كمال جمال بك
شاعر وإعلامي
(Kamal Gamal Beg)
الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 18:48
المحور:
الادب والفن
يحبُّ الخريفَ بألوانهِ، وبأشجارهِ، وبألحانهِ
وبأهوائه السَّارحهْ
يحبُّ الهبوطَ بأوراقهِ، والصُّعودَ بأحلامهِ،
ريشةً.. ريشةً سابحه
يحبُّ الغموضَ المنمَّش فيهِ،
الوضوحَ المغبَّشَ حين تغطّي النسيماتُ
ما نام من مطرِ البارحهْ
يحبُّ الخريفَ
كسيّدةٍ برتقالاتُها صامتاتٌ، تفيّقهنَّ،
وتفتحُ للريحِ شبَّاكَها، كي يثرثرنَ مثل الصَّبايا
بهمسٍ، وضحكٍ، وهمهمةٍ
ليس يفهمها قمرٌ أحمرٌ/ أحمقٌ في المساءِ،
ولا نجمةُ الصُّبحِ تعرفُ أسرارَ أحرفِها الجامحهْ
يحبُّ الشَّوارعَ لحنَ حياةٍ
بِنُوْتةِ ( لا ).
ليس موتاً خلاءُ الأثيرِ
بُعيدَ هجيجِ الطُّيورِ
لها أغنياتٌ معشَّقة بالشَّجى
وهي مرتاحةً من أنينِ الدَّواليبِ في الحافلاتِ
يحبُّ الحدائقَ دفترَ حبّ
وأقلامُهُ حَفرتْ أبجديَّتَها
في الجذوعِ، وفوق المقاعد،
تحت ستارٍ شفيفٍ
من العشبِ والقبلاتِ
يحبُّ الخريفَ خريفاً
ولاداتِهِ، ووداعاتِهِ
وانكساراتِ واديه،
من سيلِ ما يتنزّه من دمِ غيماتِهِ المالحه
يحبّ الصَّفيرَ بعُرفِ الخريفِ
ولو كان من جبلٍ للعفاريتِ
يأنسُ منهُ
ويحسبهُ في المحبَّةِ عودَ طيوبٍ
لنعشٍ يطيرُ بلا أجنحه
يحبُّ الخريفَ ابتداءَ وجودٍ،
سحائبُهُ من هواءٍ كريمٍ،
له سكنٌ في مداراتِ غربتِهِ
مثل عشّ العصافيرِ خائفة من صدى مذبحهْ
وصيَّادُها قد نسى في الصلاة عليها:
"أبانا الذي في السماواتِ" أم يقرأ "الفاتحهْ"؟
يحبُّ الخريفَ،
ولكنَّهُ قد تأخَّر، ظنَّ بأنَّ به لوثةً
صاحَ ملء الصَّدى:
ياااا خريفُ،
أنا لا أراكَ..
ولكنَّني أعشقُ الرَّائحه
********** **********
السويد 2023/10/10
#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)
Kamal_Gamal_Beg#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟