سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 200 رسالة النبي الى هرقل

رحيم فرحان صدام

الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 02:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تذكر المصادر الإسلامية ان الرسول بعث برسالة الى هرقل عظيم الروم ونص كتاب : "بسم الله الرحمن الرحيم من محمَّد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} إلى قوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ".

هناك عدة ملاحظات على هذه الرسالة المنسوبة الى النبي :
1- ان هذه الرسالة تخص هرقل رعاياه باسم الارسيين الذين يرجح وهم اتباع اريوس ومن ثم انهم اتباع مذهب معين من المذاهب المسيحية ، و لكن هرقل لم يكن عظيم الاريوسيين , وانما كان يمثل الديانة المسيحية الارثوذكسية بحسب المذهب الخلقيدوني ، أو مذهب الملكانيين الذين تسموا بذلك نسبة الى الملك وهي نسبة على غير قياس ، والا كان اسمهم الملكيين وليس الملكانيين تمييزا لهم عن المذهب الارثوذكسي .
اما الاريوسية فهي مذهب فهي مذهب قديم ظهر في القرن الرابع الميلادي , انطلاقا من فكرة اريوس المستقاة من فكرة رجال الدين في الشام ، المستقاة من التصور العربي للسيد المسيح على انه رسول الله ، وليس الاله ! وانه يوصف بابن الاله ، نظرا الى صيغة التبني الذي لا يجعل المسيح معادلا لله تعالى .
وقد اجتهد المؤرخين المتأخرين وبعض اللغويين العرب محاولين تأويل كلمة الاريسيين فقالوا ان معناها المزارعون او الفلاحون وهو تأويل لا يمكن قبوله ؛ لان الروم لم يكن العمل بالزراعة يميزهم عن الفرس او المصريين .

2- ورد في الرسالة احدى الآيات من سورة ال عمران وهي قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}.. وهذه الآية قد أجمع المفسرون على أنها نزلت في السنة التاسعة من الهجرة لمخاطبة وفد نجران بينما الرسالة المزعومة في السنة السادسة للهجرة !!
3- ان المتخصصين ، ومنهم عالم الخطاطة الأستاذ محمد المسيح ، و د . يوسف زيدان ، أكدوا أن الرسائل المنسوبة الى النبي الى ملوك العالم بمجملها غير صحيحة ؛ لأنها لا تتفق لا خطا ولا نصا ولا منطقا ولا أسلوبا ولا تاريخيا ، بل كتبت من قبل كتاب بأزمان متأخرة ليس لها علاقة بعصر الرسول! .
4- الأشكالية الرابعة ، في سرد ما قاله هرقل عن الرسول ، في حديث أبي سفيان وهرقل عن النبي محمد ( حين سأل هرقل عن أحوال النبي ، وقال هرقل بعد ذلك لأبي سفيان .. إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه . البخاري . وفي رواية مسلم ” لأحببت لقاءه ” ) وهل يعقل هكذا ان أمبراطور الروم هرقل الذي كان يحكم أمبراطورية ، ولم يسلم ان يقول هذا الكلام وأي شاهد شهد هكذا حديث بين هرقل وأبي سفيان ! .
5- لا نجد أي أشارة لهذه الرسالة عند الروم.. الذين كانوا يدونون كل ما يتعلق بهرقل .
أن رسالة النبي محمد الى هرقل قد جاءت من باب الاختلاق ، والروايات المتأخرة التي اعادت بناء الوقائع المبكرة في تاريخ الإسلام ، بعدما اصبح المسلمون أصحاب الأمر والنهي .

ينظر :
البخاري ، صحيح البخاري - طبع دار الشعب (1/ 7).
مسلم ، صحيح مسلم ، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت (3/ 1395).
يوسف زيدان ، متاهات الوهم .


 

#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات