|
شاني لوك .. وصمة عار على الأجبنة الداكنة لقاتليها الحمساووين
حقوق الانسان أولا
الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 10:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شاني لوك Shani Louk هذا الاسم الغريب على مسامع العرب وربما مسامع غيرهم. لم تكن حتى بالامس سوى مواطنة المانية مجهولة الهوية تحلم بعالم هادىء يعمه السلام بعيدا عن العنف والقتل والدمار. لكنها اليوم اصبحت اسما وصورة (عارية) تتناقلهما وكالات الانباء (الا العربية الفاشلة طبعا)، ورمزا لمدى الهمجية والعنف الاعمى الذي مارسه المُغيرون القبليون "الله اكبريون" ضد المدنيين العزل. شاني كانت تحضر مهرجان سوبرنوفا الموسيقي على اطراف" كيبوتس رائيم" بالقرب من الحدود مع غزة حين أغارت قبائل "المقاومة" على المحتفلين هناك . تبين اخيرا ان شاني كانت ناشطة سلام ومن دعاة المصالحة بين الفلسطينيين واسرائيل. وكانت تعارض العنف ضد الفلسطينيين وتدعو الى تحريم الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي. لكنها لم تكن تعلم انها ستُغتال يوما ما من قبل نفس الاناس الذين كانت تدافع عنهم ضد الاحتلال. لم تكن تعلم انها ستكون ضحية عنف الطرف الاخر الذي باغتها باسم الدين و"المقاومة".
قد يطلع علينا البعض ويُنظِّر ويبرر قائلا "انهم يفعلون بنا كذا وكذا فنحن نفعل بهم الشي نفسه" وما الى ذلك. ليت حماس او بالاحرى افراد عصابتها واجهوا وقتلوا ما قتلوا من افراد جيش العدو او رجاله العسكريين تابعين قواعد الاشتبالك كما يجري في الحروب، لقمنا وقام العالم ربما بالاشادة بشجاعتهم وبسالتهم القتالية. لكنهم في الحقيقة فعلوا العكس. فقد قاموا بقتل المدنيين العزل وسبي (ولا اقول اسر) النساء وكبار السن وحتى الاطفال! نقلت الانباء في وقت سابق اليوم نبأ كشف وجمع 260 جثة من المدنيين في ساحة المهرجان. اي "جهاد" هذا واي "تحرير"؟! واذا كنت تعامل عدوك بوحشية كما يعاملك حسب ما تقولون، اذا ما الفرق بينك وبينه؟
ان اسرائيل وقوات الاحتلال ارتكبت وما زالت ترتكب المجازر بحق الشعب الفسطيني منذ عقود وهو امر موثق. لكن ارتكاب جرائم بالمثل بحق مواطنينها من المدنيين لن يفضي الا الى فقدان المقاومة الفلسطينية شرعيتها ويفرغها من جوهرها الانساني وقيمها النبيلة. ما الفرق اذن بين مجازر الاحتلال وهذه المجزرة على يد حماس، ومجازر داعش؟ واضيف ما الفرق بين هذه المجازر والمجازر التي ارتكبها نظام الجمهورية الاسلامية الفاشي بحق الشعوب الايرانية ومنها مجزرة الاربعاء السوداء عام 1979 بحق الشعب العربي الاهوازي التي راح ضحيتها اكثر من 250 مواطن اهوازي. الارهاب في جوهره هو واحد، لكنه قد يأتي بالوان مختلفة. القواسم المشتركة بين حماس وجيش الاحتلال ونظام ملالي ايران وباقي التيارات الاسلامية التابعة لها، وداعش، هي: الكراهية، العنف، الارهاب، والقتل على الهوية.
لقد ارتكبت حماس خطا تاريخيا واستراتيجيا فادحا. ستدفع هي والشعب الفلسطيني للاسف واهالي غزة المقهورين والمغلوب على امرهم والعرب عامة ثمنه باهظا. لقد فقدت حماس دعم العالم وكثيرين في العالم العربي من الشرفاء الذين يؤمنون بحقوق الانسان لكل البشر بعض النظر عن عرقهم او دينهم او لونهم.
حماس تتحمل مسؤولية ما يجري الان وما سيحدث غدا. وصفت اسرائيل ما حدث بانه "لحظة 11 سبتمبر" بالنسبة لها. وردد رئيس وزرائها نفس خطاب الاميركان بعد الهجوم على البرجين في نيويورك في 2001 قائلا: لن يكون الشرق الاوسط كما هو عليه اليوم. وصرح وزير دفاعه قائلا: "نحن امام حيوانات، وسنتعامل معهم على هذا الاساس". السياسة الاسرائيلية، خلاف العرب، لا تقوم على العواطف والاحاسيس. سياخذون وقتهم ويحللون ويراجعون، ومن ثم يوجهون ضربتهم في اللحظة المناسبة، وستكون مختلفة وغير مسبوقة هذه المرة، كما أكدوا هم. العرب حكومات وشعوبا عاطفيون. الاعلام العربي ايضا غالبيته فاشل وعاطفي ولا ينقل بموضوعية. فرح الجميع مهللا لبضعة صواريخ تنهال على العدو غافلين عما سيحصل لاحقا.
بالتأكيد ان حماس باغتت الاسرئيليين وحققت انجازات ولنقل انتصارات خاطفة على الارض وكشفت ضعف الاستخبارات وخطا الحسابات الاسرائيلية. لكن ما حققته هو "انتصار" تكتيكي ليس الا. فالمعادلة الاستراتيجية والتوازن العسكري بين الطرف الفلسطيني ومعه العربي من جهة واسرائيل من جهة اخرى لا زال لصالح الاخيرة، بل حتى انه من غير الوارد مقارنتهما. من السهل لقوة ما اقتحام والسيطرة والاسيتلاء على مساحة ما من الارض، لكن من الصعب الامساك بها امام قوة اكبر منك باضعاف واضعاف عسكريا ولوجستيا وتقنيا واقتصاديا وماديا وعلميا. لو نجحت حماس ان تنجو في المرات السابقة في مواجهتها مع اسرائيل، فانها لن تقدر هذه المرة على ذلك. لكن ما يؤسف ويؤرق ويخيف الكثيرين هو ان اهالي غزة نساء وشيوخا واطفالا، وليس قادة حماس الساكنين في الهوتيلات الفارهة في الخارج، هم الذين سيدفعون ثمن مغامرات حماس وايران بدمائهم وارواحهم. ما يلوح في الافق لا تُحمد عقباه.
#حقوق_الانسان_أولا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رئيس الوزراء الفرنسي يعتزم إقرار الميزانية في التفاف على الب
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
زيلينسكي: سيتعين علينا الانتقال إلى المفاوضات مع روسيا بعد ل
...
-
الجيش الأمريكي يكشف هوية الجندية في المروحية التي اصطدمت بطا
...
-
إسبانيا.. إقالة السفير الإسباني في بروكسل لسبب غريب
-
سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
-
وسائل إعلام: ترودو يعقد اجتماعا طارئا بشأن رسوم ترامب
-
ترامب يوقع أمراً بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من كند
...
-
فنزويلا تفرج عن 6 مواطنين أمريكيين بعد لقاء مبعوث ترامب بالر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|