فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 13:53
المحور:
الادب والفن
الإثنين 09 أكتوبر 2023
عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ...
هَاأنتَ أيهَا الزلزالُ !
تطوِي الجبلَ
فِي جيبِكَ
وتمضِي لتغسلَ وجهَكَ
بماءِ "دَرْنَةَ"...
فتهرقَ الطَّسْتَ
وتُغرقَ المدينةَ فِي غضبٍ مُستعجلٍ ...
مِمَّنْ تنتقمُ وأنَا سلاحِي الوحيدُ
حبُّ هذَا البلدِ... ؟!
هَاأنتَ يا "دَنْيَالْ" !
تخرجُ منْ معطفِ المطرِ
ثائراً ضدَّ المدينةِ
تجففُ منهَا البشرَ
تلوحُ بمنديلِكَ
ثمَّ ترحلُ صوبَ الساحلِ
تقصمُ ظهرَ الوطنِ ...
هَاأنتَ يَا "دَنْيَالْ" !
تفقأُ عيونَ المدينةِ
برشاشٍ مائيٍّ
ثمَّ تفرشُ الأرضَ بجثثٍ
لمْ تودِّعِ الترابَ
ولمْ تتركْ وصيةً لطفلةٍ
لَا تعرفُ معنَى
أنْ يغضبَ الماءُ منهَا
فيزرعَ الشللَ والوجعَ
فِي مفاصلِهَا
لِيجعلَهَا تتَّكئُ علَى عكازةٍ
معطوبةٍ...
هَاأنتَ أيهَا المتوسطُ!
يخونُكَ الماءُ
ويمضِي متستراً كلصٍّ
فِي قميصِ "دَنْيَالْ"
يخطفُ كلَّ التعبِ
ثمَّ يقفُ علَى صدرِهِ
حاملاً رأسَ المدينةِ
مجنوناً
يقذفُ الجثثَ
منَ البرِّ بحراً
ومنَ البحرِ برّاً
ولَا حجرَ يوقفُهُ
سوَى أنهُ نامَ فِي حضنِ الجبلِ
يحلمُ
بليلةٍ دونَ مطرٍ...
هَاأنتَ أيهَا الوطنُ !
تقذفُنَا جميعاً دونَ تعبٍ
منْ حربٍ إلَى حربٍ إلَى حربٍ
والسلاحُ ضدَّ العدوِ صدئٌ ومتعبٌ
منَ الوطنِ...
هَاأنتَ أيهَا الزمنُ !
كمْ تحتاجُ منْ خيمةٍ
كيْ نصيرَ نحنُ المنفيِّينَ
فِي الوطنِ
نطلبُ تأشيرةً منَ الحجرِ إلَى الماءِ
ومنَ الماءِ إلَى الحجرِ
كيْ نملكَ هويةَ لاجئٍ
نسافرُ فِي اللَّا مكانِ
إلَّا الوطنْ...؟!
هَاأنتَ أيهَا التعبُ !
كمْ تحتاجُ
منْ مُتعبةٍ
و زلزلةٍ
و إعصارٍ
كيْ تنعيَ هذَا الزمنَ... ؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟