تَصْرَخُ العاصِفَة
نَافِذَتِي تَبْكِي ..
تَنْهَضُ ذِكْرَيَاتي مُطَرَّزةً بالطين
يَقْطُرُ مِنْهَا رَحيقَ العذاب
آهٍ .. استراحات القلب
أفَلَتْ أُفُوْلاً مُوْجِعاً ..
تَذْبَحُني غُربَتي
تَرْمِيْني
بَيْنَ أمْوَاج ِالبِحَار
يِفْتَحُ الليْلُ جِنَاحَيْهِ
فَأرْتَمِي
بَيْنَ أحْضَانِهِ الحالِكَة
ثَمَّةَ أَلَمٌ دَفِيْن
حَوْلَ سُفُوحِ القلبِ
يُعانقني زمهريرُ الشتاءآت
بيني وَبيْنَنَهَا اِلْفَةٌ غريْبَة!
تَصْرَخُ العاصِفَة ..
نَافِذّتِي تَبْكِي
اِسْتِرَاحات القلب
أَفَلَتْ أُفُوْلاً موجعاً
قَلْبِي رَفِيْقُ غُرَبَتي واشتِعَالي
هل ثَمَّةَ وَاحَات مُنْعِشَة
تَلوْحُ في الأُفُقِ؟!
كُنْتُ طيّبَاً مَعَكُم ..
حَنُوْنَاً لِلْغاية!
وأَنْتُم كُنْتُم قُسَاة ..
قُسَاة لِلْغَاية!
أَيُعْقَلُ أَنْ أُغَادِرَكُم دُوْنَ وِدَاع؟
أَيُعْقَلُ أَنْ لا أُوَدِّعَكُم
بَعْدَ كُلّ ذاكَ الغياب الطَّويل؟
تَنْبُتُ فِي حَلْقِي (غَصَّةٌ)
في كلِّ يوم ..
غصَّةٌ غير قابلة للشروحات
ولا يوازيها تَرْجَمَات ..
غَصَّتي تَحْمِلُ عَذَابَات الشَّوْقِ
وشَرَارَات الغُرْبَة الْحَارِقَة ..
أَيُعْقَلُ أنْ أنْسَلَّ مِنْ بَيْنِ أَحْضَانِكُم
دُوْنَ وِدَاع؟
ذَاكِرَتِي مَفْرُوْشَة بِالْبُكاء
كُنْتُ طَيِّبَاً مَعَكُم ..
حَنُوْنَاً لِلْغَايَة
وَأَنْتُم! .. كُنْتُم قُسَاة ..
قُسَاة لِلْغَاية!
حِوَارٌ مُؤْلِمٌ جِدَّاً
يَنْخرُ ذَاكِرَتِي ..
يَحْرِقُ تَوَهُّجَات رُوْحي..
يَسُدُّ بوَّابَات فَرَحِي ..
يُسَمِّمُ صَبَاحَاتِي ..
يَهيْضُ أجْنِحَةَ مَسَاءاتِي
يَرْمِيْنِي فِي جَحِيْمِ الغُرْبَة!!
ستوكهولم: 20 . 1 . 1995
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]