أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - موطني بكلمات شذى حسون














المزيد.....

موطني بكلمات شذى حسون


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 00:54
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت احتفالية يومنا الوطني من حفلات الطبقات المخملية البورجوازية بإمتياز 100%. بل انها اقتربت كثيراً من احتفالات توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود. .
ليلة ظهرت فيها المفاتن السليكونية الغارقة بالعسل، وفاحت منها روائح العطور وأريج البخور، وانشغلت العدسات بتصوير الفساتين المفتوحة من الكعب إلى الحزام وفوق الصرّة. حيث الصدور العارية، والأرداف العالية، والمجوهرات الغالية، والسيقان المصقولة، والمباسم المعسولة. ليلة يحلم بها أمراء الاندلس في زمن الجواري والغواني. . ليلة تستحي منها إعتماد الرميكية، و ولّادة بنت المستكفي، و ساجدة عبيد، و صبيحة ذياب، وغزلان. .
اعتذر العراقيون كلهم في تلك الليلة لكاتب النشيد الوطني الشاعر الفلسطيني (إبراهيم طوقان)، واعتذروا أيضاً للموسيقار اللبناني (محمد فليفل) بسبب تلاعب الفاتنة (شذى بنت الحسون) بالكلمات. ربما لم تكن تقصد، وربما ارتبكت فتلعثمت وأخطأت. .
قالت شذى: (البهاء والدناء. . والهناء والرداء . . ناعماً منعما). والدناء أعزكم الله، هو أسوأ درجات الخسة والنذالة والانحطاط في لغتنا العربية الرصينة. لا ريب انها لا تقصد الإساءة. ولا ادري من أين جاءت بكلمة (الرداء) ؟. ونحمد الله انها لم تقرأ انشودة كوكب الشرق (بغداد يا قلعة الأسود) للشاعر الكبير (محمود حسن اسماعيل)، لأنني كنت اخشى ان تستبدل كلمة (الأسود) بكلمة أخرى تستعيرها من الخدود أو النهود فتتجاوز الحدود. .
اما المقطع الذي قالت فيه: (ناعماً منعماً) فهي المرة الأولى التي نسمع فيها ان العراق صار من البلدان الحريرية الناعمة الملمس، على الرغم من ظروفنا القاسية، وعلى الرغم من كل الحروب والمآسي والأزمات والنكبات والجور والظلم والمصائب التي وقعت فوق رؤوسنا. .
سمعت احدهم يصيح في تلك الليلة من مسافة قريبة: إن العراقَ حضارةٌ وريادةٌ وصهيل خيلٍ قد عدت وبنود. هو روضةٌ للطيبين حفيّةٌ لكنّه للمعتدين لُحودُ. ما مرَّ خطبٌ أو عرتْهُ شدةٌ إلا حلفتُ بأنه سيعود. وهو المظفّرُ رايةً ومكانةً يعلو ويقتحم الدنى ويرود. .
انتهت الحفلة، واسدلت الستارة، وذهب العراة إلى مخادعهم وفنادقهم الخماسية، تحميهم السيارات المدرعة وتحملهم العربات المصفحة، ولا ندري كم بلغت خسائرنا الاجمالية تلك الليلة بالعملة الصعبة ؟، وما الذي استفدناه من حفلة يستحي منها الفرنسيون في مهرجان (كان) السينمائي ؟، وهل للمدعوات العاريات علاقة باستقلالنا ومستقبلنا في اليوم الذي اختفى فيه اسم العراق من الترتيب الدولي للبلدان المبدعة في مشاريع التطوير والابتكار على لائحة (Global Innovation Index) ؟. .
شعور مقلق فلم استطع النوم تلك الليلة. تألمت كثيراً وفي قلوبي حزن عميق لا يراه أحد، وفي وجداني كلام لا يسمعه أحد. فالعراق موطني: لو شُغِلْتُ بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختفاء أطفال من باص مدرسة
- كيف اختفت الرياضة المدرسية ؟
- مافيات نسائية معادية للعرب
- أنا ومن بعدي الترامادول
- اين نحن من رهانات الذكاء ؟
- موقعنا في مؤشر الابتكار العالمي
- للقادة فقط: تمارين الذكاء الفائق
- أساتذة مدارسنا الملاحية المنسية
- اكاديميتنا البحرية بين مرحلتين
- مقررات دراسية لتعطيل الدماغ
- بوابات الاتهامات المزاجية
- حلويات جامعة البصرة
- المجانين أكثر صدقاً وعفوية
- هواتفكم كلها مُخترقة
- روبوتات الميزوبوتاميا: خمبابا إنموذجا
- أوكرانيا: محرقة المليارات الملتهبة
- خبراء المنافي البحرية البعيدة
- ثقوب في خارطة العراق
- قبطان من البحار الناشفة
- أحزاب لها أنياب ومخالب


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - موطني بكلمات شذى حسون