|
متخصصة فى الصحة النفسية تروج لأفكار رجعية
إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 18:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
صادفت مقطع قصير لصانعة محتوى مصرية، متخصصة فى العلاقات والصحة النفسية، ومظهرها يوحى بأنها متحررة، ولكنها على ما يبدو من النوع الذى يكره الحرية ولكنه يحب ما توفره له الحرية ولا يؤمن بالعلم ومع ذلك يسترزق من المحتوى العلمى. تقول: «لابد للرجل أن يتعب من اجل المرأة، لأنه لو لم يتعب سوف يرميها بسهوله». كتأييد للمهر، وللدفاع عن مبدأ التملك، وللأعتراض على مبدأ الشراكة.
المال لا يعبر عن تقدير الرجل للمرأة، كما أن الهدايا لا تعنى ولائه
يبدو من كلامها أنها لا تفرق بين المرأة وقطعة الأثاث، لأنها تظن ان قيمة المرأة تقاس بالمال المدفوع فيها، وتعتقد انه كلما إزداد المبلغ المدفوع في المرأة كلما ازدادت قيمتها، وبالتالى زادت درجة خوف الشارى او (الرجل) على خسارتها.
العنف الأسري نتيجة لتسليع المرأة
والحقيقة ان هذه الأفكار، تؤدي إلى استغلال المرأة، وإذلالها، وفى نفس الوقت لا تضمن بأى شكل من الأشكال استمرارية الزواج. إن تسليع المرأة والتشجيع على مبدأ التملك في الزواج، يؤديان إلى تفاقم مشكلة العنف الأسري. فعندما يشعر الرجل أنه يمتلك زوجته، فإنه يشعر أنه يحق له التحكم بها وفرض سيطرته عليها. وهذا يؤدي إلى العنف الجسدي والنفسي ضد المرأة.
المهر
قامت الهند بحظر المهر منذ عام ١٩٦١، والمهر فى الهند يقدم من الأنثى إلى الذكر عند زواجهما، إلا انه وبرغم الحظر لا يزال ينبغى للعروسة أن تتحمل ثمن حفل الزفاف، وتقدم أموالاً وثياباً ومجوهرات للعريس كمهر، و٩٠ في المئة من الزيجات في الهند ما زالت تقوم على المهر. لو كانت «صانعة المحتوى» تعيش فى الهند هل كانت ستظل تدافع عن عادات المجتمع الهندى وتقاليده، والتى بسببها فقدت الكثير من الفتيات فى الهند الأمل فى الزواج؟. ارى أن من يدافعون عن العادات والتقاليد يفعلون ذلك اما لأنهم مستفيدين بشكل مباشر، أو لأنها تحسن فرصهم الهشة فى البقاء، أو بسبب جهلهم.
الزواج قائم على الحب وليس على المال الحب يقوم على عدة ركائز مثل الإعجاب، والانجذاب، والتعلق، والأرتباط العاطفى، وهناك عدة عوامل وسلوكيات ممكن أن تساهم فى أستمرارية الأرتباط أو الزواج مثل: الثقة، والتواصل، والأحترام، والتسامح، والأهتمام. لا يجب ان ينتقص أحد من قدر أى إمرأة بالشكل الذى يجعلة لا يرى فيها أي ميزة تجعل الرجل يستمر معها إلا لأنه تورط بقائمة منقولات، ومؤخر، وأطفال.. بل يجب أن نبدأ بتعليم كل فتاه أن بإمكانها أن تكون مستقلة وناجحة ومكسب للرجل. ولا ينبغى للرجل أن يكافح ويتعذب لأجل الزواج، فالزواج ليس حرب، بل إستراحة.
بدون حب واحترام سيرحل مهما كان الثمن
لو فرضنا أن الرجل تزوج بشكل تقليدى، وحدث أمراً ما تسبب فى تغيير مشاعرة تجاه زوجتة، فى هذه الحالة وحتى لو أن الانفصال عنها سيكلف الكثير، فسيقرر الرجل الرحيل، أنا لا اعرف رجل طبيعى سيفضل ان يعيش مُذل مع انسانة لا يريدها فقط لأنه مهدد بخسارة مادية او بالسجن، ويبدو لى ان قوانين الأسرة تفاقم مشاكل المجتمع ولا تحلها، لأنه إذا كان القانون يهدد الرجل بالسجن لا لشئ سوى انه يريد الأنفصال، فقد يفضل الذهاب إلى السجن لسبب يستحق، وهكذا يساهم القانون فى زيادة حالات العنف الأسرى والمشاكل العائلية. أما الرجل الغير طبيعى فسيقبل أن يستمر مع زوجتة، وهو لا يفكر فيها، وسيكون الأنفصال للمرأة افضل من أن تعيش مع رجل لا يحبها وقد يخونها. لهذا ارى ان الزواج القائم على الحب، والأنفصال بالتراضي افضل للمرأة والرجل من العادات والتقاليد.
نعود إلى «صانعة المحتوى»، وتعليق لها على ڤيديو انتشر فى مصر، وفيه يظهر شاب وفتاة تميل برأسها على كتفه، ويبدو انها لحظه رومانسية، ولكن هذا الأمر لم يعجب أمرأة لم تكتفى بأنتهاك خصوصيتهم وتصويرهم من شرفتها بدون علمهم، بل قامت بسبهم وتهديدهم. وكان رأى «صانعة المحتوى» ان صاحبة الڤيديو مخطئة، بسبب تصويرهم وسبهم، فهذا ليس من حقها، ثم قالت، لكن من حقها ان تطلب لهم الشرطه. وهذا يؤكد ما قلته فى البداية. اتمنى أن لا تستغل هى وأشباهها من مدعي التحرر وأشباه المثقفين من صناع المحتوى، نقص المؤثريين فى المجالات العلمية فى العالم العربي، فى أن يؤثروا على الجيل الجديد بأرائهم الساذجة. ويجب أن نتصدى لمثل هذه الآراء الضارة، وأن نعلم الأجيال الجديدة أن الزواج قائم على الحب والاحترام، وليس على المال.
#إسلام_أشرف_عطية (هاشتاغ)
Eslam_Ashraf_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية
المزيد.....
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|