إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 19:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عاش طاليس في السنوات (634-547م). كان هذا المفكر العظيم سياسيا و تاجرا و رحالة و واحدا من الحكماء السبعة. كان أيضا عالما في الهندسة و فلكيا مرموقا. كان يقوم بحساباته بطريقة تقنية أكثر منها عملية، فكان يقوم بالحسابات بدون أن يعرف طريقة لإثباتها، و تنبأ بالظواهر الطبيعية بدون القدرة على شرح معطياتها و أسبابها.
كانت نظرية طاليس تدور حول فكرة أن الماء هو مصدر كل شيء. كل شيء نشأ من الماء و يعود في النهاية للماء. إضافة طاليس الهامة تتمثل في أنه كان الأول الذي لم يتحدث عن "آلهة" خيالية للماء، بل عن موضوع واقعي و فيزيائي للماء. كان طاليس السباق في الانسلاخ من طريقة التفكير التقليدية و تفسير الظواهر بطريقة جديدة و ثورية عن سابقيه.
كان طاليس يملك المهارة و ليس المعرفة. فلم يفسر العالم و الوجود عن طريق استنباطات أو مقولات، بل اهتم بالكيفية التي بدأ بها العالم و ليس البحث عن من صنع أو أوجد العالم. كانت إجابته ببساطة: الماء. هذا لأن الطبيعة كانت المجال الأوحد لاهتمام طاليس و كل من سار على نهجه من بعده. إن هذه الصياغة المبدئية للمادة وصفت الجانب الجسماني للوجود في مقابل المكونات الأخرى كالشكل و القوة. تخيل طاليس أن القدرة على الحركة هي من مميزات المادة، و فهم هذه القدرة على أساس روحاني أي كتمظهر للروح و الحياة.
"كل شئ يتغذى"
لماذا إعتقد طاليس بأن الماء هو بداية للطبيعة؟
هذا غالبا يرجع لتأثير الأساطير التي تربط بين أوقينوس إله البحار أو المياه و تيتدا إلهة الأرض. سبب آخر يعود إلى ملاحظته للظواهر الطبيعية. و هي أن كل شئ رطب يعيش و كل شيء جاف يموت، و لأن الماء عموما هو مصدر الحياة و بأنه شرط ضروري لإحياء و تطوير الطبيعة. تكمن أهمية طاليس في صياغته لأول نهح فكري لتفسير الوجود بطريقة تشبه العلم. فهو لم يقدم حقائق علمية، بل مهارات علمية قامت بخدمة و تطوير الفلسفة كما سنرى في المقالات المقبلة.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟