سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 199 الحوار بين حاطب بن ابي بلتعة والمقوقس

رحيم فرحان صدام

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 09:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الحوار بين حاطب بن ابي بلتعة والمقوقس
تذكر المصادر التاريخية الإسلامية ان الصحابي حاطب بن ابي بلتعة كان مبعوث النبي الى المقوقس حاكم مصر سنة ست من الهجرة وهي السنة الموفقة للعام 627 الميلادي ، ودار بينهما الحوار التالي :
" المقوقس : أخبرني عن صاحبك أليس هو بنبي؟
حاطب : قلت بلى هو رسول الله .
المقوقس : قال فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها
المقوقس : فقلت له فعيسى بن مريم تشهد أنه رسول الله فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه أن لا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه في سماء الدنيا .
حاطب : فقال أنت حكيم جاء من عند حكيم هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد ... فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جوار منهن أم إبراهيم وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي وواحدة وهبها لحسان بن ثابت وأرسل إليه بثياب مع طرف من طرفهم فولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فكان من أحب الناس إليه حتى مات فوجد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وفقا للرواية عاد حاطب الى النبي من عند المقوقس محملا بالهدايا والعطايا . وهناك عدة ملاحظات على هذه الرواية :
1- ان المقوقس كان مسيحي ارثوذكسي المذهب ، أي انه يعتقد بأن المسيح ابن اله وليس رسول من الله كما يعتقد المسلمون . فلا معنى للحجة التي ساقها حاطب وأفحمت المقوقس على وفق الرواية .
2- ان المقوقس ما كان ليوافق بهذه البساطة على كلام حاطب؛ لأنه لا يعرف (عيسى بن مريم) الذي اخبر به القران الكريم , وانما المسيح وفق المذهب الأرثوذكسي
( الملكاني) هو الله , وامه مريم هي والدة الاله , وهو في عقيدة المقوقس لم يرفع الى السماء حسب ما يعتقد المسلمون , وانما تعذب وصلب ومات وعاد الى الحياة ثم ذهب الى ابيه (الله) وهذا ما يعتقده المسيحيون الارثوذكس .
3- ان المقوقس كان اسقفا, ولم يكن حوله ( بطاركة) ولم يكن من تقاليد الحكام المسيحين آنذاك ارسال هدايا من الجواري .
4- ان المقوقس لم يكن قد وصل الى مصر سنة ست للهجرة وانما كان ما زال اسقفا في القوقاز .

خلاصة القول ان رواية بعثة النبي حاطب بن ابي بلتعة برسالة الى المقوقس هي رواية موضوعة والحوار بينهما مفتعل والرسالة مزورة .
ينظر :
ابن عبد الحكم : أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله القرشي المصري( ت257ه/ 871 م).
فتوح مصر وأخبارها، تحقيق : محمد الحجيري، دار الفكر، الطبعة : الأولى، ( بيروت - 1416هـ/ 1996م). (ص: 70).
يوسف زيدان : متاهات الوهم ، دار الشروق ، القاهرة -2013.

#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات