أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الرابع)















المزيد.....

مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الرابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 00:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذه الدراسة أعدها جون هوسبرز (1918/‏‏2011) الذي كان أستاذاً فخرياً للفلسفة بجامعة جنوب كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وله العديد من المؤلفات، منها «مقدمة في التحليل الفلسفي»، و«قراءات تمهيدية في الجماليات»، و«فهم الفنون» وغيرها الكثير."فلسفة الفن”، دراسة لطبيعة الفن، بما في ذلك مفاهيم، مثل التأويل والتمثيل والتعبير والشكل، ويرتبط هذا الموضوع ارتباطاً وثيقاً بعلم الجمال، والدراسة الفلسفية للجمال والذوق.
الدراسة:
الدراسة: (تتمة)
تصنيف الفنون حسب وسائلها
هناك طرق عديدة لتصنيف الفنون حسب غرضها، ومقاصدها، وآثارها. لكن الطريقة الأكثر شيوعا والأكثر جوهرية لتصنيف الفنون هي حسب وسائلها:
أ- فن بصري
ويشمل ذلك الفنون البصرية ثنائية الأبعاد مثل الرسم والتلوين وأيضا الفنون البصرية ثلاثية الأبعاد مثل النحت والهندسة المعمارية. لا شك أن من هذه الفنون ما يجب أن يطلق عليه اسم الفن البصري اللمسي: فالمباني تُلمس عادةً كما تُرى، ويمكن للمنحوتات أن تحظى بالتقدير الكامل إذا تم لمسها ورؤيتها، وحتى اللوحات قد تحتوي في بعض الأحيان على ما يكفي من الأبعاد الثلاثية لضمان تجربة اللمس. على أية حال، فإن كل هذه الفنون تروق في المقام الأول، وإن لم يكن حصريا، لحاسة البصر، والقطعة الأثرية هي كائن في الوسط البصري.
الفن السمعي
نعني بذلك الموسيقى بجميع أشكالها باستثناء الأغنية والأوبرا وتلك الفنون التي تجمع بين الموسيقى والأدب (انظر أدناه الفنون المختلطة). وكما أن وسيلة الفن البصري هي البصر، فإن وسيلة الفن السمعي هي الصوت.
في الفن السمعي، على عكس الفن البصري، لا يوجد أي شيء مادي (بخلاف النوتة الموسيقية، والتي كما رأينا ليست هي الموسيقى). لا يوجد سوى سلسلة متتالية من الأصوات: موجات صوتية تنبعث من الآلات المختلفة. وإذا لم يتم إصدار مثل هذه النغمات، لا توجد أصوات؛ توجد فقط النوتة الموسيقية (وذكريات المستمعين، الذين قد يتمكن بعضهم من إعادة إنتاج النوتة الموسيقية في حالة فقدانها)، والتي يمكن إعادة إنتاج الموسيقى منها. وبخلاف وجود اللوحات والمنحوتات فإن وجود الأصوات الموسيقية يكون متقطعاً. بأي معنى إذن توجد الموسيقى بين العروض؟ إنها موجودة فقط بمعنى أنها قابلة للتكرار من النتيجة المكتوبة.
الفن اللفظي
يختلف فن الأدب بشكل واضح عن الفن البصري والسمعي. هناك قيم سليمة في الشعر، خاصة عند قراءته بصوت عالٍ، لكن الأدب باعتباره صوتا سيكون أكثر الفنون فقرا. إن ما يجعل أصوات الشعر فعالة هو (بنسبة لا تقل عن 99 %) معرفة معاني الكلمات المسموعة. إن الاستماع إلى أصوات قصيدة أو مسرحية منطوقة بلغة غير مألوفة يعطي فكرة عن أهمية معرفة معاني الكلمات في الأدب. لاحظ أن كلمة "murmuring"، وهي إحدى الكلمات الأكثر متعة في اللغة الإنجليزية، لها نفس أصوات "meurtre" تقريبا. إن معرفة معاني الكلمات هي التي تجعل من الممكن تقدير فن الأدب.
كما أن الأدب ليس فنا بصريا، على الرغم من أنه من المعتاد قراءة الأعمال الأدبية من صفحة مطبوعة. إن الناقد الذي قال: "أعتقد أن هذه القصيدة سيئة، لأنها مكتوبة بخط صغير غير سار في صفحات ذات عمودين على ورق أصفر"، ربما يقدم نصيحة إلى عمال الطباعة ومصممي الكتب (تعمل هاتان المجموعتان في ممارسة الفنون البصرية) ولكنه لم يقل شيئا عن مزايا القصيدة. فالكلمة المطبوعة أو المكتوبة، أو الكلمة المنطوقة، ليست سوى وسيلة لنقل المعاني. الأدب، إذن، يجب أن يوضع في فئة منفصلة عن الفنون السمعية أو البصرية.
فنون مختلطة
تجمع الفنون الأخرى بشكل مختلف بين الأنواع الثلاثة المذكورة أعلاه من الفنون؛ وتضم هذه المجموعة جميع فنون الفرجة. يجمع المسرح بين فن الأدب (الفن اللفظي) والفنون البصرية المتمثلة في الأزياء والسينوغرافيا، إلخ... تجمع الأوبرا بين فن الموسيقى (مكونها السائد) وفن الأدب (الكراسة) والفنون البصرية الخاصة بالسينوغرافيا. يجمع الرقص بين المشهد البصري للجسد المتحرك (المكون الرئيسي) مع المرافقة الموسيقية، وأحيانا مع الكلمات المصاحبة والسينوغرافيا في الأغلب الأعم. الأغنية تجمع بين الكلمات والموسيقى. يجمع الفيلم بين المكون المرئي (سلسلة من الصور المقدمة بتتابع سريع بحيث تبدو وكأنها تتحرك) مع المكون اللفظي (السيناريو) وبصفة عامة مع الخلفية الموسيقية المتقطعة كذلك.
جميع الفنون البصرية هي أيضا فنون مكانية، في حين أن الموسيقى والأدب كليهما فنون زمانية. وهذا يؤدي إلى اختلافات كبيرة جدا في الأشياء التي يمكن لكل منهما القيام بها. وفي الفنون الزمانية، لا تظهر الأجزاء معا أمام الجمهور، بل تظهر تباعا في الزمن، ولا تبدأ اللحظة الثانية إلا بعد انتهاء الأولى. في الفنون المكانية، يكون العمل الفني بأكمله موجودا في وقت واحد؛ فالانتباه إلى أجزاء منه متتابع - من المستحيل التركيز على الكل مرة واحدة، على الأقل عند المشاهدة الأولى - لكن الموضوع بأكمله موجود، والمشاهد هو الذي يقرر الجزء الذي يجب أن يفحصه أولاً. في الفن ثلاثي الأبعاد، مثل النحت والهندسة المعمارية، الموضوع بأكمله موجود هناك، لكن من المستحيل حتى رؤيته (ناهيك عن النظر إليه) كله مرة واحدة: لا يمكن رؤية الجزء الخلفي من التمثال في نفس اللحظة التي لا يمكن فيها رؤية الجزء الأمامي، والجزء الخارجي من الكاتدرائية غير منظور لشخص ما بداخلها.
يجب الاهتمام بالفنون الزمانية بترتيب معين: من المستحيل سماع السيمفونية التي يتم عزفها بشكل عكسي، أو الدراما، أو الفيلم؛ حتى عندما يكون من الممكن القيام بذلك من الناحية الفنية (كما هو الحال في تشغيل فيلم سينمائي في الاتجاه المعاكس)، فإن النتيجة عادة ما تكون عبارة عن كارثة جمالية. من المفترض أن يعتني المتلقي بالأجزاء الزمانية المختلفة للعمل بترتيب يحدده الفنان مسبقا. لهذا السبب، نادرا ما يروي الرسم قصة بالطريقة التي تحكي بها الرواية، لأن القصة عبارة عن سلسلة من الأحداث المتعاقبة زمنيا. يمكن للوحة في أفضل الأحوال أن تأخذ سلسلة من الأشخاص والأشياء الممثلة وتظهرهم كما هم موجودون في لحظة واحدة فقط، أو في سلسلة من اللحظات، كما هو الحال في لوحة على لوحة أسطوانة ودورة في الهزدواء الطلق، في حين أن الرواية يمكن أن تصور الأحداث المتعاقبة زمنيا في ترتيب حدوثها (أو في ترتيب مختلف، مثل الفلاش باك).
جعل عالم الجمال والكاتب المسرحي الألماني جوتهولد ليسينج هذا التمييز أساسا لدراسته "Laokoon" (1766)، معتبرا أن وظيفة الفن البصري هي خلق أشياء جميلة وأن الفنان يجب أن يختار ذلك الموقف أو تلك اللحظة التي يظهر فيها الشخص أو الشيء أكثر جمالا، ليتمكن المشاهد من مواصلة النظر إليه(ا) بمتعة؛ في حين أن الأدب، كونه زمنيا، مهيأ لسرد قصة تتضمن لحظات كثيرة غير اللحظات الممتعة (وفضلا عن ذلك فإن المشاهد في الأدب لا ترى بالعين بل تتخيل فقط). إن فرضية ليسينغ القائلة بأن كل فن يجب أن يقتصر على ما يمكن أن يفعله بشكل أفضل أو ما هو جاهز له بشكل خاص من خلال وسيلته للقيام به هي فرضية مثيرة للجدل إلى حد كبير: فهي ستقضي فعلا على موسيقى الموضوع، مثلاً، وأوصاف الطبيعة في الروايات. يميل الفن اليوم إلى محاولة تقليص الفوارق بين الزمان والمكان بدلاً من الحفاظ عليها.
(يتبع)
الرابط: https://www.britannica.com/topic/philosophy-of-art/Verbal-art



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مترجم/ ما زال مزارعو الكيف بالمغرب -في الضباب- بعد مرور عامي ...
- فلسفة الفن (الجزء الثالث)
- مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الثاني)
- تمارة: الاشتراكي الموحد يتضامن مع المناضل حجاجي ويعلن عن است ...
- مجلس جهة الدار البيضاء-سطات يصادق على مشروع ميزانيته لسنة 20 ...
- مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الاول)
- مترجم/ هل تتفق أحزاب لبنان على مرشح ثالث للرئاسة؟
- الفلسفة كتمرين روحي وطريقة في الحياة من منظور بيير هادو ومار ...
- مترحم/ مراجعة مدونة الأسرة: اجتماع وزير العدل ونائب رئيس الم ...
- أطر التوجيه والتخطيط الكونفدراليون يرفضون جملة وتفصيلا المقت ...
- محمد سبيلا وضع على عاتقه إرساء أسس الحداثة الفلسفية والفكرية ...
- صندوق النقد الدولي يوافق على منح المغرب قرضا بقيمة 1,3 مليار ...
- مترجم/ إرهاب أمريكي وفوضى خلاقة من صنع أمريكي في بالشرق الأو ...
- لعلاقات الرضائية سبيل إلى هدم الأسرة التقليدية
- العلاقات الرضائية سبيل إلى تخريب الأسرة التقليدية
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة
- حزب -الميزان- فقد توازنه بين الدفاع عن حصيلة الحكومة ومعارضت ...
- مترجم/ إطلالات على مغهوم الكارثة (الجزء الرابع والأخير)
- لماذا تقول يولاندا دياز إن الأغنياء لديهم -خطة بديلة- للهروب ...
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة (الجزء الثالث)


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الرابع)