عام (609 أو 610 م) و توفي في عام (546 أو 547 م). يقال أنه هو أول من كتب عملا فلسفيا في اليونان القديمة بعنوان "حول الطبيعة". أصبحت الطبيعة مع انكسماندرس مصطلحا فلسفيا فسرها كالشيء الأول الذي هو في تطور مستمر، و ذلك لأنه كان متأكدا بأن كل ما يوجد في البداية لا يكف عن التواجد بالضرورة، و إنما يأخذ شكلا آخرا. بحث انكسماندرس عن المادة الأولى مع التأكيد بأنها طالما وجدت في السابق فهي لازالت موجودة حاليا و ستبقى.

"البداية" بالنسبة لانكسماندرس هي أساس و مصدر الأشياء، بخواصها الأولية و الثانوية. الظواهر متنوعة لكن الطبيعة واحدة و حتمية. الطبيعة هي كل ما يناقض لما خلقه و وصفه الإنسان، كل ما هو غير حتمي و قابل للتغيير. هكذا فهم انكسماندرس الطبيعة كقمة للكمال و الجمال و كمصدر للحياة و الإبداع.

اللامحدودية

لاحظ انكسماندرس أن الطبيعة تتحول من طور لآخر و تنتقل من شكل لآخر، هذا قاده إلى إستنتاج أن أساس الطبيعة يكمن خارج نطاقها و ليس في تمظهراتها. هذا الأساس هو اللامحدودية. كانت إجابته تحتوي فقط على الشق الكمي، إذ أن المادة الأولى غير محدودة، و لم يذكر الجانب الكيفي، إذ عدم المحدودية يرتبط بعدم التحديد النوعي.

يقول انكسماندرس أن الأساس هو اللامحدودية لأن كل محدود ينتهي، و لأن تطور الطبيعة اللامحدود هو أساسها. يفسر انكسماندرس النشوء بطريقة إستنباطية مفادها أن اللامحدودية الأولية كانت تحتوي على عناصر من المتناقضات، و قامت الطبيعة كنتيجة لهذه التناقضات. السبب المباشر، يؤكد، هو الحركة الدائمة. فالحركة لا تنفصل عن المادة و هي قائمة على قوانينها الذاتية.

حاول انكسماندرس أن يفسر لماذا للطبيعة شكلا محددا لا غيره و ذلك بتسجيل تفصيلي للنظام الذي تم به هذا التحول. في الأول وجد التناقض بين البرودة و الحرارة و من هذه الثنائية ظهرت الحالات الأخرى، بداية من الأرض التي هي أكثر كثافة، مرورا بالماء و الهواء و النار، وجدت الأرض في الوسط لأنها ثقيلة و أحاطت بها الأجسام السماوية و شكل الماء الذي يتبخر في منزلة وسطى بين الأرض و السماء.

يتجلى إسهام انكسماندرس الهام في صياغته لأول تفسير ميكانيكي للطبيعة. وكان أول إغريقي يقوم بوضع خريطة. كما تمكن من قياس مسافات و أحجام النجوم و إهتم أيضا بالكائنات العضوية و قسمها لإنسان و حيوانات برية و بحرية.

انكسمينس

تبنى انكسمينس نفس فلسفة سلفه. الحركة خالدة و العالم غير محدود، لكن بإختلاف طفيف. فقد وجد انكسمينس صورة لهذه اللامحدودية في مادة كلاسيكية معروفة و هي الهواء. لأن الهواء ببساطة النوع الوحيد من المادة الذي يبدو كأنه غير محدود. و لأن الروح، كما إعتقد الإغريق، هي نفحة و هي سبب حياة الجسد، فإن الهواء هو أساس و مصدر الحياة.

للهواء كثافة متغيرة. فهو تارة غير مرئي، و تارة أخرى يكون على شكل ريح و سحب و ماء ثم أرض ثم يتحول إلى حجارة. أدت هذه النظرة الفيزيائية انكسمينس إلى الإعتقاد بوحدة الطبيعة و الوجود. مل الأنواع و المواضيع الطبيعية تمثل وحدة في ذاتها طالما أن كلها مبنية من نفس الكل الهوائي. لاحظ انكسمينس دور درجة الحرارة و تأثيرها على المادة، و كيف أن الهواء يتحول إلى مواد مختلفة. كان يستخدم انكسمينس هذه النظرية في دراسة ظواهر الإرصاد الجوي، و دور إختلاف درجات الحرارة و الرطوبة في نشأة السحب و الأمطار و الثلوج و الزلازل.

بالرغم من بعض سقطاته الفلسفية، كتبنيه لفكرة الأرض المسطحة و طبيعة النجوم النيرانية، إلا أن انكسمينس كان له الدور الكبير في الجانب الفيزيائي أكثر من الفلسفي، فقد إهتم بالتطبيق العملي و التفصيلي أكثر من النظرية أو الفلسقة العامة. و هنا يتجلى إسهامه الجلي.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليونانية (3): هيراقليطس
- الفلسفة اليونانية (1): طاليس
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي
- الكتاب الذي سيجعلك ملحدا
- الضياع في مسائل الإجماع
- الإمبراطور الوثني قسطنطين و المسيحية
- اللكعاء
- عن الأخلاق
- ثورة الكلاب الصعاليك ضد كلب جائر
- أنا رب الأرباب، أين ملوك و أرباب الأرض؟!
- تحدثت الحكمة فقالت
- عن الحب
- هل القرآن فعلا كتاب مبين و ميسر لجميع البشر؟
- أليس رحمت ربك ببعيد
- المدرسة الشكية أو البيرونية: مقدمة قصيرة
- تفسير إبن بغل لآية البغال
- قال الله: رحمِك اللهُ يا آدمُ
- عزائي لكم أحبائي
- عذراء العشق المسجون
- السيد القدير


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس