خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 23:01
المحور:
الادب والفن
في الكفن المخملي لمنتصف الليل، انفتحت ليلة طويلة ومروعة، تقطر بالخوف وتتخللها تهديدات تقشعر لها الأبدان بالقتل. اختبأ القمر، وهو شظية شاحبة، خلف غيوم مشؤومة، مما ألقى سهاما شبحية على الشوارع المقفرة.
وسط الظلام الغامض، طاردت طفلة وحيدة، محاطة بالظلال، المسارات المرصوفة بالحصى. تردد صدى همسات الفزع في الهواء، وتشبث شعور النذير بكل زاوية. أثر سر شرير بشدة على قلب هذه المدينة المهجورة.
كانت ليلة ارتجفت فيها النجوم نفسها، كما لو كانت مدركة للقوى الحاقدة في اللعب. الرياح، حزن شديد، عويل من خلال الفروع الهيكلية للأشجار القديمة، ألقت صورا ظلية غريبة على الأرض. في أعماق هذا الظلام، تكمن الحقيقة، وهي حقيقة محفوفة بالمخاطر لدرجة أنها هددت بإطفاء كل بصيص من الأمل.
وسط هذا التوتر الملموس، لجأ قلب يرتجف إلى ملاذ غرفة ذات إضاءة خافتة. رقصت الظلال على الجدران، وقضمت الخوف على حواف التعقل. همسات، بالكاد مسموعة، وعود بالعنف والهلاك. كل صرير من ألواح الأرضية، وكل حفيف من الستائر، أرسل الرعشات أسفل العمود الفقري.
مع مرور الليل، ازداد الفزع عمقا، مثل حفرة تتثاءب واسعة. تخوض معركة لا هوادة فيها بين الشجاعة والخوف، حيث تشبث اطفال بشعلة الأمل الخافتة. في مواجهة الخطر الوشيك، رفضوا أن يتم تخويفهم.
في الخارج، هدر الرعد في المدى، وصدع البرق السماء، وكشف عن الصورة الظلية الشريرة للقاتل. قصف قلوب الاطفال، ولكن اشتعلت النار في الداخل، وهو تحد ضد زوال وشيك. كان الليل بوتقة، وفصفص عزمهم.
استمرت الساعات، وبدا الفجر حلما بعيد المنال. ولكن عندما اخترقت أشعة الشمس الأولى الليل القمعي، تبدد الوجود الخبيث مثل الدخان. انحسرت الليلة الطويلة من الخوف والتهديدات أخيرا، تاركة وراءها وعدا بيوم جديد.
في النهاية، كانت روح الطفل التي لا تقهر هي التي هزمت الظلام، مما يثبت أنه حتى في أكثر الليالي ترويعاً، يمكن لضوء المرونة أن يخترق الظلال، ويمكن أن ينتصر الأمل على الخوف.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟