الشرفة العالية كالرعشة

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:09
المحور: الادب والفن
    

كأنه عمل جراحي بارع
أوسع المجازر تنزلق كالنسيان
للوطن تاريخ صلاحية
الحبيب كما فراقه يؤجّجان التثاؤب
يعيش الأصدقاء أو ينتحرون
تنساب عمليات الحساب كجداول.
***
الأيام كالجليد عز الصيف
كالجحيم منتصف الشتاء
فصول تكرر فضولها
والذهاب كما الإياب كلّ يهزأ بقفا الآخر
أوراق تقويم تعاد طباعتها
كأنما حتى انطفاء الضوء.
***
الكومبيوتر ثعلب جميل
خطف الورقة و القلم
الجوّال عرّى المكان ودخل بالقيلولة
هناك يصنعون الأسفار وهنا نحملها
تتكلم بحرية ترهب أولياءنا
تلوي أعناق أصنامنا كقضيب رمان.
***
هنا في البدء كان الكلمة
الآن تساوي زنزانة أو مشنقة
هناك في البدء كان الفعل
حيث القوة يكون الحق والحقيقة
هنا وهناك
أجمل اللونين مهين
والمقارنة أشد مهانة.
***
هناك كالضواري تحت الشمس
هنا كالخفافيش بعباءة الليل
علق على أوردة البائسين
قلبي يرتعش إزاء المسلسل اليومي
من خناجر صلفة إلى غثيان ممانع
من عطش مكهرب إلى عتم مقاوم
من هناك إلى هنا
موكب دموي الذراع والذرائع.
***
إلى مواكب النور شرفتنا العالية
قوة فظة تجرني إلى الداخل
حيث ورشة تزوير شامل
جاهز وحسب الطلب
بأبخس الأثمان وإعدام الوقت
تقدم أسرع الوجبات
من يسوع فاتح
إلى محمد فاتك
مرورا بأئمة معصومين و آلهة حديثي ولادة.
***
عيناك الغارقتان في مهجتي
عيناي الغارقتان في كآبتي
من هذه الشرفة العالية كالرعشة
نرنو إلى ثمرة حب لا يُنتزع.

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات