أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - وأنا أتعبني الموت فيك ...إلى شاعرة















المزيد.....

وأنا أتعبني الموت فيك ...إلى شاعرة


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 04:56
المحور: الادب والفن
    


يا وحدك..ووحدي
وحيدان أنا وأنت ، نقف على حافة الوجع الذي يزورنا كل يوم، في نفس الموعد لا يتأخر أبدا ..تتسلل إلى عينك دمعة لم تبتعد أكثر من حدود جفنك وتغرقين في الفراغ ..وأتسلل إلى حضنك اسرق اللغات وأكتبك
فقط ابحث عن هوية ، وربما ابحث عن نحن
اهرب إليك، أنفاسي متقطعة.تارة الهث بسرعة نحوك،وتارة امضي بك بقوة، فأنت صغيرة، و ربما انك تكبريني بعشرية من ألخيبات، تكبريني بعشرية من القصائد. وأصغرك بعشرية من الأحلام.
أيتها المرأة التي أدخلتني ملكوت الشعر،وعلمتني الجنون وعلمتني الهذيان ،
وعلمتني البحث في ما وراء الحرف ، لأنسج منها خيوط عشق مقدس، و كلمات ترش على موتي السكر والملح . ماذا فعلتي بي!
سقطت بين يديك مرتعشا، مهرجان فرح ومواويل.هويت بين يديك هاربا من وطن القبح،من بشر العهر ، ومن زمن القهر،هاربا مني إليك.
اصطحب بدربي كل إنسان، ولا اعرف أن كل البشر حولي هم بقايا بشر ، وان تلك الـ...بشرية الناقصة كذبة نجمل بها حيوانيتنا ، لتعطي واقعنا طعم أخر غير المر.
واقع منغمس به حد التوحد .ولا استطيع مواجهته إلا بتلك اللحظات التي اسرقها منك.
**
أنت قلت ..
" باني رجلا يعشق لغتك لا أنت .وأنك لك..بديل الحبر لأوراقك"...!
ربما، وربما أيضا انك الوحيدة التي قرأتني وقصائدي وتركت أسفلها توقيعها موشحا بالياسمين
و ربما لأنك الوحيدة التي لم تقراني كساعة حائط او كجريدة، وتوقفت عند كل حروفي ساعات وساعات وتركت أسفل كل حرف امضائها
أيتها المرأة التي لا اعرف لها تاريخ ...!
التي لا اعرف إن كان حبها خطيئتي على الأرض ، أم أنه نعمة من نعم الله الكثير علي "شكرا لله لأنك موجودة،شكرا لأنه أعطاني اياك حبرا لأوراقي.
بغير عمد،أتشبث بخصل شعرك ، شعرة ، شعرة، بوصة، بوصة خوفا أن تفلتي من أصابعي،وأحاصر في إمراض العصر.واسمم في كذب العصر
و أدرك أني أخذك معي من هاوية الشعر إلى هاوية الحب ،إلى هاوية الجنون،وهاوية الهاوية ، أعجنك بلغتي ،بجنوني ،تصوفي وتطرفي فيك ، أعجنك بمائي والياسمين .
ارش عليك بعض قلقي ، وخوفي ، أتخلص من وجع صدري المتعب فيك
وأدرك أني أخذك بصحرائي وعواصفي ، أخذك لمدينة عمَرها الملح .وادمي يدك
واحرق زهرك بملحي وقبحي...
ضدك وضدي وضد حركة التاريخ أخذك ..وضد قوانين الحب الشرقية .أخذك وضد درويش والقباني ، ضد القبائل العربية وعاداتها في قتل النساء والتهامها أخذك ،وضد طغاة الجبن أخذك.
أيتها المرأة المعجونة بالجنون ...أيتها المرأة المطرزة بالذهب والفضة ، على أي وتر من الجنون ستراقصيني ألان،إلى أي ارض سآخذك وتأخذيني ،على أي لعبة خطرة ستدربينني بعد ألان
وانا انتمي لعالم المجانين الذين قرروا أن يسرقوا النار من السماء. الذين خرجوا من رحم العروبة مضرجين بطفولتهم، يحملون الطباشير باحثين عن الجدران.
هوايتهم التكسير والتحطيم ،وجمع طوابع بريدية لبلاد " ألس في بلاد العجائب"،لعوالم من ورق.
مجانين .يلعنون العباءة العربية ،يلعنون هذا الشرق الكبير،يكتبون تاريخنا المطرز بالخيبات والعار، يغرقونا في الاورهام.
ولدت مجنونا،ولكني ما زلت انتظر منذ ألف عام في غرفة الولادة ، منتظرا خروجي الأول علي يديك ، منتظرا ان تطلقي علي اسما أخر غير "العربي " ، منتظرا ان تقولي هذا الطفل ، طفلي وأنا اسميه
أطلقي علي ما شئت من الأسماء، وليكون الاسم الثاني في بطاقتي اسمك، وغني أغنية فيروز "يا دار دوري فينا .ظلي دوري فينا تينسوا اساميهن وننسى اسامينا"
كل الكلمات قلتها فيك ، وأنت أخر شيء جميل.
تعبت ياانثى التيه والدهشة ، اجل تعبت ، وانهزمت، وأنا الذي كان يعتقد انه سيصمد أكثر،سيقاوم أكثر ،ولكني وصلت إلى أقصى لحظات الضعف ،وبعد قليل ستنهار مملكتي الورقية ، كأوراق الخريف سندوسها ،كالأوراق الصفراء
وبعد قليل سأموت ،اجل سأموت،تحت وطأة الظلم بهذا العالم والنفاق والحقد المتأصل فينا..
**
أيتها الأنثى ... التي وجدت جسدها مطرزا بالشامات كليل البادية ومزخرفا بالخط الأندلسي ، ومستفزا كالديك لا ينام .
قرأت كل كتب الأنوثة حرفا ، حرفا ، من زمن امرؤ القيس حتى المتنبي، حتى أبصرت على الدنيا في أشعار القباني ، ولم اعرف إلى ألان أبجدية مثل أبجديتك.
قضيت فيك ثمانية أعوام من الفرح ، وما زلت اجهل من أين باب الخروج وأين نهايات هذا السرمد الواسع ، وما زلت اجهل كيف لنهد ان يهدد أمن الرجال ، فما اجهلني وأجهلك ...!
تنقلت بين كتبك أربعة أعوام ، وبين كفيك أربعة أعوام أخر، وما زلت اجهل كيف أفك الضفائر وحروف الهجاء
***
أيتها المكسورة في حزني وحزنك ..
اصرخ طالبا الغفران،وأنا أيقن أني أشعل النيران في غلاف الكرة الأرضية،واني اسرق من السماء نجومها ، واني كنت مجنونا فيك حد التبعثر ،حد التبخر،حد اقتحام الكواكب، حد انقطاع الوريد،حد الجنون والتناهي والتلاشي فيك
اصرخ مستعيدا عمرا من الفشل والفشل والفشل .
**
أيتها السيدة الغائبة في مساحات الوطن والمنافي
أيتها البعيدة مثل أحلامي والقريبة مثل دمعي لعيوني ، عمدا اتخذ شكل الجنين ..والتحف باسمك ،ومتعمدا انطق به، لان اسمك يكفي لإذابة الثلج الذي يحتل قطبي الكرة الأرضية.ويكفي لإشعال أصابعي العشرة ، لأصنع من قصائدي قوارب ورقية ، تبحري بها في بحر جنوني ، يكفي لان ازرع حدائق العمر بالورود ، وان ازرع على كفيك وطنا من الياسمين .
اصرخ طالبا الغفران ، فانا لن أجد امرأة تدلل الطفل فيَ مثلك ، لن أجد امرأة تضع في حقيبتي كتاب شعر ، وتهتم بثيابي اللغوية وورقي مثلك، لن أجد سيدة تقنعني بان لا استسلم أبدا وان استمر أبدا ، وتقنعني أن مستقبلي مليء بالشعر والطموحات الكبيرة مثلك .
لن أجد امرأة تحاور قلبي كما يحاور بستاني شجرة التفاح ، وتنتظر قصائدي كما تنتظر التفاحة موعد قطافها ، ولن أجد امرأة تجعل قلبها تفاحة اقضمها على ورقي،.لن أجد امرأة تجمع نفسها بعيني غيمة، تمطر على أوراقي
تجعل من أصابعها ريشة وألوان تضيف للغتي بعضها لكي أصل إلى كل الناس .
لن أجد امرأة الوطن ينام في عيونها وكفيها، واستوطن كفيها مختارا كما يستوطن الورد جبل الجرمق، لن أجد امرأة تهمس في أذني " كل أطفالي أنت "
ولن تكتبني امرأة أجمل منك ..واعنف منك ..وأنقى منك ..واعمق منك.
**
إني احتاجك
احتاجك في لحظات الضعف الطويلة ..في لحظات الموت و الاكتئاب، احتاجك في هذا الزمن ، الذي يلقي القمح في البحر خوفا من أن ينخفض سعره ، في هذا الزمن الذي يبني الابراج العالية على جماجم أطفال قانا وغزة ، ويشعل الحروب ويقتل الملايين من اجل أن تتزين عارضة الازياء والقطة الجميلة بقطع الماس الصغيرة .
يا سيدة الشمال كله
احتاجك ....ولن اكتب وحدي بعد اليوم ..ولن اعشق وحدي بعد اليوم ..ولن أحارب وحدي بعد اليوم



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة ورقات
- امرأة بملامح وطن ...الى شاعرة
- ابجدية امراة شاعرة
- خربشات على جدران العتة
- هاتف ..من غضب ولهب
- مرة اخرى ...وطن البنفسج
- السلطة الوطنية الفلسطينية ما بين الحل والدوام
- الفلتان الامني يعصف بحلم الدولة الفلسطينية ويستر دون قرار لو ...
- وطن البنفسج
- احبك ...دون اقتناعي
- بيروت
- في مدارسة امرأة
- في مدينة رديكالية
- انا وةغزة والمشهد السريالي
- هدى الغالية
- سيدة حرة
- الى رجل
- كل شيء معد للخسارة
- براءة من العرب
- الملابس السوداء


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - وأنا أتعبني الموت فيك ...إلى شاعرة