أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - الشخص المناسب في المكان المناسب، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

الشخص المناسب في المكان المناسب، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 00:58
المحور: كتابات ساخرة
    


الشخص المناسب في المكان المناسب


أُعلن إحدى المقاطعات في إحدى الغابات عن فرصة لشغل وظيفة مدير التنمية ، لم يتقدم أحد لشغل الوظيفة، فتم ترشيح الدب القديم الذي يشغل الوظيفة مع دب جديد يتبع الدب القديم تم ترشيحه لشغل الوظيفة نظرا لأن مواصفات شغل الوظيفة تنطبق عليه.

طُلب من الدبين تحضير نفسهما للدخول في اختبار ومن يحصل على أعلى العلامات يكون الفائز. تم تصميم معايير الاختبار بما يتناسب مسبقا مع مواصفات الدب الأصغر سنا بحيث يفوز بالاختبار حتى لو تساوت العلامات في الاختبار.
تم قبول الدب الأصغر سنا، وصدر في الغابة أمر وزاري بالتعيين.

لم يلق القرار قبول الإدارة لأن الدب الجديد غير معروف جيدا لها، وقد يمارس دور المشاكس، لكنها تحت ضغط الأمر الواقع ومتطلبات التحديث والتطوير الغابة قبلت قرار تعيين الدب الجديد لتكتشف أنه طوع بنانها أكثر من الدب القديم . وحفظا لماء الوجه صدر قرار الادارة بتعيين الدب القديم مستشارا.

لاحظ الدب الجديد، بحكم عمله، أن في الغابة أرنبا قد تم تعيينه بوظيفة دب ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب .

عرض الدب الجديد الموضوع على الإدارة ، وفي اطار تبادل المنافع بين الدب الجديد والادارة ، شكلت الإدارة لجنة من الفهود للنظر في القضية، وتم استدعاء الدب والأرنب لسماع أقوالهما.

رأى الدب الجديد المسؤول عن تنمية الغابة أن تعيين الأرنب بموقع الدب مخالف لمعايير تنمية الغابة، وبالتالي "لا يصح " لأن الغابة ترفع شعار "الشخص المناسب في المكان المناسب" و أن هذا التعيين يخالف المعايير.

رد الأرنب قائلا إن هناك علامات على المعايير وأن علامة أن يكون الدب هو من يشغل الوظيفة قد حذفت ، ورغم ذلك فاز بالإختبار، وبالتالي يتحقق شعار " الشخص المناسب في المكان المناسب" و أضاف قائلا إن هذ الشعار لا يعني مطلقا عبارة "الشهادة المناسبة في المكان المناسب"، وتابع قائلا :صحيح أنني "أرنب" ولكن أفعالي و تصرفاتي هي تصرفات "دب" . وبالتالي ليس هناك ثمة مشكلة في التعيين .

وطلبت اللجنة من الأرنب أن يقدم أوراقه و وثائقه الثبوتية. فكانت كل الوثائق تؤكد أن الارنب دب في التصرفات وأنه "الشخص المناسب في المكان المناسب" ولا يخالف بشيء إلا في "الشهادة المناسبة ليست في المكان المناسب" .

جاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير لأن الأرنب دب وفق المقاييس والدلائل.

لم يمض وقت طويل حتى تغيرت إدارة الغابة .اعتمدت الإدارة الجديدة مبدأ "غيّر تسد" وكانت أولى القرارات استبدال دب تنمية الغابة بدب أخر أصغر منه سنا وأكثر مرونة و طوع بنانها وما كان إلا أن قلبت الطاولة على دب تنمية الغابة المعين بقرار وزاري، وكان يعتقد نفسه أنه "بوذا" الذي لا يمكن تغييرة ، وما كان إلا أن تم التغيير بشحطة قلم واستبدال الدب بدب أصغر سنا قليل الخبرة مضطرب السلوك مدعوم من وزير الغابة . بدأ الدب الصغير التغيير الداخلي بدعم خفي من الادارة، وبدأ في استحضار الأرواح التي تشبه روحه إلى أن حدث مالم يكن بالحسبان وهو على كل من يشغل موقع دب تنمية الغابة أن يمر بالاختيار الموعود. تقدم المرشحون للإختبار لإختيار الدب المناسب مدير تنمية الغابة لكن جميع المرشحين سقطوا في الاختبار.

وانتشرت بين حيوانات الغابة نكتة تقول : تدخل إلى الإختبار أمّور تخرج طرطور.

اهتز الدب اهتزازا كبيرا، وبدأ يلملم أغراضه وكأنه راحل لا محالة ، وحيث أن تنمية الغابة مشغولة في أكثر من موضوع، وملف تطويري للغابة لم تصدر قرارا سريعا باستبدال دبها الصغير في لغاية في نفس"يعقوب" ، وبقي الحال على ما هو عليه دون تغيير.

لم يعترض الدب مدير تنمية الغابة السابق على القرارات التي صدرت بشأن تغييره لكنه علق على كل ما يجري قائلا :

كيف أعترض على قرار لجنة "الفهود" والتي هي أصلا مجموعة من "الحمير"، لكن أوراق اعتمادهم وثبوتياتهم تقول إنهم "فهود".

وتستمر الحكاية...

ملاحظة:

القصة في الأساس من الأدب التشيكي ، تم تعديلها بما يتناسب وعقولنا و أوضاعنا في المنطقة العربية



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة علاقة جواهر لال نهرو وإدوينا ماونتباتن، فريق لايف ستاي ...
- الحملة الدعائية السرية للحكومة البريطانية في سوريا،إيان كوبي ...
- كيف أعلن حزب المحافظين البريطاني الحرب الباردة على الإسلام؟ ...
- مبيعات برامج التجسس البريطانية لدول الشرق الأوسط ،جيمي ميريل
- حوار مع المخرج آدم كيرتس حول القوة والتكنولوجيا وكيف تصل الأ ...
- العنصرية بريطانية وشهيرة مثل كوب الشاي الإنكليزي ،كيهيند أند ...
- سياسة بريطانية فريدة مثل شاي الظهيرة الإنكليزي، مارك كيرتس
- حصري: ربما تكون جهود الدعاية البريطانية في سوريا قد انتهكت ق ...
- الحملة الدعائية السرية للحكومة البريطانية في سوريا، إيان كوب ...
- ما هو الضوء الأزرق قبل الزلزال؟ محمد عبد الكريم يوسف
- زلزال المغرب: لماذا حدث، وكيف نستعد لمثله في المستقبل؟ ريحان ...
- لماذا أدت فيضانات ليبيا إلى هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح؟ ...
- المعركة التي لم تحدث أبدا، ديفيد هيرست
- النمو الهادئ للنفوذ الباكستاني في سوريا،داني مكي
- أنتيجون: المأساة اليونانية الكلاسيكية تقدم دروسا للشرق الأوس ...
- كيف حفزت حرب الغرب في ليبيا الإرهاب في 14 دولة؟ (وثيقة رفعت ...
- السياسة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط: تاريخ سري من ال ...
- السياسة البريطانية في الشرق الأوسط تجعل منها دولة مارقة (وثي ...
- الحرب على سورية : الكشف عن العمليات الإعلامية للمملكة المتحد ...
- التدخل في سورية: الإجابة على الأسئلة الرئيسية التي كانت سائد ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - الشخص المناسب في المكان المناسب، محمد عبد الكريم يوسف