أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟














المزيد.....


ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 02:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في عالم مبني على ركائز استغلال عمل الآخرين، ويتميز بتفاوتات اقتصادية واجتماعية هائلة، والحواجز التي لا يمكن تخطّيها والتي تفصل المليارديرات عن الفقراء، ومالكي وسائل الإنتاج عن أولئك الذين لا يملكون سوى قوّة عملهم، فإن النضال من أجل العدالة الاجتماعية، أي من أجل الشيوعية، هو أمر شرعي تماما ولا محيد عنه.
فمنذ بعض الوقت، ردّدت الدعاية البرجوازية أن التشبث بالهوية الشيوعية ليس مجرد حلم عديم الفائدة فقط، بل إنه خطأ تاريخي. يقولون ذلك، لأنه طالما أن الناس يجتمعون بعيدًا عن الأفكار الشيوعية، فإن البورجوازيين يشعرون بمزيد من الأمان في وضعهم كطبقة مستغلة. ولكن مجرد ترديدهم هذا القول لا يجعل منه قولا صحيحًا.
إن المثل للشيوعية العليا صالحة اليوم كما كانت عندما كشف ماركس وإنجلز، في البيان الشيوعي (1848)، جوهر النظام الرأسمالي، والعناصر التي تسمح بالاستغلال البرجوازي للطبقة العاملة، والتركيبة الطبقية للمجتمع، وكذلك الإجراءات والتدابير التي يجب على الطبقة العاملة اعتمادها لتحقيق تحررها الاجتماعي النهائي.
فمنذ أن أطلق الشيوعيون صرخة الحرب ضد الرأسمالية، شهد هذا النظام تغييرات، ليس فقط في توسّعه، وهو الأقل أهمية هنا، ولكن قبل كل شيء في تركيبته ذاتها. في زمن ماركس وإنجلز، لم تكن الرأسمالية قد وصلت بعد إلى مستويات المركزة الاحتكارية للإنتاج التي تميزها اليوم ــ والتي أدت إلى صعود الإمبريالية ــ ولكنهما وحذرا من أن هذا الاتجاه كان حاضرا في طبيعة التنظيم الرأسمالي للإنتاج ذاته. وهذا يعني أن العناصر والخصائص الأساسية أي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، واستغلال العمل المأجور، والميل نحو تركيز ومركزة الثروة في أيدي عدد قليل من الناس، كلها أمور موجودة اليوم وعلى مستويات أعلى. ويمكن قول الشيء نفسه عن تشكيل الطبقات وحركتها في ظل الرأسمالية كما وصفها ماركس وإنجلز، أو عن الدور الذي يلعبه الصراع الطبقي في تطور المجتمع.
ويمكن الاستشهاد بعناصر أخرى كثيرة ذكرها مؤسسو الاشتراكية العلمية ولا تزال موجودة حتى اليوم، مما يؤدي إلى استنتاج مفاده أن الأفكار الشيوعية، كتعبير نظري، صالحة لأنها تستجيب لواقع قائم، لأن الظروف المادية التي أدت إلى ظهورها وتطورها لا تزال حاضرة. ما هي الجوانب التي نتحدث عنها؟ باختصار، إننا نتحدث عن الاستغلال الذي تمارسه البرجوازية على الطبقة العاملة، وأشكال الاضطهاد المختلفة: الطبقي، والجنسي، والعرقي، وغيرها.
ويشهد العالم اليوم أحد أكثر تعبيراتها بشاعة: حرب النهب، حرب بين الإمبريالات، مواجهة محلية في منطقة (أوكرانيا) تفتح فيها أسلحة القوى الإمبريالية النار ويدفع الشعب العواقب، لأن المصالح العظمى لرأس المال العابر للحدود الوطنية، سواء مصالح القوى الإمبريالية أو مجموعاتها الاحتكارية، هي المهدّدة.
إن الخطاب القائل بأن القوى "الديمقراطية" تواجه مواقف سياسية تسلّطية ليس أكثر من دعاية من الجانبين لتبرير مشاركتهما. فقد نفذوا باسم الديمقراطية ذاتها غزوات وحروبًا دامية في العراق وليبيا وأفغانستان وسوريا، على سبيل المثال لا الحصر. إذ أنه عندما لا تكفي «لعبة المنافسة الحرة» في السوق الرأسمالية العالمية لتجاوز المنافس واحتلال فضاءاته، يأتي دور المدافع. وهذا هو الأساس المادي لخطر الحرب الذي يثقل كاهل العالم في هذا النظام. لكن الناس يريدون العيش في سلام، دون حروب، دون سيطرة أجنبية من أي نوع، وممارسة حق تقرير المصير، والتقارب بين الشعوب، هو أمر ممكن فقط في النظام الشيوعي.
دعونا نتفحص جانبًا آخر: حالة الاضطهاد التي تعاني منها المرأة في الرأسمالية. فالعنف المسلط على النساء هو نتاج تاريخي. يرى إنجلز أن الهزيمة التاريخية للمرأة حدثت مع الإطاحة بالقانون الأمومي، أي مع ظهور الانقسام الطبقي، في الرأسمالية. فيجب البحث عن العنف في عملية الإنتاج وإعادة الإنتاج الرأسمالي.
من يُخضع المرأة للعمل الإنتاجي والعمل المنزلي؟ إنها الرأسمالية التي تستغل عملها وتستخرج فائض القيمة الذي، مع هذا الشكل من تنظيم العمل والأسرة، يضمن إعادة إنتاج قوة العمل، وهو شرط ضروري لزيادة استغلال الطبقة العاملة. ولما كانت هذه هي الظاهرة، فإن تحرير المرأة غير ممكن في إطار الرأسمالية، ولكن من خلال وضع حد للعناصر التي أدت إلى "الهزيمة التاريخية للمرأة".
وبوسعنا أن نؤكد على مسؤولية الرأسمالية في تدمير البيئة وأزمة المناخ، مع ما يترتب على ذلك من عواقب اجتماعية خطيرة؛ كما يمكن الإشارة الى التناقض الذي يتجلى في التقدم التكنولوجي والعلمي الهائل الذي حققته البشرية والذي يمكن ماديا أن يضمن حياة سكان العالم، ومع ذلك، فإن مناطق بأكملها تعاني من المجاعة، والظروف غير الصحية، والأمية، وغيرها من الآفات.
في مثل هذا العالم، لا يمكن للمثل الشيوعية أن تختفي، لأن الإنسانية تعيش في وضع يتسم بتفاوتات اقتصادية واجتماعية هائلة، وحواجز لا يمكن التغلب عليها تفصل بين أصحاب المليارات والفقراء، ومالكي وسائل الإنتاج وأولئك الذين لا يملكون سوى قوّة عملهم. إن الشيوعية تسعى إلى وضع حد لهذه التفاوتات، وليس هناك ما هو أكثر منها راهنية وضرورة.
صحيفة "الى الأمام" العدد 1994 من 23 إلى 29 مارس 2022



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراكمة القوى من أجل الثورة (الجزء الثاني)
- مراكمة القوى من أجل الثورة
- من أجل بناء حزب شيوعي كبير
- ثلاثة نصوص للينين تعتبر دراستها ضرورية
- تعزيز النضال في المجال الأيديولوجي
- كسب تأييد الجماهير الكادحة للحزب
- تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية
- النهوض النضالي للطبقة العاملة والشعوب واحتداد الصراع بين الق ...
- إفلاس النظام الاستعماري الجديد وتصاعد الاحتجاج ضد الإمبريالي ...
- من أجل دعاية وسياسة اتصالية ثورية / أليخاندرو ريوس
- المناضل الشيوعي: الصفات والدور والقيم / خوان باجانا ج
- الشباب والنضال الثوري / ي. روميرو
- الكتل الامبريالية والواقع / الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني ...
- الإعلان الختامي لاجتماع دعم شعب النيجر المنعقد في كوتونو في ...
- -الأزمة في النيجر مرتبطة بالصراع من أجل إعادة تقسيم العالم-
- السعي الى السلطة وأشكال النضال / ترجمة مرتضى العبيدي
- في الذكرى 29 لتأسيس الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركس ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الرابع) / ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثالث) / ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثاني) / ...


المزيد.....




- الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع ...
- تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم ...
- تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون ...
- استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين ...
- رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟