أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”














المزيد.....

انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان اللواء الياباني ياماموتو، وهو يتلقى أخبار عودة أسراب طائرات بلاده بعد أن دمرت الأسطول الأمريكي القابع في المحيط الهادئ في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي عام 1941، يستمع إلى حماس كبار الضباط لديه بتكرار الغارات. لكنه قال لهم، مهما تكن خسائر العدو، لقد انتهى وقت المباغتة الأولى الذي كان أهم عوامل النجاح في تدمير الأسطول الأمريكي.
المباغتة في ذلك الهجوم الياباني أسفرت عن إغراق أربع بوارج حربية أمريكية، وتدمير أربع بارجات أخرى. أغرق اليابانيون أيضا ثلاثة طراريد، وثلاث مدمرات، وزارعة ألغام واحدة، بالإضافة إلى تدمير 188 طائرة. كما أسفرت الهجمات عن مقتل 2402 أمريكي.
مقابل ذلك ما زالت أرقام الخسائر متغيرة في الجانب “الإسرائيلي” مع استمرار معركة “طوفان الأقصى”. وما يجمع المعركتين الفلسطينية واليابانية عامل المباغتة، مع أنه يفرّق بينهما عقود تمتد على أكثر من ثمانين عامًا.
المفاجأة من قبل حماس هو ما جعل غطرسة نتنياهو تعترف في واحدة من المرات النادرة بانكساره ووصف الحال بـ “اليوم القاتم”.
وذلك أيضًا، ما جعل وسائل الإعلام “الإسرائيلية” تبحث عن “الأسطورة الأمنية” التي لا يمكن المساس بها، وظل المستوطنون ملتصقين بشاشات تلفزيوناتهم بينما كان الآخرون محبوسين في غرف الذعر الخاصة بهم من شروق الشمس حتى غروبها، يطلبون المساعدة.
بل أن المحلل العسكري آفي بنياهو أضطر للاعتراف بـ “انهيار الجدار الذي بنته إسرائيل بمليارات الشواكل” قائلا “منذ ساعات وأنا أجلس أمام الشاشة، أطحن أسناني وأفرك عيني في دهشة، لأنه لم يكن هناك شيء كهذا في تاريخ إسرائيل”.
إنه في هذا الكلام يقر بأن الغطرسة الإسرائيلية انكسرت ولا يمكن أن تعود كما كانت، بل أن الحكومات العربية، التي كانت تعتقد أن استقرارها يبدأ من التطبيع تعيد التفكير مليًا بأوضاعها السياسية اليوم!
هناك فشل استراتيجي حكومي عربي لم تنفع معه صفقات الحصول على أجهزة التنصت المخابراتية من الموساد، ومن بقي من تلك الحكومات تتوسل “إسرائيل” في الحصول على نسخة من “القبة الحديدية” جعلتها حركة حماس وكتائب القسام تعيد التفكير مجددا!
إذا سألت أي فلسطيني عن أفضل سيناريو لإنهاء الاحتلال، فلن يقول شيئًا كالذي حدث في “طوفان الأقصى” أبدًا. وإذا سألت مستوطنًا عن السيناريو الأسوأ، فلن يقولوا شيئا كهذا. يبدو وكأنه فيلم حقيقي صنعته حماس وكتائب القسام، على الأرض لتهشم الثقافة السياسية والعسكرية والإعلامية عن “إسرائيل” التي لا تهزم.
أحد أهم ما يجري اليوم مع “طوفان الأقصى” هو أن المستوطنين لا يبالون بـ “السيوف الحديدية” التي رفعها نتنياهو إلى حد أن “القناة 13” لم تتوقف عن بث النداءات المتوسلة لوجود قوات قريبة منهم.
وقال أحد المستوطنين المذعورين للقناة “الناس في حاجة ويسألون، أين هو الجيش”!!
ومع طبيعة الهجوم الذي كان مباغتًا بالنسبة لقوات الأمن “الإسرائيلية”، يعد أحد أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية في تاريخ المنظومة، كما أنه يمثل صدمة للموساد الذي طالما افتخر باختراقه المكثف ومراقبته للجماعات المسلحة.
وهو واقع جعل صحيفة “معاريف” وصف ما جرى بأنه “فشل استخباراتي كبير، وأكثر من مجرد انهيار”.
بينما كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” “هجوم حماس هو فشل لنتنياهو، والازدراء طويل الأمد لمنظمة حماس وعدها وهمية في الخطاب الحكومي والإعلامي، تحول إلى كابوس يصعب الهروب منه وصدمة ستطارد الإسرائيليين لفترة طويلة”.
أما موقع “تايمز أوف إسرائيل” فاقترب أكثر من جثة الأسطورة الأمنية المقتولة بجملة اختصرت هجوم المقاومة الفلسطينية بـ”فشل إسرائيلي ذريع”.
لذلك فإن الكلام عن عامل المباغتة الذي مسكته حماس والفشل الاستخباراتي “الإسرائيلي” يفقد كل مزاعم المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي”. ويصبح بلا أهمية إعلامية مثلما تفتقد تحريضات بريت ستيفنز في مقالاته الدعائية المستمرة في نيويورك تايمز، جدواها عندما تحولت إلى أمنيات وليس تحليلًا يُعتد به في المعركة الوجودية التي يقودها الفلسطينيون اليوم.
لأن حماس اختارت الوقت والوسيلة في إشعال هذه الحرب، لذلك فرضت نفسها في المعادلة الدبلوماسية القائمة في المنطقة.
ومهما يكن من أمر مصير ما تؤول له معركة “طوفان الأقصى” فإن أحد أهم التحليلات القائمة في الشرق الأوسط، بقيت تؤشر للفجوة بين مواقف حكومات الدول العربية وشعوب المنطقة، واليوم حماس في حربها الشجاعة تزيد من سعة هذه الفجوة، وليس بمقدور الحكومات العربية عدم الاعتراف بذلك لأن نتنياهو نفسه أعترف بها وهو يعيش زمنًا قاتمًا، كسرت غطرسته المعهودة. بينما نحن مقبلون على استعادة الحقوق المسلوبة وكسر الفلسفة الذرائعية العتيقة في الصراع عن تاريخ طويل وجغرافيا صغيرة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي
- رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!


المزيد.....




- تظاهرات ضد حكومة نتنياهو بمدن عدة
- مصر.. رفض بقاء إسرائيل بالمعبر والمحور
- -فيفا- يؤجل البت في طلب استبعاد إسرائيل من المنافسات الدولية ...
- إعلان عراقي يخص استثمارات أميركية في مجال الغاز
- إيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المن ...
- بعرض عسكري مهيب في بوتراجايا.. ماليزيا تحتفل بالذكرى الـ67 ل ...
- ما سبب رفض أوروبا قصف كييف لعمق روسيا؟
- حزب فرنسا الأبية يدعو المجموعات البرلمانية إلى عزل الرئيس إي ...
- هاريس تدعو ترامب لمناظرة مع تشغيل الميكروفون طوال الوقت
- صحف عالمية: وقف الحرب ضرورة لبقاء إسرائيل ونتنياهو مستبد وغي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”