كفاح حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 09:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم تكن اللحظات الأخيرة من حياة وضاح، إلا تجسيد لبطولة و تصميم كبيرين لم يفترا يوم من الأيام. لم يستسلم أو يتراجع بل واجه أعدائه بتحدي لا يلين. لقد غادرنا وضاح ليترك فراغا كبيرا مابين رفاقه و أسرته. إن شخصية وضاح المتواضعة و المثابرة تركت وقعها الكبير في حياته المزدحمة المليئة بالمخاطرات.
وبعد يومين يمر عامان على فقداننا لوضاح. عامان مرا ووضاح ساكن في قلوبنا. عامان مرا وهما مزدحمان بالأحداث. عامان مرا وعرس الدم العراقي لم يفتر. عامان مرا و العراق ينزف. عامان مرا و حزب وضاح في صراع ضار من أجل البقاء.
لقد كثرت الكتابات و النقاشات في السنتين الأخيرتين عن أزمة اليسار العراقي. و في هذه الأيام نقرأ الكتابات المتفائلة عن اليسار و هي تستعرض بالمدح الوثائق المقترحة للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي. وكأن هذه الوثائق ستضمن دورا فاعلا لليسار. و لكنني لم أجد في هذه الوثائق إلا تكريس لأزمة اليسار. و حاولت الكتابة عن هذا الأمر، و لكن وضاح الساكن في القلب منعني من ذلك.
فتذكرت إنني في عام 4199 كتبت مقالة بعثتها لوضاح لنشرها في صحافة الحزب. و كانت المقالة تتناول وثائق المؤتمر الأول لما أطلق عليه إسم الحزب الشيوعي الكردستاني. وتناولت المقالة مواطن الضعف في وثائق المؤتمر. كما ناقشت المقالة جدوى تشكيل هذا الحزب. و أعاد وضاح المقالة لي رافضا نشرها. و حجته في ذلك كانت إن صيغة النقد في المقالة تمس بالسلب الجهد الذي بذلوه منظموا المؤتمر و مدوني وثائقه. وإحتراما لرأي وضاح لم ترى هذه المقالة النور. و إحتراما لوضاح لم أكتب عن وثائق المؤتمر الثامن.
ربما إنه من حسن الحظ أن يغادرنا وضاح قبل أن يتعقد و يتدهور الوضع في العراق. حيث في مثل الوضع الراهن سيجد وضاح صعوبة جدية في مسايرة الأحداث، أو اللعب بنيرانها.
إن اليسار العراقي يتحمل المسؤولية التأريخية لما آل له الوضع في البلاد. فإن الأخطاء المتراكمة لليسار خلال نصف قرن أدت إلى وقوع بلادنا المحتلة في مخالب القوى الطائفية و الحاقدة.
الآن عرفنا ما إقترفت أيدينا يا وضاح..
كفاح حسن / السويد
السبت 11/11/06
#كفاح_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟