|
هوامش ، ومسودات
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 14:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
( بعض الأفكار مكررة )
1 الفرق ، أو بؤرة الاختلاف بين نوعي الفيزياء يتركز في العلاقة بين ( الحاضر والماضي والمستقبل ) بشكل محوري . الفيزياء الكلاسيكية تعتبر أن العلاقة بين الثلاثة خطية ، وتعاقبية : 1 _ الماضي أولا ، 2 _ ثم الحاضر ، 3 _ والمستقبل ثالثا . بينما الفيزياء النووية ، او فيزياء الكم والكوانتم ، تعتبر ان العلاقة بينها احتمالية فقط : العلاقة بينها ليست مؤكدة ، وربما ليست تعاقبية . .... التاريخ عمر جماعة ، أو عائلة ، أو جرم سماوي أو أرضي وغيره . العمر تاريخ فرد ، إنساني أو حيواني ، أو نبات أو شيء . بكلمات أخرى ، العمر تاريخ فرد أو شيء خاص ، بينما التاريخ عمر جماعة أو مجموعة عامة وتتضمن أكثر من فرد . العلاقة بين العمر والتاريخ كمية فقط ، وغير نوعية ، تشبه علاقة اليوم والسنة أو اليوم والدقيقة . .... المشترك بين العمر والتاريخ ، مكوناتهما المزدوجة ، والثنائية الخاصة بين الحياة والزمن ( او الوقت ) . نقطة ثانية أو فكرة ، هامة جدا كما أعتقد ، يمكن أن يتحدد التاريخ أو العمر ليس من بدايته فقط ، بل من أي نقطة _ على المتصل المزدوج _ بين النهاية والبداية وبين الزمن والحياة بنفس الوقت . لكن البداية ، والماضي يتحددان كسابق بينما النهاية المستقبل يتحددان بصفتهما لم يحدثا بعد ، أو اللاحق . العمر ، والتاريخ أيضا ، متصل مزدوج ( وثنائي بطبيعته ) بين البداية والنهاية أو بين الحياة والزمن . البداية والنهاية نقطتان افتراضيتان ، تتحددان بدلالة الحياة والزمن ، ونختار خط الحياة ( أو سهم الحياة ) بدل خط لزمن وسهم الزمن ، لأنه واضح ومباشر وحدث فعلا _ بينما خط الزمن أو سهم الزمن يصل كل لحظة بالتتابع _ قادما من المستقبل . ولكن ، لا يمكن معرفة ذلك سوى في الحاضر والماضي . وهذا الفرق الحقيقي بين نوعي الفيزياء ، المجهرية والفلكية أو فيزياء الكم وفيزياء الفلك ، وهو يتعلق بالموضوع أساسا وليس بالمراقب أو المجرب والعالم . الماضي حدث سابقا . ( وهو يوجد داخلنا ، داخل الحياة والأحياء والمكان ) المستقبل لم يحدث بعد . ( وهو يوجد خارجنا ، خارج الحياة والأحياء والمكان ) بينهما الحاضر المستمر ، وهو يحدث الآن ... المراحل أو الفترات ، الثلاثة ، الحاضر والماضي والمستقبل ، سلسلة ثلاثية بطبيعتها ( وهي مزدوجة بين الحياة والزمن أو بين البداية والنهاية ) . بدلالة الزمن ، تبدأ السلسة من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . وبالعكس بدلالة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . وكلا المسارين حقيقي بنفس الدرجة ، ويعود اختيار التسلسل التقليدي ( واعتباره الوحيد ، وهذا خطأ مشترك بين العلم والفلسفة ) : 1 _ الماضي ، 2 _ الحاضر ، 3 _ المستقبل ، ...يعود اختيار هذا التسلسل إلى العادة أولا ، وقابلية الملاحظة المباشرة ثانيا . ( التسلسل المقابل ، بدلالة الزمن ومن البداية إلى النهاية غير مباشر ، ولا يتضح قبل موت الفرد ) . ويكون بعد هذه المناقشة ، قد تكشف التناقض بين فيزياء الكم وبين الفيزياء الكلاسيكية . وهو يعود إلى اختلاف موضوع الدراسة والتجربة : موضوع الفيزياء المجهرية أو فيزياء الكم هو الحاضر والمستقبل ، أو الحاضر بدلالة المستقبل والزمن ، بينما موضوع الفيزياء الكلاسيكية الماضي الموضوعي ، وهو قد حدث بالفعل ، ويقيني بطبيعته . على خلاف الحاضر بدلالة المستقبل فهو احتمالي بطبيعته ، في المرحلة الأولى وبدلالة الزمن . مثال مباشر : الكاتب والقارئ _ة ( الحالي ) بعد قرن ، سيكون قد عاد إلى الماضي الموضوعي والمطلق ، بعد الموت . بينما الكاتب والقارئ _ة الحالي ( 2023 ) وضعهما احتمالي فقط _ حتى لحظة الموت _ التي مجال حدوثها متغير واحتمالي الآن ( مع أنه ) هو نفسه ، يتحول إلى يقيني بعد الموت . الاحتمال لا يتحدد بالصدفة ، أو يصفها فقط ، بل يحقق الاتساق بين نوعي الفيزياء بالفعل ( فيزياء الكم وفيزياء الفلك ) وبشكل منطقي وتجريبي معا ، وبشكل دقيق وموضوعي بالتزامن . وأخيرا تتكشف العلاقة ، الحقيقية ، بين التزامن والتعاقب . وهذه دعوة لقراءة كتاب " فلسفة الكوانتم " ( فهم العلم المعاصر وتأويله ) تأليف رولان أومنيس ترجمة أ د أحمد فؤاد باشا أ د يمنى طريف الخولي وكل الشكر للمؤلف والمترجمين . 2 الحل بين موقفي الفيزياء صار ممكنا ، وبشكل يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، على مستوى الذرة ومكوناتها تزامنية ، وليست خطية أو تعاقبية . بينما العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، على مستوى المجرات والفضاء الكوني تعاقبية وخطية بالفعل . هذه الفكرة ، ناقشتها سابقا ، لكن ليس بالوضوح الحالي . وكل الشكر للمترجمين _ ات إلى العربية ، خاصة كتب العلم والفلسفة . 3
ما هو الزمن ؟
الزمن = الوقت + فكرة الزمن . الوقت بدلالة الساعة ، في العربية لحسن الحظ الوقت معطى مباشر ومعروف ، وهو محدد بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . لا خلاف حول الوقت : هو الزمن الذي تقيسه الساعة بدقة متناهية . .... المشكلة الثانوية المزمنة ، الموروثة والمشتركة في الثقافة العالمية _ لا العربية فقط _ الموقف الثقافي الثنائي ويتمثل بالربط بين الزمن والمكان ، واهمال العلاقة بين الزمن والحياة . والمشكلة الأساسية تتمثل في اهمال الحياة ، كبعد أساسي في الواقع والوجود والمعرفة والثقافة بصورة عامة . بكلمات أخرى ، الواقع أو الوجود ثلاثي البعد ، في الحد الأدنى ، زمن ومكان وحياة . ولا يمكن اختزاله إلى بعدين ، أو بعد واحد بالطبع . فكرة الزمكان خطأ ، ومن الضروري تصحيحها ، وذلك عبر الانتقال إلى المنطق الثلاثي : المكان والزمن والحياة . أدعو القارئ _ة إلى تأمل وضعه الحالي ( خلال القراءة ) : المدينة أو القرية أو البلدة التي يتواجد فيها الآن ، عبر ثلاثة قرون : 1 _ حاليا سنة 2023 . 2 _ قبل قرن ، سنة 1923 . 3 _ بعد قرن ، سنة 2123 . حاليا ، الكاتب والقارئ _ة في الحاضر ، الذي يتمثل بالقرن الحالي . قبل قرن ، كان الوضع الثلاثي للمدينة أو القرية : 1 _ الحياة كانت في الماضي ، عبر الأجداد . 2 _ الزمن كان في الماضي أيضا ، وهز زمن الأجداد . 3 _ المكان نفسه ، في الحاضر والماضي والمستقبل . .... بعد قرن تتكشف الصورة بوضوح ، متكامل ، منطقي وتجريبي معا : 1 _ المكان سوف يكون نفسه ، سطح الكرة الأرضية . 2 _ الحياة ستكون جديدة ، جاءت من الماضي بالطبع . 3 _ لكن الزمن ، يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي مطلقا . .... بعد استبدال كلمة الزمن العامة والغامضة ، بكلمة الوقت المحددة والمباشرة ، يتكشف الواقع الحقيقي بدلالة ابعاده الثلاثة : المكان والوقت والحياة . يمكننا تخيل سنة 2123 ، بنفس درجة السهولة التي نتخيل سنة 2024 . الاختلاف كمي وليس نوعي . بالطبع ستكون متغيرات كثيرة ، وبعضها جديد ولا يمكن تخيلها حاليا . لكن ، ستبقى الكرة الأرضية " بيت الانسان " خلال ألف سنة القادمة بصورة سبه مؤكدة ( إن لم يدمر البشر أنفسهم بالحروب ) .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكلة الزمن ، بين النسبية والموضوعية ، بين نيوتن واينشتاين
-
الورطة _ القسم الثاني _ الفصل الثاني
-
الورطة _ هوامش ومسودات مع الفسمين 1 و 2
-
الورطة _ القسم الثاني ، الفصل 1
-
الورطة _ القسم الثاني
-
كيف يتحرك الحاضر ؟!
-
الورطة _ الفصل الثالث
-
الورطة
-
أسئلة وتساؤلات موجهة للذكاء الاصطناعي ...
-
رسالة مفتوحة ... إلى الذكاء الاصطناعي
-
حل جديد لمشكلة العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل
-
الموقف العقلي الجديد _ المتجدد بطبيعته
-
النظرية الجديدة بصيغتها الأكثر بساطة وقسوة
-
مناقشة جديدة للعلاقة بين الماضي والمستقبل
-
ما العلاقة الحقيقية ، الصحيحة منطقيا وتجريبيا ، بين الحياة و
...
-
بيت نيوتن _ المخطوط الكلاسيكي ( الفصول 1 و 2 )
-
بيت نيوتن _ الفصل الثاني
-
نص طويل ، وممل
-
بيت نيوتن _ المخطوط الكلاسيكي
-
مقدمة مشتركة
المزيد.....
-
رئيس الوزراء الفرنسي يعتزم إقرار الميزانية في التفاف على الب
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
زيلينسكي: سيتعين علينا الانتقال إلى المفاوضات مع روسيا بعد ل
...
-
الجيش الأمريكي يكشف هوية الجندية في المروحية التي اصطدمت بطا
...
-
إسبانيا.. إقالة السفير الإسباني في بروكسل لسبب غريب
-
سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
-
وسائل إعلام: ترودو يعقد اجتماعا طارئا بشأن رسوم ترامب
-
ترامب يوقع أمراً بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من كند
...
-
فنزويلا تفرج عن 6 مواطنين أمريكيين بعد لقاء مبعوث ترامب بالر
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|